بوركت اللواء "حسن محمد حسن إدريس"
بقلم – عادل عبده
موقف أخلاقي وإنساني واجتماعي خرج من كنانة سعادة اللواء الركن “حسن محمد حسن إدريس” معتمد الخرطوم بحري، أحيا قيم النبل والتكافل وقداسة الأولويات، علاوة على ذلك يحمل القرار الحكيم رسالة ذات معنى للجهاز المفاهيمي للجباية الذي ظل من خلال برنامجه الموغل في الغلظة لا يتورع عن ابتلاع القليل من الجنيهات حتى من أصحاب المهن الضعيفة ناهيك عن ما يفعله بأصحاب المال الوفير ودهاقنة الأعمال الحرة والبيزنس.
في غمرة تكاليف الحياة الباهظة ظل متعهدو “الدرداقات” ببحري يقومون يومياً بتحصيل مبلغ (15) جنيهاً كرسوم من (500) طفل فقير حيث يستخدمون تلك “الدرداقات” في كسب الرزق.. ومن جانبه قرر اللواء “حسن إدريس” إلغاء هذه الإجراءات وأتاح “الدرداقات” مجاناً لهؤلاء الأطفال المساكين مقابل التزامهم بالانخراط في الدراسة التي تركوها بسبب ضيق ذات اليد.. بالفعل تم إنشاء فصلين للدراسة داخل السوق المركزي بشمبات على أن تزداد وتيرة المشروع التعليمي في المستقبل على بقية أسواق الخرطوم بحري.
قرار اللواء “حسن إدريس” يجسد رؤية عميقة وحكمة نورانية تتجاوز الحشوة الطينية المبنية على الكثافة الأخلاقية وجلب المنافع الدنيوية والحصول على المال من عصبة فقيرة تموج في بحور الجوع والمسبغة!! فقد جاءت الكياسة والنبل من فم الرجل حين قال إن القيمة الاجتماعية والإنسانية تعلو على القيمة المادية.. رأي اللواء “حسن إدريس” يعني أن الإنسان خاصة إذا كان طفلاً يافعاً بكل ما يحمل من تركيبة لطيفة وخصائص كريمة أفضل من آلاف الجنيهات التي قد تذهب إلى خزينة محلية بحري، لذلك كان حريصاً على الوقوف إلى الجانب الإنساني عندما يتوكأ على سلاح العلم والاستنارة في مقابل التقاط جنيهات سرعان ما تذهب مع ريح التخبط!! أليس الإنسان هو المستهدف من التكريم الإلهي في الخلافة وإعمار الأرض وهو يخوض معركة الإصلاح في الحياة بسلاح العلم والازدهار الأخلاقي؟؟
في الزاوية الأخرى يتضح أن الإنقاذ تكسب كثيراً من عقلية اللواء “حسن إدريس”، فالشاهد أن ما قام به الرجل ربما يغير مفاهيم بعض الساخطين على الإنقاذ، بل من المؤمل أن يتوقف الساخط على الحكومة قليلاً وهو يحاور نفسه حول أبعاد خطوة سعادة اللواء الإنسانية، وقد تنعكس آثارها في إيماءات الرجاء والعشم والغبطة في دواخله بوجود رجال مثل اللواء “حسن إدريس” يقومون بمثل تلك الأعمال.
الإنقاذ تحتاج إلى نسخ جديدة من الخطوات والقرارات الذكية حتى تتغير صورتها في أذهان الكثيرين من سلطة متلهفة على استحلاب المال، إلى حكومة تعطف على المساكين وتسبغ عليهم روح الشهامة والإنسانية. فالمؤكد أن خطوة اللواء “حسن إدريس” ستكون فرصة مواتية لإعادة النظر في المنهج القائم على الغلظة والاستبداد في جمع أموال الجبايات من أصحاب المحال التجارية ورجال الأعمال في محلية بحري والمناطق الأخرى، فإن النفس الإنسانية لا تحتمل استخدام صور الإهانة في ملء خزائن المحليات ودولاب الحكومة.
هنالك مئات من الأطفال والصبية المغبونين على نطاق ولاية الخرطوم يحتاجون إلى جرعة حنان ونظرة إنسانية تحولهم من أوضاعهم المزرية والمؤلمة إلى عتبة الأمل والابتسامة، فهل من مجيب لهؤلاء الحيارى والمغبونين بغض النظر عن مواقعهم وظروفهم القاحلة؟!
أخيراً.. بوركت اللواء الركن “حسن محمد حسن إدريس”، فإن ما فعلته يدق في خلجات النفوس ويتوغل في العقل والمنطق!!