تفاصيل خمسة أيام لـ"البشير" في دارفور
الحرب في دارفور.. الرابح خاسر
نصيب دارفور من الوزراء الاتحاديين (24%) ووزراء الدولة (38%)
عدد مدارس الأساس كان (1379) مدرسة في العام 1989م وفي 2015م صار (3953)
تكلفة الطرق في دارفور بلغت (2) مليار و(338) مليون دولار
تقرير – نزار سيد أحمد
بالتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، لولايات دارفور الخمس، لدعم الاستفتاء الإداري وافتتاح العديد من مشروعات التنمية هناك، والتي تشكل علامة فارقة بين مرحلتين، تكون قد بلغت الحرب في دارفور عامها الـ(13)، حيث انطلقت شرارتها في العام 2003 في دارفور، وبالعودة قليلاً إلى الوراء، نجد أن بداية هذه الحرب كانت بنشوب صراع على نطاق ضيق، كان من الممكن احتواؤه لتجنب البلاد هذه التعقيدات التي تعيشها الآن، لكن بصورة أو بأخرى، دون الولوج في تحميل مسؤولية الحرب لأي طرف من الأطراف، فقد دخلت الساحة الدارفورية في صراع مسلح سرعان ما تجاوبت معه أطراف أخرى، أضافت أبعاداً دولية على القضية، ومرت السنوات لتصل إلى ثلاثة عشر عاماً، جرت من خلالها مياه كثيرة تحت الجسر، وبالرغم مما تحقق من مكاسب كثيرة، بتوقيع العديد من الاتفاقيات التي وقعتها الحكومة مع الحركات، وما حققته على صعيد ميادين القتال، إلا أن دارفور ما تزال تعاني على كافة الأصعدة التنموية والأمنية، بل حتى على صعيد السلم الاجتماعي، إذ ظل شبح الصراعات القبلية ماثلاً، كواحد من إفرازات الحرب وتهتك النسيج الاجتماعي، جملة هذه الأشياء فرضت الواقع الذي تعيشه دارفور في الوقت الراهن، مما يجعل حجم التطلعات بتحسن الأوضاع يرتفع مع هذه الزيارات التي نفذها رئيس الجمهورية.
تفاصيل خمسة أيام لـ”البشير” في دارفور
قاد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” جولة شملت جميع ولايات دارفور وصفت بالتاريخية كونها تلمست الكثير من الحقائق على الأرض، إذ وقف الرئيس وبنفسه على مجريات الأمور هناك في كافة الجوانب الأمنية والتنموية والإدارية، كما اطمأن على الترتيبات الجارية لإتمام عملية الاستفتاء الإداري الذي يأتي ضمن استحقاقات وثيقة الدوحة لسلام دارفور، وقد استمع الرئيس إلى الكثير من المطالب والتقارير الشفوية من قيادات الولايات الخمس، وقد تلقى وثائق عهد وميثاق من جميع قبائل دارفور تعهدت من خلالها بنبذ القبلية والجهوية والعمل على تحقيق السلام والمصالحات.
*في الفاشر أبو زكريا
استهل “البشير” تطوافه على دارفور بزيارة ولاية شمال دارفور (الفاشر)، وفيها كما في سائر الولايات الأخرى، خاطب حشوداً جماهيرية وعقد لقاءً تنويرياً مع قادة ورموز وأعيان الولاية، وقد شملت خطابات الرئيس في شمال دارفور عدداً من المحاور المهمة، كان من بينها إعلانه نهاية التمرد في دارفور، وتحول الحركات المسلحة إلى مرتزقة في ليبيا وجنوب السودان تحارب من أجل الدولار.
واستثنى “البشير” في خطابه ذاك بعض ما أسماها بالجيوب الصغيرة في منطقة جبل مرة، وقال إن الجيش سيحسمها قريباً ويرفع من بعده التمام بأن دارفور خالية تماماً من التمرد، واعتبر “البشير” أن نهاية التمرد تعني أن الحكومة ستنطلق في خطة جديدة لجمع السلاح من أيدي المواطنين طواعية، وذلك نظير حوافز مالية، على أن تتولى الحكومة جمع السلاح عنوة بعد انتهاء المدة المعلنة للجمع الطوعي، كما وعد الرئيس المواطنين هناك بتحقيق (المصالحات وإكمال التنمية)، ودعا لعودة النازحين واللاجئين إلى مناطقهم التي نزحوا منها بسبب الحرب، وبشأن الاستفتاء الإداري لدارفور، أوضح أن التسجيل كان بنسبة (100%)، مبيناً أن الدولة لا تفرض رأيها على أهل الإقليم لتحديد وضعيته الإدارية، وشهد الرئيس توقيع عقد طريق نيالا- الفاشر، وعدد من الطرق الأخرى، وأعلن الرئيس عن إنشاء (بنك) لتنمية دارفور، بدعم أولي من دولة قطر بمبلغ مليار دولار.
*في الجنينة دار اندوكة
أكد “البشير” أن البلاد ما عادت في حاجة لمنظمات أجنبية تعمل لإغاثة مواطني دارفور، لأنها (البلاد)، قادرة على إطعام نفسها، وأعلن ولاية غرب دارفور خالية من التمرد، وجدد الرئيس مناشدته لعودة النازحين واللاجئين إلى قراهم، وقطع ببسط هيبة الدولة وجمع السلاح والسيارات (س ح) المعروفة اختصاراً في دارفور، وتعني (السرقة حلال)!.. قال: بأن يتم فرزها وجمعها طواعية، كما شدد على عدم قبوله للاعتداءات القبيلة التي تحدث بين القبائل، وحول الاختيار بين الولايات والإقليم، كشف “البشير” أن زيادة عدد الولايات كان برغبة من أهل دارفور، كما كشف أن هناك مطالبات بإنشاء ولايات جديدة، وأعلن عن تشكيل لجنة قومية لها فروع بالولايات تتولى عملية جمع السلاح، وإعادة النازحين واللاجئين ورتق النسيج الاجتماعي، كشف الرئيس عن إعداد قوات جاهزة من أجل التدخل الحاسم لوقف أي صراعات تنشأ بين الأفراد أو القبائل، (يلموهم في السجن) على حد تعبيره، وقطع بمحاكمة أي شخص أو قبيلة تعتدي على شخص، أو قبيلة أخرى، وأن الدولة لن تتحمل بعد اليوم مسؤولية أي شخص يقتل آخر بغير وجه حق، ولن تقوم بدفع أية دية لقاتل بخلاف من يقتل خطأ من قبل أجهزتها، ووجه بمنع الجبايات على الطرق، فيما عدا رسوم عبور الطرق التي تحددها الولايات داخل حدودها.
*في (زالنجي)
في زالنجي شدد الرئيس على ضرورة دعم وتعويض النازحين وإعادة (ممتلكاتهم)، ونبه إلى أن قتل النفس وحرق المنازل والمزارع جميعها منكرات، يجب على أهل دارفور الابتعاد عنها، ووعد بإكمال طريق نيالا- زالنجي خلال (6) أشهى، كما تعهد بتشييد مطار دولي بزالنجي وربطها بشبكة الطرق القومية، واصفاً التسجيل للاستفتاء بالممتاز.
من جانبه قال والي وسط دارفور الشرتاي “جعفر عبد الحكم”، إن أحوال ولايته استقرت بفضل الصيف الحاسم الذي تبنته الحكومة لدحر التمرد والتفلتات والصراعات، مشيراً إلى استمرارهم في تعزيز السلام والمصالحات ومواصلة مشاريع التنمية في التعليم والصحة والمياه والطرق. مؤكداً تأمين كافة الطرق التي تمر بها لجان الاستفتاء، بجانب تسهيل الإجراءات لإنجاح التصويت.
وقال إن ولايته عززت علاقاتها القبلية والحزبية، وإنها تقدم أفضل نموذج للحكم في السودان بعد أن اكتملت جميع هياكلها .
*في نيالا البحير غرب الجبيل
أما في مدينة نيالا فقد أطلق رئيس الجمهورية عدداً من اللاءات في وجه الحركات المسلحة، وقال: لا تفاوض مع المرتزقة الموجودين في ليبيا وجنوب السودان حول السلطة والثروة، وأضاف قائلاً – لن نزيد على الدوحة لا نقطة ولا شولة ولا كوما- ونوه “البشير” إلى أن المسؤولية بعد تحقيق السلام في دارفور تكمن في حسم بعض جيوب التفلتات ومعالجة ما أسماه بإفرازات الحرب، ونوه “البشير” إلى أنه رغم إمكانات الحكومة الضعيفة إلا أنها أنجزت الكثير، مبيناً أنه بعد تحقيق الأمن ستتضاعف تلك الإنجازات، ورجع وقال إن الحكومة لا تملك عصا “موسى” لتغيير الواقع بين يوم وليلة، مؤكداً أنهم يتحركون في حدود إمكاناتهم التي وصفها بالشحيحة.
*في الضعين الحريبة أم الديار
في مدينة الضعين طالب رئيس الجمهورية مواطني دارفور بعدم أخذ الحقوق بالقوة وقتل النفس لمجرد الإحساس بالظلم، داعياً الجميع للاحتكام للقانون واللجوء للقضاء أو حكومات الولايات، وتابع قائلاً أي والي يتقاعس عن مهمته ستتم محاسبته حتى ولو (نقطع رقبتو)، ونبه رئيس الجمهورية إلى أهمية التصالح مع النفس وترك الكراهية والحسد وترك قتل النفس المؤمنة التي وصف قتلها بالأسوأ، ووعد “البشير” برعاية خاصة لولاية شرق دارفور وإلحاقها بركب الولايات الأخرى من خلال تقديم كافة الخدمات من مياه وكهرباء وتعليم، بجانب تأهيل خط السكة حديد، وقال مخاطباً الجماهير.. أتينا لنراجع برنامجنا الانتخابي، وجميع مطالبكم أوامر واجبة التنفيذ. ودعا لأهمية الحفاظ على الأمن وحراسته، وشدد على أهمية عودة النازحين إلى قراهم وعدم الاعتماد على الإغاثات، وأضاف (ما دايرين إغاثة نحن عزيزين لا بنشحت ولا بنمد أيدينا).
*نصيب دارفور من السلطة
قدم رئيس الجمهورية المشير “البشير” عدداً من الوزراء لاستعراض ما تم إنجازه بالأرقام في دارفور خلال المرحلة الماضية ، حيث استعرض وزير الحكم الاتحادي الدكتور “فيصل حسن إبراهيم” نسب مشاركة أهل دارفور في السلطة والثروة والتعليم، وقال إنه في مجال السلطة فإن لدارفور نسبة (50%) من نواب رئيس الجمهورية بتولي الأستاذ “حسبو محمد عبد الرحمن” منصب نائب رئيس الجمهورية، أما في وزارة رئاسة الجمهورية فإن نسبتها (100%) بوزير دولة هو الدكتور “فضل عبد الله فضل” ووزير دولة “هارون”، وفي وزارة مجلس الوزراء فإن نسبة دارفور (50%) بوزير اتحادي، ووزير دولة، أما نسبة الوزراء الاتحاديين فقد بلغت (24%) ووزراء الدولة (38%).
*عدد التلاميذ في دارفور بين (89 – 2015)م
وقدم “فيصل حسن إبراهيم” تقريراً وضح من خلاله التطور الذي شهدته دارفور في مجال التعليم مقارنة بين واقعها في العام 1989م حتى العام 2015م، وأشار إلى أن عدد التلاميذ في التعليم قبل المدرسي (رياض الأطفال) كان في العام 1989م (4625) ، وفي العام 2015م وصل العدد إلى (60.840)، أما عدد تلاميذ الأساس كان (83.893) فيما بلغ العدد الحالي (1.139.779)، وجاء عدد طلاب الثانوي في العام 1989م (4528) وفي الوقت الحالي بلغ (166.720)، فيما كان عدد تلاميذ الرحل (2900) وبلغ العدد الحالي (143.611).
*عدد المدارس والمعلمين بين (89 -2015)م
وواصل دكتور “فيصل” في استعراضه لواقع التعليم في دارفور مقارنة بين العام 1989م حتى العام 2015م، من حيث عدد المدارس بين تلك الفترة والفترة الحالية، وأكد أن عدد رياض الأطفال كان (185) روضة في جميع دارفور، لكنه وصل حتى العام 2015م (2028) روضة، أما عدد مدارس الأساس كان (1379) مدرسة، والآن صار (3953) ، وكان عدد مدارس الثانوي (18) مدرسة، والآن (534) مدرسة، أما مدارس الرحل كانت (50) مدرسة والآن (830)، أما عدد المعلمين مقارنة بين العام 1989م حتى العام 2015م، ففي التعليم قبل المدرسي كان (385) والآن (2694)، وفي تعليم الأساس كان عدد المعلمين (8400) والآن صار عددهم (25,756)، ومعلمو الثانوي كان عددهم (275) والآن (6940).
وفيما يتعلق بالجامعات أشار الدكتور “فيصل” إلى أنه في العام 1989م لم تكن هنالك أي جامعة في دارفور، أما في العام 2015م فهناك جامعات الفاشر بشمال دارفور – جامعة نيالا (جنوب دارفور) – جامعة الجنينة (غرب دارفور) – جامعة زالنجي (وسط دارفور) وجامعة الضعين (شرق دارفور).
*أرقام الرعاية الاجتماعية
استعرض وزير الإعلام نسب دارفور في الحصول على الرعاية الاجتماعية، بجانب تغطية الاتصالات وعن الأسر التي تحصلت على الرعاية الاجتماعية مقارنة في الفترة من 2011م حتى 2015م، قال إن عددها في 2011م كان (23,670) والآن (278.738)، وأشار إلى أن المبلغ الذي حصلت عليه دارفور في العام 2011م كان (28) ألفاً، وارتفع إلى (272) ملياراً، أما الدعم المقدم من ديوان الزكاة كان حوالي (1,11) ألف جنيه، الآن بلغ (131) ألف جنيه، وأشار إلى أن المراكز التي كانت تقدم الرعاية الصحية في 2011م كان عددها (52) مركزاً، والآن صار (232) مركزاً، ونوه إلى أن عدد المشتركين في التأمين كان (451) ألف شخص، أما الآن (2,277) مليون.
*تغطية الاتصالات
وأكد وزير الإعلام في استعراضه أن تغطية الاتصالات بلغت (83%) في جميع ولايات دارفور، مبيناً أن الرئيس وجه بتغطيتها جميعاً، وكشف عن إدخال (10) إذاعات (إف إم) جديدة لمواجهة ما وصفه بالإعلام الكاذب والمضلل لتصبح (24) إذاعة.
*”مكاوي” ومقارنة للطرق والكهرباء
إلى ذلك استعرض وزير الطرق ما قدمته الحكومة في مجالات الطرق والكهرباء، مبيناً أن تكلفة الطرق في دارفور بلغت (2) مليار و(338) مليون دولار،
أما في مجال الكهرباء فقد استعرض “مكاوي” واقع دارفور مقارنة بالفترة من العام 2003م حتى العام 2016م وكشف أن التطور في القدرة المتاحة من محطات توليد الكهرباء في الفاشر كانت (7) ميقاواط، حيث ارتفعت إلى (14.6) ميقاواط في العام 2016م، وفي الجنينة كانت (2) ميقاواط، ارتفعت إلى (7.8) ، وفي نيالا كانت (8) ميقاواط، ارتفعت إلى (20) ميقاواط، أما زالنجي فقد أضيفت للكهرباء في العام 2014م بقدرة (2.6) ميقاواط بنسبة زيادة (100%)، أما الضعين فكانت المقارنة منذ العام 2004 حتى العام 2016م حيث ارتفعت من (1.6) ميقاواط إلى (3.5) ميقاواط.
*أرقام عن الصحة في دارفور
بينما استعرض وزير الصحة “بحر إدريس أبو قردة” الإنجازات في القطاع الصحي مقارنة بين 1989 إلى 2015م، مشيراً إلى أن المستشفيات كانت (13) والآن (76) مستشفى، وأن الأطباء الاختصاصيين كانوا (8) وصاروا الآن (94)، والعموميون كانوا (98) والآن (353) طبيباً، بينما كان عدد الممرضين (220) والآن (1720)، والقابلات كان عددهن (563) ، والآن (3800)، وأشار “أبو قردة” إلى أن عدد الأسرة كان (770) والآن (3684) سريراً، ونوه إلى أن وحدات الرعاية الاجتماعية كانت (637) والآن صارت (862) وحدة، واعتبر “أبو قردة” أن دارفور أخذت أكثر مما طلبت في المفاوضات. وتقدم “أبو قردة” بالشكر للرئيس الذي قال إنه حقق العدل، وأكد أنه ليست هناك حجة الآن لأي شخص أن يرفع السلاح بعد أن تحققت القضايا التي يطالبون بها .