عز الكلام
شيخ “علي” و”إبراهيم الشيخ” نموذجاً
أم وضاح
الأستاذ “علي عثمان محمد طه” أو شيخ “علي”، النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية، ظل وطوال السنوات الطويلة الماضية من عمر الإنقاذ، واحداً من مراكز القوى واتخاذ القرار ولعب دوراً مهماً جداً في تاريخ حكم الإنقاذ ما قبل المفاصلة وما بعدها، ويكفي أنه مهندس نيفاشا اختلفنا أو اتفقنا حولها، ومؤكداً أن موقع الرجل ومركزه منحه ما يكفي من جرعات الضوء والاهتمام حد التخمة، وشبع الرجل من مظاهر البرتوكولات والمراسم استقبالاً ووداعاً وهو زخم كثيرون لا يجرأون على مفارقته ويصبح عندهم كحالة من حالات الإدمان التي يعجزون عن التعافي منها، لكن رغم ذلك ابتعد شيخ “علي” في سابقة أظنها جديدة على المشهد السياسي السوداني وفارق حي الرياض الراقي ليسكن في مزرعة خارج حيز أحياء المرطبين والحناكيش التي غالباً (ما يسكن) فيها الوزراء والمسؤولون فيلا أو فيلتين من ذوات الطوابق المتعددة لليوم الأسود الذي هو عندهم الابتعاد عن المنصب والأضواء ويظلون في حالة استعداد وترقب لأي تكليف جديد، ولا يصلون أبداً لقناعة أن أدوارهم في اللعبة قد انتهت وعليهم الجلوس في كراسي الجمهور بعيداً عن مقاعد الاحتياطي!!
أقول إن شيخ “علي” قدم سابقة نادرة الحدوث بهذا الابتعاد الهادئ ليمنح نفسه خلوة لا يقوى عليها عاشقو المناصب ومحبو صافرة الإنذار التي تتقدم مواكبهم في الدخلة والمرقة، وعلى فكرة مثل هذه الكنكشة تتحول من عرض إلى مرض مزمن يصعب علاجه، وهم يتقلبون في المناصب والمقاعد ذات اليمين وذات اليسار، والمصيبة أنهم في تقلبهم هذا يسجلون الفشل تلو الفشل، وهم آخر من يرى أو يسمع ذلك، وحتى إن سمع فإنه ليس على استعداد أن يسمع نغمة (أطلع بره) ويظل مواصلاً رغم أنه عبء على فريقه وثغرة تسدد منها الأهداف!!
أمس ضرب السيد “إبراهيم الشيخ” رئيس حزب المؤتمر السوداني، بل عرّابه موقفاً آخر في الممارسة السياسية وهو يتنحى بأمر الديموقراطية عن رئاسة الحزب الذي أنشأه، بل وصرف عليه من حر ماله ودفع ثمناً لذلك الانتماء شهوراً من حريته وصحته دون أن يجعل كل ذلك ديناً معلقاً في رقاب حزبه، قادة وقاعدة ليكون مبرراً لبقائه رئيساً حتى أبد الدهر، ويصنع من الحواوير والمريدين من يخلدون فيه، كما تفعل للأسف كثير إن لم يكن معظم الأحزاب التي ظلت تتقلب في نار الولاء المحرقة وبعض زعمائها فقدوا الصلاحية بحكم العمر واختلاف الرؤية وتقلبات المعطيات، وتجدد دماء الأفكار لأجيال ما عادت مقتنعة بالجلوس تحت القباب ولعب أدوار الحواوير في انقياد مطلق، وأمثال هؤلاء الزعماء للأسف لا يقبلون حتى مبدأ التفكير في أن هناك شخوصاً إن منحوا الفرصة فسيشكلوا فارقاً في تاريخ هذه الأحزاب ويشكلوا إضافة لها، لكن من يجرؤ على الانقلاب وفعل ذلك.
في كل الأحوال ضرب شيخ “علي” مثلاً يستحق عليه التقدير والاحترام للمكنكشين على السلطة وليس لديهم استعداد للابتعاد عنها حتى ولو على جماجم العباد، وضرب “إبراهيم الشيخ” مثلاً آخر لأحزاب المعارضة التي تتغنى بالديمقراطية ولا ترقص على أنغامها!! فمن يعي ويتعلم الدرس؟!
{ كلمة عزيزة
ليس هناك شكاً أن برنامج نجوم الغد على فضائية النيل الأزرق قد (فرّخ) أسماء لفنانين وفنانات شكلوا حراكاً على الساحة الفنية بعضهم انطلق ومضى في طريق الفن وأثبتوا وجودهم، وبعضهم وبعضهن ضاع في زحام البحث عن النجومية الزائفة، ولم يضع أو يحاول أن يضع أي بصمة، شاهدت الحلقة الأولى لهذا الموسم وكونت رأيي من لحظة الميلاد الأولى أن أصوات هذا الموسم لن (تعلم) في وجدان المشاهدين ولن تترك أثراً وهي أكثر من عادية، أخشى أن يتسبب هذا التواضع في كتابة النهاية للبرنامج!!
{ كلمة أعز
يعجبني الأسلوب الذي يقدم به دكتور “وليد” برنامج العبادة على فضائية الشروق والطبيب المهذب يقدم البرنامج (بحاسة) إعلامية عالية جعلت برنامجه واحداً من البرامج عالية المشاهدة وعالية الفائدة.. برافو!!