فشل العرب في الحصول على مقعد (الفيفا)!!
فشل العرب في تحقيق أمل الأمة العربية وتربعهم على عرش الكرة العالمية بالحصول على مقعد (الفيفا) لأول مرة في التاريخ ليحكموا العالم من خلال هذا المقعد، ولكن التنافر العربي أبعدهم عن حكم العالم والحصول على مقعد (الفيفا) بعد أن حصل السويسري “جاني انفانتينو” على عرش (الفيفا) خلفاً للسويسري “بلاتر” الذي ودع المنصب بعد الفضيحة التي ارتكبها..
لقد حصل “جاني” على (115) صوتاً مقابل (88) صوتاً لمرشح العرب البحريني “سلمان آل خليفة” الذي حل في المركز الثاني، بينما حل المرشح العربي الثالث الأردني الأمير “علي بن الحسين” برصيد أربعة أصوات، وكان البحريني “سلمان آل خليفة” أقوى المرشحين لمقعد (الفيفا)، نال في الجولة الأولى ثلاثة وثمانين صوتاً مقابل ثمانية وثمانين صوتاً للسويسري “جاني”، وفي هذه الحالة كان بإمكان العربيين اللذين يخوضان المنافسة أن يتوحدا، بأن يدعم الأردني الأمير “علي” البحريني “سلمان آل خليفة” طالما كان “سلمان” الأقرب إلى الفوز عندما أعيد الانتخاب للمرة الثانية، فالأصوات التي سبق أن حصل عليها الأمير الأردني كانت كفيلة بترجيح الكفة ليصبح “سلمان” هو الفائز بمنصب (الفيفا)، ولكن يبدو أن الخلافات العربية مازالت موجودة، ولازال الصراع محموماً بين الدول العربية وإن كان سراً إلا لما طار المقعد من العرب وهم الأقرب إليه، فالبحريني “سلمان” وقفت إلى جانبه القارة الأفريقية، وصرح بعض الأفارقة عندما تم استطلاعهم قبل دخول الانتخابات بأنهم يقفون إلى جانب “سلمان”، ولذلك نال “سلمان” أصوات كثيرة كان يمكن أن ترجح كفته بالفوز إذا ما وافق الأردني بضم أصواته إليه، ولكن هذا هو حال العرب يفشلون في التضامن مع بعضهم البعض ويخسرون الرهان بسبب الأنانية وحب الذات، فالعرب سياسياً مختلفون ناهيك عن توحدهم في العملية الرياضية والتي كان بالإمكان أن تعيدهم إلى الواجهة السياسية أو الرياضية.
لقد فقد العرب الزعامة برحيل الملك “فيصل بن سعود” صاحب الحكمة والمنطق، والذي استطاع أن يعيد للأمة العربية مجدها عندما استخدم البترول كسلاح في حرب العرب مع “إسرائيل”، كان قراراً صائباً وكانت للعرب هيبة ومكانة كبيرة في الساحة السياسية إبان الرئيس الراحل “جمال عبد الناصر” ملهم الأمة العربية ومجددها، استطاع “ناصر” أن يغلق (قناة السويس) مما أحدث رعباً وسط الأوروبيين وقتها، وكان للرئيس الراحل “السادات” أيضاً دور عظيم عندما خدع الإسرائيليين واستخدم خراطيم المياه لدك حصن (بارليف)، استطاع “السادات” بحنكته السياسية وبعد نظره أن يكسب المعركة في 1973م حرب أكتوبر المجيدة التي أصبحت تاريخاً للعرب، وأجبرت الإسرائيليين أن يوقعوا اتفاقاً مع المصريين ومن ثم إعادة “سيناء” إلى السيادة المصرية. الآن فشلنا في التكتل لنيل منصب كروي عالمي وليس منصباً سياسياً، فشل اثنان من أبناء الأمة العربية أن ينالا المنصب، فخرجا خاويي الوفاض، فمتى يتوحد العرب؟! ومتى تكون كلمتهم واحدة؟!