الجالية التشادية تنتخب غداً رئيساً جديداً لبلادها
يتسابق فيها (14) مرشحاً أبرزهم الرئيس “دبي”
الخرطوم- عماد الحلاوي
يتدافع أفراد الجالية التشادية بالسودان غداً (السبت) للاقتراع، لينتخبوا رئيساً جديداً لبلادهم تزامناً مع انطلاقة الانتخابات ببلادهم، ويتسابق (14) مرشحاً في انتخابات الرئاسة التشادية، أبرزهم الرئيس الحالي “إدريس دبي” مرشحاً عن حزب الحركة الوطنية للإنقاذ.
وفي حشد جماهيري كبير بميدان المولد بأمبدة، وعلى أنغام الفنانة “حياة محجوب”، ونقارة قبيلة الزغاوة، دشن مؤيدو حزب الحركة الوطنية للإنقاذ وسط الجالية التشادية بالخرطوم حملة مرشح حزبهم في الانتخابات الرئاسة التشادية الجنرال “إدريس دبي إتنو”، التي ستجرى يومي 9 و10 أبريل الجاري.
وطالبت رئيسة الحملة الانتخابية “حواء ادم توقو” لدى مخاطبتها الحشد الكبير الذي تداعت له الجالية التشادية من جميع محليات ولاية الخرطوم، التشاديين المقيمين بالسودان إلى الوقوف بقوة خلف الجنرال “إدريس دبي” من أجل استكمال النهضة التي انطلقت ببلادهم، وأشارت إلى أن بالخرطوم (5640) ناخباً يحق لهم التصويت في الانتخابات، وبولاية غرب دارفور (23) ألف ناخب.
وأبان رئيس الجالية التشادية بالسودان “آدم هارون” أن الجالية التشادية بالسودان هي أكبر الجاليات خارج بلادها، وأكبر جالية أجنبية بالسودان حيث يزيد عددها عن (2) مليون تشادي.
ودعا الأمين العام لحزب الحركة الوطنية للإنقاذ التشادي بالسودان، “يحيى دودة هارون” مناضلي الحركة بالسودان للوقوف بقوة خلف ترشيح الرئيس “دبي” دعماً لسياسته من أجل تحقيق ازدهار ونهضة تشاد.
ويسعى الرئيس الحالي “إدريس دبي” الذي انتخب عام 1996 إلى إعادة انتخابه رئيساً للمرة الخامسة لفترة خمس سنوات قادمة.
ويذكر أن “دبي” المولود في 1952م، ينتمي لقبيلة “الزغاوة”، وقد انضم إلى الجيش في عمر مبكر وأصبح رئيساً للدولة بعد أن أطاح بالرئيس السابق “حسين هبري” عام 1990م. ونال دراسات في العلوم العسكرية بفرنسا وحصل على شهادة طيار عام 1976م، ثم التحق عام 1985 بالمدرسة الحربية الفرنسية وكان “إدريس دبي” قد اشترك في الحرب ضد الرئيس الأسبق “جوكوني عويدي” بعد أن أقام تحالفاً مع “حسين هبري” الذي أبعده بالقوة فيما بعد.
ويعدّ “دبي” مرسي الممارسة التعددية الديمقراطية في تشاد وقد انتخب رئيساً للجمهورية عام 1996 بعد فترة انتقالية استمرت ثلاث سنوات، ويرى بعض المراقبين فيها مرحلة انتقالية بين النظام الدكتاتوري والديمقراطية؛ لا سيما بعد خطاب “إدريس دبي” الأول، الذي قال فيه قولته المشهورة: (لم آتِكم بذهب ولا فضة إنما جئتكم بالديمقراطية)، وعرفت تشاد سجالاً سياسيّاً خصباً لمؤسسات المجتمع المدني وللأحزاب السياسية الفاعلة دام (6) سنوات، تمخض عنه إقرار دستور 1996 في استفتاء شعبي.
ويرى معظم المراقبين أن الولاية الرئاسية الخامسة التي يعتزم الرئيس التشادي “إدريس دبي” خوض غمارها، مغامرة غير مضمونة النتائج لاعتبارات عديدة؛ لا سيما أنها تأتي في وقت شهدت فيه بعض الدول الأفريقية رفضاً شعبيّاً للتمديد، أو تغيير الدستور حتى يُسمح للرئيس بالترشح من جديد، هذا الرفض الذي اتخذ مسارات عنيفة؛ تجلَّت في تظاهرات عارمة أطاحت برئيس دولة بوركينافاسو المجاورة لتشاد. اللافت في عزم “إدريس دبي” على الترشح لولاية رئاسية خامسة في هذا التوقيت البالغ الدقة هو كونه يأتي بعد أن أضحت المعارضة السلمية لتكنوقراطيي تشاد في الخارج شبه موحدة حول نقطة أساسية؛ هي رفض ترشح الرئيس لعهدة رئاسية خامسة بعد أن مكث ربع قرن في حكم تشاد، وكان الخوف دائماً من المعارضة المسلحة؛ التي دأبت الجارتان ليبيا والسودان على احتضانها.
وقال الرئيس التشادي أمام ناشطي حزب الحركة الوطنية للإنقاذ: (يشرفني تجديد ثقتكم بي عبر اختياري مرشحاً للاقتراع الرئاسي في 2016).
وترشح للانتخابات حتى الآن اثنان من قادة المعارضة هما “كاسيري كوماكوي” و”مالوم يوبودي”. كما يتوقع أن يعلن الزعيم التاريخي للمعارضة “صالح كيبزابو” ترشحه خلال فبراير بعد اختياره من قبل حزبه.
وأعلن “دبي” الذي انتخب مؤخراً رئيساً للاتحاد الأفريقي، (الثلاثاء) الماضي، نيته “تكييف” المؤسسات عبر تعديل الدستور لجعل الولايات الرئاسية محدودة. وقال إن (مبدأ تحديد عدد الولايات الرئاسية في الدستور يجب أن يطرح من جديد لأنه مرتبط بحيوية ديمقراطيتنا الفتية).
وكان “دبي” قد عدل في 2004 الدستور الذي كان يحدد عدد الولايات الرئاسية باثنتين ليتمكن من البقاء في السلطة.
وأضاف: (يجب أن نحدد عدد الولايات الرئاسية ويجب عدم الإبقاء على نظام يصبح فيه التناوب بديلاً).
ويسعى “دبي” الذي (وعد في حملته الانتخابية باستدامة الديمقراطية وتوفير الخدمات وخفض حدة الفقر وتعزيز الديمقراطية) لانتخابه لفترة رئاسية خامسة ونهائية.