حوارات

المجهر تستنطق الأمينة العامة لحزب الامة سارة نقد الله (1 -2)

عندما أقام “المهدي” علاقة مع إيران (ناس المؤتمر الوطني ما كانوا بعرفوا سياسة)
لو خرج الحوار بما يدعم رؤيتنا فالإمام يقترح الجلوس للوصول لورقة واحدة مع نداء السودان
(هنا الشعب) لن تتكرر فيها تجربة سبتمبر فلو أرادوا التصفية فليبدأوا بالقيادات
هذا ما نقوله لأهل الخليج بشأن علاقتنا مع إيران
حديثنا عن الانتفاضة ليس أحلاماً ولا دغدغة لمشاعر الجماهير
نريد إيصال الجماهير لطول موجة واحد حتى تكون الضربة قوية 
(المجهر) تستنطق الأمينة العامة لحزب الأمة “سارة نقد الله” بعد صوم طويل عن الحوارات الصحفية
فترة طويلة من الزمن، والمرأة الحديدية لحزب الأمة القومي وأمينته العامة “سارة نقد الله” تستعصم بالبعد عن الحوارات الصحفية. (المجهر) أفلحت في الجلوس إليها وفتحت معها كل الملفات داخل الحزب، وبين الحزب وحلفائه في المعارضة، فكان لقاؤنا بها ودار الحزب بأم درمان تضج بحركة دءوبة لعدد من الكوادر للترتيب لتدشين حملة (هنا الشعب) التي تنطلق غداً تزامنا مع ذكرى تحرير الخرطوم في 26 يناير، ومكبرات الصوت تتعالى صادحة بالأناشيد الوطنية. وكالعادة اختلطت إجاباتها بالوضوح المشوب بكثير من الدبلوماسية والحرص على أن لا تتفوه إلا بما أرادت بالضبط،  فكانت هذه الحصيلة مع ابنة (حوش الأمير نقد الله) الشهير. 
حوار – عقيل أحمد ناعم
{ الآن تستعدون لتدشين حملة معارضة باسم حملة (هنا الشعب).. كثير من الحملات نظمها حزب الأمة من قبل مثل حملة (ارحل) .. ما الجديد في (هنا الشعب)؟
– حملة هنا الشعب، في الأول لدينا احتفال بالاستقلال الأول (26 يناير) والاستقلال الثاني (1956)، ونتعشم أن نتنسم عبير تحقيق حرية ثالثة. حملة (هنا الشعب) ليست شيئاً جديداً ولا منفصلة عن العمل الذي نقوم به نحن وقوى (نداء السودان) عموماً في واحد من خياراتنا الاثنين، (إما الوصول لحل عبر مؤتمر قومي جامع يشارك فيه جميع أهل السودان، للوصول لمخرج سلمي لأزمة البلد، أو خيار الانتفاضة الشعبية السلمية المحمية) هذه الانتفاضة جربها الشعب في أكتوبر وجربها في أبريل ، وهي عمل شعبي تراكمي لا تبدأ بين عشية وضحاها، بالتالي هناك عمل كثير تم منها حملة ارحل لمقاطعة الانتخابات الماضية وهذا كان مجهوداً لقوى نداء السودان، وقد كان أن قاطع الشعب الانتخابات، رغم أن كثيرين يقولون إن المقاطعة لم تكن بسبب حملة ارحل، لكن نقول لا، كانت بسببها.
{ هل هناك ترتيبات حقيقية تمكنكم من الوصول لخيار الانتفاضة؟
-بالنسبة للانتفاضة للأسف أصبحت هناك النقابات الشرعية القديمة ـ كما يسميها أهلها ـ ونقابة المنشأة الحالية التي لدينا اعتراض عليها التي تجمع من المدير لأصغر شخص في المؤسسة. وقصد منها تكسير العمل النقابي. ولكن هناك عدد من النقابات هنا وهناك، وهذا جزء من العمل التراكمي ونحن الآن نستنهض همم النقابيين لحشد وترتيب أنفسهم، ونستنهض كل القطاعات لترتيب بيتها الداخلي استعداداً للانتفاضة.  
{ لكن أنتِ الآن تحدثت عن واقع النقابات ..وهي مؤثرة جداً في أي مشروع انتفاضة .. ولكنها الآن بعيدة تماماً عن التفكير في الانتفاضة ..يبدو الحديث عن انتفاضة شعبية خاصة بعد أحداث سبتمبر مجرد أحلام ودغدغة لمشاعر الجماهير؟
-(ما صحيح الكلام ده)، مثلاً حملة (هنا الشعب) ستكون على مستوى قواعد الحزب في كل السودان بمشاركة نداء السودان، ليصبح عملاً جماهيرياً على مستوى مكوناته، وضربة البداية نحن في الحزب سنعيد ترتيب قواعدنا في كل السودان لنصبح جاهزين لهبة شعبية قادمة، وهو عمل تراكمي، حملة ارحل كانت عتبة وستتوالى العتبات، وهذا يحتاج لبرنامج مكثف وإعادة ترتيب على مستوى الحركة الطلابية، لأن العمل الطلابي عندنا فيه (لكلكة) كثيرة، وهكذا  بالنسبة لنا في الحزب هي رسالة لكل جماهيرنا لإعادة ترتيب أنفسهم استعداداً لـ(هنا الشعب)، وستكون هناك أعمال مختلفة على مستوى الولايات، وسنعطي كل ولاية الحرية لتبدع كما تشاء.
{ ولكن هل تم تقييم لحملة (ارحل) التي يصفها حتى كثير من المعارضين بأنها فاشلة.. خاصة وأن منشطها الأساسي هنا في دار حزب الأمة حضوره كان ضعيفاً جداً؟
-صحيح بالنسبة لينا في الحزب تم تقييم لحملة (ارحل)، وكان مفروضاً أن يكون تقييماً جماعياً، لكن نحن عملنا التقييم. نعم حتى في تنفيذ حملة ارحل لم تكن القوى السياسية مشاركة بنفس القدر. نحن عملنا (11) ندوة في (11) مدينة ولائية، درجات الحضور فيها متفاوتة، لكن نستطيع القول إن حزب الأمة كان لديه السهم الأكبر في المشاركة على مستوى هذه المدن. وكان التنسيق كاملاً بيننا والمؤتمر السوداني والمجتمع المدني. بقية مكونات نداء السودان كانت مشاركتهم متفاوتة. نعم الحضور ما كان بقدر العشم والحلم، لكنه كان متفاوتاً من مدينة لأخرى، وهناك مدن تم فيها منع النشاط من قبل السلطات مثل الشمالية، وفي الأبيض تم اعتقالنا.
{من خلال المتابعة لنشاط حزب الأمة تكرر مراراً الحديث عن ترتيب جماهيركم للانتفاضة.. كأنكم تدورن في حلقة مفرغة بلا نتائج على الأرض..متى تصلون لمرحلة جاهزية هذه الجماهير؟
– لا لا ما تظلمنا، نحن لا نريد الافتخار على الآخرين أو أن نمتن عليهم، لكن أدعوك اليوم أن تطوف على كل الولايات لتقف على اجتماعاتها ومناشطها، لدينا تنظيم كامل.
{ مقاطعة ـ أنا لا أتحدث عن التنظيم الهيكلي ..أتحدث عن التعبئة الجماهيرية التي تتحدثون عنها ؟
– كل الولايات عندها عمل جماهيري منظم ومشاركة في كل الأنشطة. مثلاً حزب الأمة مشارك في الصلح الذي  تم قبل أيام في الدمازين، وفي كل مساعي المصالحات في الصراعات القبلية، وهي واحدة من المشاكل التي خلقها هذا النظام، وسيسألهم الله عنها.
{سؤالي قائم .. ألم يوصلكم كل هذا العمل التراكمي إلى مرحلة الجاهزية الجماهيرية لتنفيذ خيار الانتفاضة؟
-صحيح، نحن عندنا الاستعدادات متفاوتة، نحن نريد إيصال كل الجماهير لـ(طول موجة واحد) حتى تكون الضربة قوية. 
{هل هو عمل خاص بحزبكم أم هو عمل قوى نداء السودان جميعها؟
{إخواننا الآخرون في نداء السودان مفترض أن يكونوا (شغالين زي شغلنا ده)، وبعدها نأتي لربط كل العمل مع بعض. فخارطة نداء السودان تتحدث عن عمل جماهيري منسق بين كل مكوناته.
{ تدشين الحملة في 26 يناير هل تم الترتيب لمشاركة كل جماهير الحزب في كل الولايات للمشاركة فيه؟
-لا. بصفة أساسية سيشارك فيه جماهير ولاية الخرطوم، وفيه استنهاض كامل لولاية الخرطوم، وبقية الولايات دعونا رؤساءها للحضور، وفي اليوم التالي لدينا اجتماع لهؤلاء الرؤساء.
{ وماذا بعد يوم 26؟
-بعده لدينا برنامج مكثف على مستوى الولايات، واجتماع يوم 27 مخصص للترتيب لهذا البرنامج. عموماً (هنا الشعب) ستكون عملاً شعبياً خالصاً نطالب فيه بحقوقنا، وستشارك فيه القيادات قبل القواعد، يعني تجربة سبتمبر لن تتكرر مرة أخرى، حتى لو أرادوا تصفية الناس فليصفوا القيادات. يعني ما حايضربوا شباب تاني.
{هل هذا يعني احتمال الخروج للشارع يوم 26؟
-لا لا … ليس هناك ترتيب لهذا.
{ ما هي أجندة الاجتماع المعلن في “برلين” الخاص بقوى نداء السودان؟
-مفترض أن يكون هناك اجتماع قريب لقوى نداء السودان لإعادة ترتيب البيت الداخلي، طبعاً في “باريس” حدثت خلافات بين إخواننا في الجبهة الثورية، لكن تمت لها معالجة لحدٍ ما بأن يُمثلوا الطرفين في الهيئة التنسيقية العليا. أيضاً كانت هناك (حبة خرابيش) لدى أهلنا في قوى الإجماع، لكن أعتقد أيضاً بقيادة أخينا “فاروق أبو عيسى” حدث ترتيب، بالتالي نكون محتاجين للقاء لقوى نداء السودان لإعادة ترتيب الأمور،لأنه كان مفترضاً أن يكون هناك مؤتمر تحضيري في “أديس”، ولقاء “برلين” مقصود منه الترتيب لهذا المؤتمر.
{لكن المعارضة لا تدخل هذا المؤتمر التحضيري وهي موحدة ..سواء في الجبهة الثورية أو قوى الإجماع التي تتحفظ بعض مكوناتها على نداء السودان نفسه وعلى المشاركة في التحضيري..ماقد يتسبب في موقف غير موحد تجاه مخرجات المؤتمر؟
-لا لا ما أعتقد، فهم قادرون على حسم خلافاتهم، فالحزب الذي يريد الانتماء كاملاً لنداء السودان مرحب به، والذي يريد العمل في المواضيع التي تهمه فهذا أيضاً ممكن. المهم أنه لازم أن تكون هناك قاطرة لهذا الأمر، واجتماع “برلين” يمكن أن يعمل هذه القاطرة.
{ واضح أن حلفاءكم في نداء السودان لديهم خلافات قد تجعل مواقفهم غير موحدة ولا فاعلة تجاه العمل المعارض..هل يمكن أن تفكروا في لحظة ما في العمل منفردين بعيداً عن هذه التحالفات؟
* أبداً أبداً أبداً. في النهاية نحن معنيون جميعاً بأن نصل لصيغ مشتركة، لكن ليس بالضرورة أن نصبح كلنا موجودين، ممكن أن يكون حزب الأمة ومعه بعض الجهات نبدأ خطوات أساسية وليلحق بنا الآخرون.
{ كثر الحديث عن المؤتمر التحضيري .. هل تمت الدعوة له رسمياً ؟
  -لم تأتِ دعوة رسمية، لأنه حدث خلاف داخل الآلية الأفريقية، فقد كانت لديهم في البداية فكرة عمل مؤتمرين تحضيريين، واحد في الداخل لناس الخرطوم، وآخر في “أديس أبابا”، لكن هذا يهزم الفكرة نفسها، وقلنا هذا ليس لديه معنى، لأن المؤتمر التحضيري فكرته الأساسية طرحها حزب الأمة للمؤتمر الوطني في اجتماعنا معهم في  12 فبراير بعد خطاب الوثبة، للترتيب للمؤتمر القومي الجامع بمشاركة كل القوى المدنية والمسلحة، بجانب الحكومة للاتفاق حول الأجندة والحضور وإدارة المؤتمر الجامع.
 الألمان التقوا الحركة الشعبية، ومفترض يكونوا قابلوا حركات دارفور في “أديس”، وهذا كله في إطار الترتيب ليجتمعوا جميعاً مع بقية قوى نداء السودان وقوى أخرى لوضع الترتيبات للمؤتمر القومي الجامع.
{بصراحة .. في حال خرج مؤتمر الحوار الوطني الجاري حالياً بمخرجات تلبي مطالبكم واشتراطاتكم وأعلنت الحكومة التزامها بتنفيذها .. كيف ستتعاملون مع هذه المخرجات؟
-ضاحكة ـ والله (ياعقيل إن شاء الله يكونوا عاقلين للدرجة دي). بصراحة في كلام قاله الإمام “الصادق” ونحن كنا متخوفين لأنه ليس لدينا ثقة في أهل النظام، فقد طرح علينا الإمام فكرة أنه لو خرج الحوار الجاري حالياً بمخرجات أساسية داعمة لخط الحوار الشامل، فليحمل مخرجاتهم هذه مجموعة منهم  لتلتقي قوى نداء السودان ليصل الطرفان لورقة واحدة.
{ الإمام “الصادق” أرسل خطاباً لإيران لتهنئتها بإنجاز الاتفاق النووي مع الغرب.. بدا الأمر وكأنه اصطياد في المياه العكرة بين السودان وإيران؟
-حاشا الله، الإمام أول مفكر وقيادي لديه علاقة مع إيران. وهذه العلاقة أخذها عليه أهلنا في الخليج منذ حرب العراق وإيران (يعني ما تبع ناس المؤتمر الوطني ففي ذلك الوقت ناس الوطني مابيعرفوا سياسة). الإمام رجل مبدئي لديه رؤى في التوافق بين انتمائنا الإسلامي، وله رؤى في الوسطية الإسلامية وضرورة أن نخاطب قضايانا بعقلانية حتى نتكامل ولا نتشتت، بالذات في ما يلي قضايا السنة والشيعة، بالتالي هذا الأمر أساسي بالنسبة للإمام (ما بتاع الناس الاتعلموا سياسة أول أمس).
{ ألا تخشون أن تؤثر هذه العلاقة مع إيران في علاقاتكم مع دول الخليج؟
-أهلنا في الخليج نقول لهم من أراد أن يأخذنا بهذه العقلانية التي نتحدث عنها وبأن يكون الشرق الأوسط (مسمار النص) الرابط بين العالم الإسلامي كله، وإن لم يفكر أي شخص بأن يكون هذا دورنا، فسيكون هو الخاسر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية