تردي البيئة سبب الالتهابات بالولاية!!
يعاني عدد كبير من مواطني ولاية “الخرطوم” من إصابات والتهابات حادة في الحلق والصدر وأحياناً تتحول الإصابات إلى نزلة تجبر المواطن على البقاء بالمنزل لعدة أيام.
حتى الآن لم تعرف أسباب تلك الالتهابات التي لم يسلم منها أي منزل بولاية “الخرطوم”، ولم يعرف المواطنون أسباب الالتهابات الحادة، وهل هي وباء أم أنها فيروسات جاءت مع العمالة الأجنبية الوافدة إلى البلاد مؤخراً.
لقد أصبح السودان دولة مفتوحة لا رقيب ولا حسيب، رعايا دول أجنبية يدخلون بدون مستندات ولعب تجار البشر دوراً كبيراً في غزو ولاية “الخرطوم” بهذا الكم الهائل من البشر الذي لم يدخل بصورة رسمية، وحتى الذين دخلوا وأصبحوا من العمالة المنتشرة في المنازل المختلفة، لم يتم الكشف عنهم ولا السلطات الصحية اتخذت قراراً في مواجهتهم، علماً بأن أولئك الوافدين يحملون أمراضاً معروفة لدى تلك الدولة، أما المواطنون فقد أفسحوا المجال لهم لدخول منازلهم يشاركونهم الطعام في صينية واحدة ويجلسون معهم في نفس الغرفة، كأنه جزء من سكان المنزل.
إن طيبة السودانيين ومعاملة رعايا الدول الأجنبية بهذه الصورة ربما يكون السبب الأساسي في انتشار هذا الوباء الذي غزا البلاد الآن، فوزارة الصحة وسلطات الداخلية لم تتخذ قراراً في مواجهة العمالة الأجنبية التي تدخل البلاد بدون أوراق ثبوتية مما شجع الآخرين على التسلل إلى داخل البلاد طالما لم تتخذ إجراءات ضدهم بالسجن أو الترحيل إلى بلادهم، كما تفعل كثير من الدول الغربية والأجنبية.
انتشر الوباء والسلطات الصحية في صمت، وقبل أن يدخل فصل الصيف يفترض أن تقوم وزارة الصحة بوضع خطة لوقف انتشار البعوض والذباب، فالملاريا التي تراجعت الفترة الماضية إذا لم تستمر الوزارة بنفس خطتها، ستعود الملاريا من جديد في ظل التردي البيئي الذي تشهده ولاية “الخرطوم”، والجميع يشاهد أطناناً من النفايات تقبع في كل الأماكن، والشركات التي تم التعاقد معها لنقل النفايات لم تعمل بالكفاءة المطلوبة، لذا نجد النفايات مبعثرة هنا وهناك طالما العربات المخصصة لنقل تلك النفايات تأتي أسبوعاً وتغيب أسبوعاً، وأطفال الشوارع منتشرون يعبثون بها بجانب الكلاب والقطط الضالة، وأصحاب المنازل يحاولون التخلص منها بوضعها خارج منازلهم ظناً منهم أن العربات ملتزمة بالمواعيد، ولكن لا عربات النفايات جاءت ولا سلطات المحليات اتخذت قرارات صارمة في مواجهتهم.
إن تردي البيئة أحد أسباب انتشار تلك الأمراض، فبدلاً من وضع ميزانيات باهظة التكاليف، يجب معالجة الأمر قبل أن يستفحل وتصعب المعالجة بعد ذلك.