ولنا رأي

هموم الصحافة على طاولة مساعد رئيس الجمهورية!!

لقاء المهندس “إبراهيم محمود حامد” مساعد رئيس الجمهورية الذي رتب له الأستاذ “ياسر يوسف” وزير الدولة بوزارة الإعلام مع رؤساء تحرير الصحف والناشرين، كان حول العلاقة بين الصحافة والحكومة.. مساعد الرئيس في بداية حديثه قال إن الصحافة جزء من الحوار الوطني، وهي صحافة وطنية وتقوم بواجبها تماماً عدا بعض الهنات، وقال إن البلاد مستهدفة خارجياً ولا بد أن تتحد الإرادة بين الصحافة والحكومة لمواجهة تلك التحديات، واستشهد مساعد الرئيس ببعض الهنات التي حدثت من جانب الصحافة مثل نشر مرض الحمى القلاعية أو “داعش”، وكلها تضر بمصلحة الوطني، وينبغي أن تتوخى الصحافة الحذر في عمليات النشر المتعلقة بالأمن القومي أو القضايا الاقتصادية.
ولم يبتعد الأستاذ “ياسر يوسف” وزير الدولة عن حديث السيد مساعد رئيس الجمهورية حول العلاقة بين الحكومة والصحافة التي ينبغي أن تبنى بالصدق مع عدم نشر الأخبار المضرة بمصلحة الوطن، واتفقا في عملية تأهيل وتدريب الصحفيين، وأمنا على مشاكل الصحافة جميعها المتعلقة بمدخلات الطباعة وزيادة أسعار الورق وقلة رواتب الصحفيين.
أول مداخلة بعد حديث مساعد رئيس الجمهورية كانت لنقيب الصحفيين الأستاذ “الصادق الرزيقي” الذي تحدث عن واقع الصحافة وإشكالياتها المتمثلة في الضرائب الباهظة عليها وارتفاع أسعار الورق وكل مدخلات الطباعة في غياب تام عن دعم الدولة لها، كما تحدث عن وطنية الصحافة والصحفيين والدور الذي لعبته خلال الستة وعشرين عاماً من عمر الإنقاذ، والإيجابيات التي قدمتها للدولة دون أن تجد السند والعضد منها، وتحدث عن أزمة الثقة بين الحكومة والصحافة والهواجس التي تنتاب الحكومة عن الصحافة والصحفيين، رغم أن الحكومة والصحافة وفي كل العالم العلاقة بينهما دائماً ليست سمناً على عسل.
حديث “الرزيقي” فتح شهية الآخرين لمواصلة الحديث في نفس الاتجاه، فتحدث الأستاذ “مصطفى أبو العزائم” عن المشاكل التي تواجه الصحافة وافتقارها إلى عملية التأهيل والتدريب، لكن يبدو أن السيد مساعد رئيس الجمهورية والأخ “ياسر يوسف” لم يكن هدفهما من اللقاء هو نفس الهدف الذي ذهب إليه رؤساء التحرير، لأن لقاءات متعددة انعقدت وانصب الحديث في نفس المشاكل والهموم إن كان اللقاء مع مساعد رئيس الجمهورية أو وزير الخارجية أو مع نائب رئيس الجمهورية، لكن يبدو أن اللقاء كان محتاجاً لاستعدال ليكون في الاتجاه الذي تطلبه الحكومة بالوقوف إلى جانبها ودعمها بآراء وأعمدة رؤساء التحرير، وهذا ما ذكرناه في مداخلتنا، فالدولة في حاجة إلى سند وعضد من جانب الصحافة خلال هذه الفترة التي دخل فيها الحوار الوطني مراحله النهائية، فالحكومة لا تريد من الصحافة ما يعكر الصفو، فينبغي أن تدعم أقلام رؤساء التحرير توجه الدولة في هذا الظرف حتى يصل الحوار إلى نهاياته ليحقق الأمن والاستقرار بدلاً عن الاهتمام بقضايا “داعش” أو ارتفاع أسعار الخبز واختفاء الغاز وزيادة أسعار السكر أو الخضروات.. لكن في النهاية قال مساعد رئيس الجمهورية إن اللقاء كان جيداً ومفيداً وستشكل لجنة للحوار الصحفي لدعم الحوار الوطني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية