ولنا رأي

أزرعوا في قلوب المحبين الأمل وليس الخوف!!

الحياة كئيبة ولذلك يلجأ المواطنون لاستحداث برامج احتفالية لغسل تلك الكآبة والحزن المسيطر عليهم، فإما أن يمشوا مع الموضة العالمية التي تدخل البهجة والسرور في أنفسهم بالاحتفال بعيد الحب أو برأس السنة أو غيرها من الاحتفالات ذات اللهو البرئ وليس الفاسد كما يعتقد بعض الأئمة والفقهاء الذين يحرمون كل شيء حتى الاحتفال بميلاد رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، هناك من يعتقد أن هذا الاحتفال بدعة وينبغي أن لا يحتفل به، بينما البعض يعتقد أنها ذكرى طيبة للحبيب المصطفى للعظة والعبرة وليس اللهو، فالمدائح التي ينشدها المداح ما هي إلا تعظيم لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، وليس كما يدعي أولئك.. لذا فإن أي تجديد وإن كان مخالفاً للشرع حسب قول الفقهاء، يجب ألا نأخذ به (100%)، فهناك اجتهاد ومن اجتهد وأصاب فله أجر ذلك، وإذا كان عيد الحب هو مفسدة أو بدعة فهل أولئك العلماء أو الفقهاء أوقفوا المفاسد الموجودة.. فالحب ليس مرتبطاً بأولئك الشباب الطائش ولكن يمكن أن تتجدد العلاقة والحب بين الزوج وزوجته، وبين البنت وأمها، والوالد والوالدة، فالمحبة ليست مرتبطة بالفساد رغم أن الفساد موجود والمفسدين موجودون وأطفال الشوارع أو اللقطاء في كل مكان، بل أقيمت لهم دار فهل استطاع أولئك الفقهاء أو العلماء إيقاف مثل تلك الممارسات التي تنتج منها الخطيئة.
الحياة محتاجة إلى التجديد والابتكار، فالغرب دائماً في حالة تجديد وابتكار فماذا فعل المسلمون رغم أن ديننا يحثنا على الحب والمحبة والإلفة فقد قال رسول عليه السلام روحوا عن أنفسكم ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت مرضت وإذا مرضت ماتت، فالنفس البشرية لا ترغب في العيش على حالة واحدة، ولذلك تجد السأم والضجر يسيطر علينا إن كنا أمة عربية أو أفريقية، فنحن دائماً في حالة حزن وهم وغم، فلماذا لا نستفيد مما هو جيد أو مستورد من الخارج لنجدد به حياتنا طالما لم نبتكر أو نقدم ما ينفع الأمة.. أنا لست فقيهاً أو عالماً أو مفكراً ولكن مجتهد ولا أدري لماذا حرم الفقهاء ورجال الدين مثل تلك الاحتفالات، وهل الرذيلة أو المحرمات ترتكب فقط في هذا اليوم.. أو في تلك الليالي؟.. لماذا نجزم ونقطع بأن هذا حرام وهذا مهلك وهذا يدخل النار، لماذا لا تجعلوا للناس بصيص أمل في الحياة، لماذا دائماً العذاب والنار وتخويف الناس، لماذا لا نروح عن أنفسنا لما أصابنا من كدر.
ليس كل احتفال هو مفسد، وليس عيد الحب هو اليوم الذي تمارس فيه الرذيلة والمحرمات.. هل اللهو البرئ مفسد للمرء؟ لماذا دائماً نصف هذا الاحتفال بالمنكر؟
دعونا نجدد حياتنا ونعيشها بكل أمل بعيداً من زرع الخوف والرعب فيها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية