عذراً سيدي النائب الأول!!
أمس الأول كان يوم التكريم والشهادات، لم أحظ بالسلام على الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” النائب الأول لرئيس الجمهورية حينما كرم رؤساء التحرير والصحفيين نظراً للجهد الذي قاموا به في زيارة رئيس الجمهورية لولايات دارفور الخمس، وجاء التكريم عرفاناً لدور الصحافة والصحفيين في ذلك، وهذا يدل على أن السلطة الآن راضية عما تقوم به الصحافة تجاه الوطن والمواطنين خاصة وأن دارفور التي تعدّها الدوائر الخارجية غير آمنة، ولكن رئيس الجمهورية زارها جميعاً، بات في بعض منها، واحتفل مع الجماهير وسعد بلقاء المواطنين.
إن تكريم النائب الأول لرئيس الجمهورية تاج على رؤوسنا، لكن فهمت أن التكريم سيكون لمن رافقوا رئيس الجمهورية فزيارتي لأديس أبابا حرمتني من تلك المرافقة، لكن قلمي كان حاضراً يومياً يكتب عن تلك الزيارة وعن الدور الكبير الذي تم، فاتني شرف تسلّم تلك الشهادة الغالبية من النائب الأول للرئيس بلدياتنا، لكن حسب ما قال لي: ترطن؟ قلت له: لا. قال لي: أنت دنقلاوي تايوان.
وفي مساء نفس اليوم كان السفير الإثيوبي قد قدم لنا دعوة مسبقة لمأدبة عشاء جرى خلالها تقييم الزيارة التي قمنا بها إلى أديس أبابا الأيام الماضية، ولما كنت رئيس الوفد كلفت الزميل “نزار سيد أحمد” بتمثيلنا ولم أكن أعلم أن التكريم لرؤساء التحرير أيضاً.
نقدم اعتذارنا لرئاسة الجمهورية وللسيد النائب الأول شخصياً وإن شاء الله في تكريم آخر، أما السفير الإثيوبي فقد قام بتكريم كل الوفد وهذا يعني أننا كرمنا في ليلة واحدة تكريمين، من رئاسة الجمهورية ومن الحكومة الإثيوبية ممثلة في سفيرها بالخرطوم.. ما أعجبني من السيد السفير طرحه للقضايا بكل شفافية حتى حينما تحدث الزملاء عن أن عدم وجود فساد في إثيوبيا هو الذي جعلها تنطلق إلى الأمام، لكن السيد السفير قال هنالك في فساد في إثيوبيا لكن عملنا على معالجته، وحتى التظاهرات التي تقوم ضد الدولة تتم معالجتها في إطار أن هناك مشكلة لا بد أن تتم معالجتها، وحتى الأقاليم الراغبة في الانفصال عن الدولة فلها خيارها بدون عصبية أو تشنج.
السفير قال إن من أسباب النهضة الآن في إثيوبيا وهي ليست لها موارد أنها اعتمدت على نفسها تماماً ورفضت الانصياع للغرب وأمريكا حينما طالبوها بوقف برنامج الإصلاح الذي تقوم به وقبول المساعدات الأوروبية، ما جعلها تأتي بعد تنفيذ البرنامج طالبة من إثيوبيا الموافقة بدخولها في الاستثمارات.
السفير قال إن إثيوبيا سجلت معدل نمو بلغ (12%) وهو أعلى معدل تقوم به دولة أفريقية، وقال إن أثيوبيا أخذت ببرنامج الإصلاح المطبق في آسيا وعلى سبيل المثال كوريا الجنوبية وماليزيا والصين.. السيد السفير لم يغفل العلاقة بين الشعبين السوداني والإثيوبي، وقال إن سد النهضة هو لفائدة البلدين بالإضافة إلى مصر، وقال (كأنما الله سبحانه وتعالى جعل إثيوبيا منطقة مرتفعات وجبال تهطل فيها الأمطار وبكميات كبيرة والسودان أرض منبسطة بها أراضٍ زراعية شاسعة)، وقال: (نحن لن نتدخل في شؤون أية دولة ونعمل على نهضة إثيوبيا والعمل على إزالة الفقر منها).. فهل بعد النهضة التي تنتظم إثيوبيا سيأخذ السودان تجربتها والاستفادة منها من أجل الرفعة والتطور؟؟ نأمل ذلك.