ولنا رأي

اتحاد الصحفيين وشراكة ديوان الزكاة!!

في أول لقاء مباشر مع الأمين العام لديوان الزكاة الأستاذ “محمد عبد الرازق” الذي نظمه الاتحاد العام للصحفيين السودانيين، كان الهدف شراكة بين الاتحاد والزكاة.. قبل الجلسة لم أعرف تلك الشراكة وكيف تتم بين الطرفين في ظل الحساسيات الصحفية من جانب الديوان الذي لم يرض النقد من جانب الأخوة الصحفيين، لكن يبدو أنه وفي غياب المعلومات أحياناً يجتهد الصحفيون أكثر أو يسلطون الضوء على السلبيات الممثلة في قضايا المواطنين الذين لم يجدوا إلا النذر اليسير من مال الديوان عندما يلجأون إليه، وهؤلاء المواطنون يلجأون إلى الصحافة ويعرضون لها ما يقدمه الديوان أحياناً مالاً قليلاً سواء أكان للعلاج أو الدراسة أو غير ذلك من احتياجات المواطنين.
اللقاء اتسم بالشفافية من جانب الأمين العام الذي قدم عرضاً جيداً لعمل الديوان والأموال التي ترد إليه وكيفية صرفها، سواء أكان على العلاج الذي قال الأمين العام إنه يحتل نصيباً أكبر في عمليات الدفع المقدمة من قبل الديوان أو غيره. والصحفيون لم يقصروا في تقديم عرض جيد لتلك العلاقة بين الطرفين وقدموا استفسارات متعلقة بعمليات الصرف، وهل تجوز الاستثمارات في أموال الزكاة على أن تقدم الأموال المستثمرة للمحتاجين والفقراء!! لكن الأمين العام نفى أية عملية استثمار في أموال الزكاة إلا في حالة واحدة قام بها مع البنوك، وأعيد المبلغ وصرفه للفقراء، وقال إن هناك تجربة قام بها الديوان بإنشاء مستشفى للنساء والتوليد في بعض الولايات وكانت ناجحة، لكن الديوان لم يدخل في مشاريع أخرى.
الجميع يعلم مصارف الزكاة، لكن المواطنين الذين يحرصون على أداء الصلاة في مواعيدها ويؤدون ركن الحج يعجز البعض منهم عن إخراج ماله طواعية واختياراً، وثمة أسئلة تدور بخلد الكثير من المواطنين خاصة فيما يتعلق بالجباية رغم أن البعض اعترض على المسمى باعتبار أن السودانيين يمكنهم أن يقدموا المال طواعية، وكلمة جباية كأنما ينتزع المال دون رضا الشخص.. فهل هذه الجباية أو التحصيل المالي يحق للديوان أن يفرضه على المواطن؟ أم أن المال مال الله ومن واجب المواطن أن يزكي ماله دون أي تأثير أو فرض من أية جهة مهما كانت ولو ديوان الزكاة نفسه؟!
إن الفقراء في حالة ازدياد، ومهما قدم الديوان من مال لهم لن يكفي، لذلك يجب أن تقدم مشاريع للمواطنين حتى يتمكنوا من نفع أنفسهم بدلاً عن اللجوء إلى الديوان في كل مرة، أعطاه أو رفض، فالمشاريع هي التي تخرج المواطنين من دائرة الفقر، فامنحوا مائة شخص مشروعاً بدلاً عن إعطاء مال لألف، وسيخرج المائة من دائرة الفقر، وتدور العملية في كل عام ونكون أخرجنا أعداداً كبيرة من الفقر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية