مسألة مستعجلة
في حضرة الصوفية
نجل الدين ادم
أمضينا يوم أمس لحظات روحانية في حضرة مشايخ الطرق الصوفية في إطار الاحتفالات بذكرى مولد الحبيب المصطفى “صلى الله عليه وسلم”، فكانت ساعات من ذهب ونحن نحتفي مع سلالة أهل (الصفة)، أولئك الذين هجروا ملذات الدنيا وسلكوا دروب العبادة والإيمان أتقياء وورعين، لا يبغون غير ثواب وأجر الآخرة. وشهدنا جانباً من احتفال السجادة القادرية الكباشية في السودان بالمولد النبوي بمسيد الشيخ “أحمد الريح الشيخ أبو قرجة” بحي بانت شرق، والتقينا شيخ “أبو قرجة” وهو شيخ ودود يحبه حواريوه يتسم بصفات الوقار والتواضع في ذات الوقت.
من ميزات مثل هذه المناسبات الجميلة أنها تنقلك لعوالم أخرى غير عوالم اللهث وراء مشاغل الدنيا وهمومها اليومية التي لا تنقطع، في هذه الذكرى التي أقامها شيخ “أبو قرجة” شهدت تعاضد الطرق الصوفية مع بعضهم البعض وكل شيوخ تلك السجادات أو الطرق يأتون ليشاركوا آل “الشيخ الكباشي” احتفالهم بالمولد وبالذكرى السنوية لوالدهم الشيخ “الكباشي” الكبير، شهدت وأنا في حلقة (نوبة) هؤلاء الدراويش الزاهدين مقدم عدد من الشيوخ للاحتفال مشاركين منهم الشيخ “محمد الشيخ الياقوتي” من جبل أولياء و”حيرانه”، وكذلك الشيخ “محمد ود أبو حنة” الذي حضر أيضاً بـ”حيرانه” ونحاسه، والشيخ “فتح الرحمن أبو عصا”، والشيخ “الصادق خالد الصائم” وغيرهم من الشيوخ الأجلاء.
التحية للشيخ “المسلمي عوض الجيد الكباشي” شيخ الطريقة بأم درمان، والشيخ “مجدي صلاح الدين الأحمدي” نائب رئيس الطريقة الأحمدية على إتاحتهم لنا هذه الفرصة الذهبية بدعوتهم الخاصة لنا لنشاركهم نفحات الاحتفال بمولد المصطفى “صلى الله عليه وسلم”، فكانت حقاً ساعات من ذهب.
سعدت جداً وأنا أجلس عن قرب مع هؤلاء الشيوخ والحيران في ساحات ذكر الله سبحانه وتعالى وتعظيم رسولنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام.
وجدت أن الصوفية وبمنهجهم الديني الوسطي يحملون الناس إلى طرق الصلاح ورعاية حق الله سبحانه وتعالى، يجسدون معنى التلاحم من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله وأن سيدنا محمداً رسول الله خاتم الأنباء والمرسلين.
التحية لهم مجدداً في مثل هذه الأيام العظيمات من شهر مولد أفضل الخلق.. والتحية لهم في يوم (الجمعة).. وكل عام وبلادنا تنعم بالسلام والمودة والوئام.. والله المستعان.