رأي

عابر سبيل

بنت أكد وشعاب مكة!
ابراهيم دقش
اتصل بي هاتفياً قبل ثلاثة أشهر تقريباً مكتب وزيرة الدولة بوزارة الصحة الاتحادية، الأخت “سامية إدريس أكد” يستأذنوني في زيارة الوزيرة، ورحبت على الفور فجاءتني تسعى على خلفية ما كتبته عنها قبلاً بما معناه أنها مفردة “عضلها ” في الوزارة.. وفتحت معي حواراً منطقياً مفاده أن معلوماتي عنها مغلوطة فيما يخص حادثة الجرحى اليمنيين، فهي بطبيعة تخصصها في إجلاء الجرحى أرادت إنقاذ أحد الجرحى وهو على نقالة، فطلبت من أحد الأطباء الموجودين مساعدتها في حمل النقالة، فرفض على اعتبار أن الوزيرة قد أمرته بالقيام بعمل ليس من اختصاصه، فيما اعتبرت الوزيرة تخلف الطبيب عن مساعدة إنسانية لا يليق بمهنته.. وكما يقولون فإن آفة الأخبار رواتها.. وبوصفها خبيرة في المكافحة، فقد حدثتني عن وباء الحمى الصفراء الذي تكرر في (1940- 1994-2005 ثم 2012) وحملات التطعيم التي تمت في دارفور بعد انتشار وباء الحمى الصفراء هناك في 2012م، علاوة على استهداف كل الولايات بالتطعيم على ثلاث مراحل شملت من هم في ما بين 5 سنوات وأربعين عمراً (2014- 2016) وجملة المستفيدين منه بالأرقام وبالجرعة! ومن واقع التقارير والإحصاءات التي قدمتها لي أدركت أن هذه الشابة تقوم بعمل صحي وإنساني كبير على مستوى السودان كله بحماسة فائقة وقناعة ربما هي التي سببت سوء الفهم لمقصدها.. واستوقفني أن “سامية” استطاعت جذب منظمات خارجية كشركاء في الأنشطة الصحية المشار إليها مثل مجموعة التحالف العالمي للقاحات، إضافة إلى استقطاب دعم المانحين مثل أيكو والمعونة الأمريكية والسويدية ويسرف وودفد، كما استوقفتني عمليات التوعية وسط المواطنين التي تدخل في خانة الوقاية.. ووجدتني أنظر إلى “سامية” وهي تحدثني بلغة العارف وبأسلوب المهني عن نظام الاستعداد والتصدي للأوبئة عموماً خاصة الحمى الصفراء، الاحترازات الوقائية لمنع انتشارها ومحاور احتواء الأوبئة  وتقوية نظام الرصد للمرضى ومردود الاستجابة، فقلت لها بأني مقتنع من واقع عرضها ووثائقها بالجهد المبذول من وزارة (الصحة الاتحادية) في مجال محاصرة الأوبئة في البلاد، وسرني أن أعلم أنها شخصياً “كادر” صحي أصلاً وبما يترجم مقولة “أن أهل مكة أدرى بشعابها”!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية