رأي

فوق رأي

أجانب عرب بسوق عكاظ
هناء إبراهيم
 
الثامن عشر من هذا الشهر صادف اليوم العالمي للغة العربية، والأشياء التي تحتاج يوماً عالمياً هي التي لا نهتم بها كما يجب ونحتاج توعية بخصوصها.
كانت الأمم العربية السابقة ضليعة باللغة، أما نحن فكسرنا أضلعها.
في الثانوي نعجز عن قراءة بيت شعر للمتنبئ، في حين (أي شافع) من بني قصي أو بني كلاب يحفظ القصيدة كاملة ذي مواعيد مسلسل (كونان) بتوقيت قريش.
ولو أن طبيباً شرعياً قام بجولة (فيسبوكية) وفتح ثلاجة (تويتر) لحرر شهادة وفاة للعربي والإنجليزي معاً.
التقول الناس ديل درسوا بمدرسة واحدة، نفس الأخطاء والمحن.
صراحة حين تلمح علي صفحات الكتب، أحوال العصور السابقة الأعراب وأهل البادية تحديداً، وكيف كانوا دهاة وحجة في النحو والبلاغة والخطابة والبيان والفصاحة، وكيف ختموا اللغة العربية حديثاً وفهماً، ثم تشوف (سُواتنا نحن) لازم تصاب بصدمة لغوية..
والله جد..
نحن الذين عملنا جلطة للغة العربية..
جبنا ليها الضغط والسكري والحرقان..
هب سافروا بنا عبر التاريخ (أنا وصديقاتي مثلاً) فوقفنا بسوق عكاظ وتحدثنا قليلاً بما يفترض أنه لغة عربية فصحى، أكيد سوف نتسبب بشلل عام لكل من بالسوق..
والكارثة لو معانا حبوبة جيرانا.. هذه جلطة أخرى.
سوف يتساءلون من أنتم ومن يدعمكم وهل أنتم حقيقيون.
نحن خيال علمي يا عزيزي (سبويه) نحن (الضالون) يا سيدي أبو الأسود الدؤلي.
لو أن “هند بنت عتبة” سمعتنا لأكلت كبدنا وقالت لنا ثكلتكم البوادي..
من أنواع العقاب وقتها أن تضع عربياً ابن عربي مع شخص (يلحن).
على كدا أغلبنا عقاب..
والله جد..
وإذا عرجنا على العصر الأموي فإن “الحجاج بن يوسف” لن يجد سوانا (رؤوساً قد أينعت وحان قطافها) ثأراً لما فعلناه بصناجة الأدب.
الرجل رغم كل شيء كان باراً باللغة العربية، لذلك حتى إن احتمينا بوالي المدينة العالم العادل “عمر بن عبدالعزيز” فموضوعنا محسوم.
أمنا التي أنجبتنا تزعل إن كسرنا طقم كبابي فاخر أو غير فاخر فكيف حال أمنا اللغة حين نكسر خاطر كان وأخواتها وندمر قلب الفاعل ونهدم روح الأسماء الخمسة.
نحن أبناء عاقون بأمنا اللغة أو لغتنا الأم، وبما أن (الدنيا سدّاية ورضّاية) خوفي العملنا فيها يطلع لينا في أولادنا.
جائز المفعول به يعلن إرهابه ويجي يفجرنا كمنصوب كسرناه..
وطبعاً نستاهل..
يكفي عمليات التهجين التي قمنا بها..
احتمال اللغة تتبرأ مننا وتسحب مننا الجنسية العربية، ثم لا نجد لغة تلمنا، لا إغريقية لا صينية..
ح نبقى مشردين..
 ضايعين..
 يتامى اللسان
إن كان عن نفسي أنا شخصياً، أحب أقول للغة العربية كل سنة وأنتِ طيبة رغم كل شيء والحمد لله الذي حفظك بالقرآن الكريم.
و………
باللغة العربية الفصحى استيقظ وركز واصحى
لدواعٍ في بالي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية