بعد.. ومسافة
زيارة الملك “سلمان” إلى مصر
مصطفى أبو العزائم
بالأمس بدأ خادم الحرمين الشريفين الملك “سلمان بن عبد العزيز آل سعود” زيارة إلى مصر الشقيقة، وكان المشير “عبد الفتاح السيسي” رئيس جمهورية مصر العربية على رأس مستقبلي الزائر الكبير، الذي سبقه إلى القاهرة وفد مقدمة ضم أكثر من (120) مسؤولاً سعودياً، غير الوفد الذي صحبه في الطائرة الملكية الخاصة.
زيارة العاهل السعودي إلى مصر وجدت اهتماماً رسمياً وإعلامياً وشعبياً غير مسبوق، وهي زيارة سيكون لها ما بعدها سياسياً واقتصادياً وأمنياً، وفق ما يحتشد به المشهد العام داخلياً في كل من مصر والسعودية وإقليمياً ودولياً.
زيارة خادم الحرمين الشريفين إلى مصر يتضمن برنامجها، تفقد العاهل السعودي لعدد من المشروعات الإغاثية الممولة سعودياً في عدة محافظات مصرية، وتتضمن حسبما رشح من أنباء التوقيع على عدة اتفاقيات وبروتوكولات ثنائية بين البلدين، هذا غير الملف الأمني الذي لن تتم مناقشته إلا على طاولة الاجتماعات رفيعة المستوى، أو القمة الثنائية، والذي غالباً ما يتضمن بحث قضية الإرهاب، الذي تعاني مصر من تبعاته في شبه جزيرة سيناء، وتعاني المملكة العربية السعودية من تداعياته السالبة في بعض مناطقها، المتمثلة في هجمات يقوم بها المتطرفون من وقت لآخر، يستهدفون من خلالها الأبرياء والآمنين، مضافاً إلى ذلك نتائج وآثار الحرب في اليمن، والمواجهات بين جماعة الرئيس اليمني السابق “علي عبد الله صالح” والحوثيين من جانب، وقوات التحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية من جانب آخر.
الملف الأمني الذي ستتم مناقشته أبرز قضاياه، سيتضمن بلا شك الأوضاع المضطربة في كل من سوريا وليبيا والعراق، والدور الإيراني في كل تلك الأوضاع، إضافة إلى التباحث حول أثر التدخلات الإقليمية والدولية في المنطقة، والدور الإسرائيلي في كل ما يحدث من الدول التي تعدّها الدولة الصهيونية مصدر خطر على وجودها، والتي تعمل تل أبيب على إضعافها وتفكيكها لتعيد تركيبها من جديد، إما على أساس طائفي أو عرقي أو ديني.. وربما تضمن البيان الختامي تأكيداً على إيمان كل من “القاهرة” و”الرياض” بالحفاظ على وحدة دول الإقليم.
مصر التي عانت مؤخراً من أوضاع اقتصادية صعبة، ستجد فرصتها الآن لأن تتقوى عملتها الوطنية- الجنيه– أمام الدولار من خلال البدء في تنفيذ مشروعات زراعية وخدمية وسكنية تمولها المملكة العربية السعودية، أو من خلال التوقيع على تنفيذ مشروعات جديدة وقفت على دراستها لجان اقتصادية مشتركة في الجانبين، أخذت تعمل على تعزيز الشراكات الاقتصادية وتذليل العقبات الجمركية والاقتصادية مع زيادة الاستثمارات السعودية في مصر.
مثلما أشرنا من قبل، فإن هذه الزيارة سيكون لها ما بعدها وستنعكس آثارها الإيجابية على كلا البلدين.
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.. آمين.
جمعة مباركة