ولنا رأي

رشيد المهدية متنقلاً بين الميادين والفضائيات

سعدت كل الأوساط داخل السودان بفوز الشاعرة روضة الحاج بجائزة أمير الشعراء، وسعد الوسط الرياضي أيضاً بتفوق البطل كاكي في أولمبياد لندن ووصوله إلى نهائي 800 متر، وكل فوز وكل تربُّع لأي سوداني على أي قمة من قمم النجاح يسعد الوطن أولاً.
إن طريق النجاح طويل وليس من السهل أن يحقق المواطن السوداني نجاحاً خارجياً بسهولة في ظل قوة العالم علينا، ولكن بإرادة المواطن السوداني يستطيع أن يجبر العالمين العربي والأفريقي وحتى الدولي للتصفيق للمواطن السوداني لما يحققه من نجاح في ظروف صعبة وبإرادة ذاتية.
الأمثلة لنجاحات السودانيين وتفوقهم كثيرة، فأسوق هنا نجاح الأخ والصديق رشيد المهدية، هذا الفتى الأسمر الذي شق طريقه كلاعب كرة قدم من الروابط الأمدرمانية إلى نادي المهدية بالدرجة الثانية إلى نادي الهلال في وقت وجيز، حجز رشيد مقعده مع الكبار مع النادي وبرع وأجاد بكل فنون كرة القدم، ولكن طموحه الشخصي لم يوقفه عند محطة الهلال ومن ثم الاعتزال ولكنه قاوم المستحيل وغادر إلى أم الدنيا مصر المؤمنة بعد أن تلقى طلباً للالتحاق بأحد أنديتها الكبرى، نادي الزمالك ولعب مع العمالقة حسن شحاتة وفاروق جعفر وإبراهيم يوسف وعاصر كبار اللاعبين بالأندية المصرية المختلفة ، النادي الأهلي والسكة الحديد والمقاولون العرب والاتحاد السكندري وفاق لاعبيها وقدم عروضاً ممتازة جعلته على كل لسان بمصر من إسكندرية إلى الصعيد بل جعل اسم السودان حاضراً في ميادين كرة القدم.
لم يكتف رشيد المهدية بكرة القدم فقط بل حاول أن يدعمها بالعلم فجلس لامتحان الشهادة الثانوية المصرية وحصل على الشهادة والتحق بكلية الآداب جامعة الزقازيق قسم اللغة الإنجليزية لم يواصل دراسته الجامعية ولكن خلد اسماً في تاريخه كرة القدم المصرية مضيفاً اسماً سودانياً جديداً للعمالقة الأفذاذ من السودانيين الذين لعبوا مع الأندية المصرية كسمير وعبد الخير وغيرهم من الأسماء السودانية وحتى ظلت حاضرة دائماً في عالم الرياضة المصرية ومن براعته كان المصريون يتغنوا به اولع يا رشيد على وش المية!.
إن طوح رشيد لم يتوقف عند محطة الزمالك المصري فعاد إلى السودان وعاد إلى عرينه الهلال مرة أخرى فاعتزل الرياضة في عز شبابه ولكنه داخل عالم الصحافة ففي عام 1990 أسس صحيفة الصقر الرياضية كانت تطبع أكثر من خمسين ألف نسخة وكانت من الصحف الناجحة عمل رئيساً لتحريرها لمدة عام ونصف ولكن طموح رشيد لم يتوقف فغادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية لم يجلس فيها طويلا فغادرها إلى كندا فطموحه إلى العلم قاده للالتحاق بإحدى جامعاتها في العلوم السياسية ثم في تخصص رياضي كما مارس كرة القدم مع بعض الأندية هناك وعمل مترجماً بالسفارة الليبية بكندا وهذا يدل على طموحه.. حصل رشيد على درجة الماجستير ولكنه أيضا لم يبق بكندا فجاء إلى دبي فعمل معلقاً رياضياً بقنواتها الرياضية فجذب أعين المشاهد الرياضي بدولة دبي لما يتمتع به من عمق في التحليل ورؤى ثاقبة لما اكتسبه من تجارب وعلم في المجال الرياضي.
عاد رشيد إلى السودان بعد أن غادر محطة كندا وعمل بالتلفزيون القومي لفترة ثم ترشح في انتخابات 2010 ولكن حبه للرياضة وعوالمها المختلفة قاده للالتحاق بقناة الشروق بمكتبها بدبي محللاً رياضياً وقد برع وأجاد واستضاف في برنامجه الرشيد والكرة أفذاذاً في عالم الرياضة كما كان معلقاً بالقنوات الرياضية بقناة الجزيرة وأيضاً لفت نظر المشاهدين ومحبي كرة القدم إليه، ولكن لا ندري بعد أن اتخذت قناة الشروق قرارها بعودة طاقمها ومكتبها من دبي للخرطوم أين سيكون رشيد فهل تخطفه قناة الجزيرة أم قنوات أخرى؟.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية