رأي

النشوف اخرتا

والله نحنا مع الطيور
سعد الدين ابراهيم
نظر الإنسان إلى السماء فرأى الطيور تحلق في الأجواء وتسبح في الفضاء.. فحسدها على التحليق والطيران والسباحة في الجو.. وحاول إن يقلدها.. فركب أجنحة وحاول محاكاتها على نحو ما فعل جدنا (عباس بن فرناس)، فذاب الشمع المثبتة به الأجنحة ولم يقو على محاكاة الطيور للآخر.. لكن محاولته لم تضع هباء فقد أفضت إلى اختراع الطائرة.. وهل الطائرة إلا محاكاة للطيور فنجح ذلك.. الطيور بأشكالها وألوانها وأنواعها ظلت تلهم الإنسان.. فأشعر ونثر.. وكتب الأغاني التي تتناول الطيور بطريقه أو بأخرى.. في حديقة الغناء السوداني ظلت الطيور ملهمة الشعراء ودخلت في الغناء من أوسع أبوابه.. فغنى المغنون عشرات الأغاني إن لم يكن مئات الأغاني
فغنى الإمبراطور “محمد وردي” منذ بداياته “يا طير يا طاير من بعيد فوق الغمام”.. وعاد بعد أن تمكن من فن الغناء فغنى (الطير المهاجر).. (البلابل) غنن لطيور الجنة.. و”صالح الضي” ناجى الطير في شجن وعذوبة: يا طير يا ماشي لي أهلنا.. “على إبراهيم اللحو” تغزل في الطير الخداري.. “مصطفى سيد أحمد” أشجاناً حين صدح: والله نحنه مع الطيور الما بتعرف ليها خرطة ولا في أيدا جواز سفر.
العبقري “إبراهيم الكاشف” تابع الطير بإصرار لحوح: أنا يا طير بشوفك محل ما تطير بشوفك.. “حمد الريح” أعاد لطير (الرهو) اعتباره حين تمنى أن يكون مثله: كل يوم يحضني جو.. “عثمان حسين” لم يتخلف عن مناجاة الطيور فغنى: كل طاير مرتحل عبر البحر قاصد الأهل حملتو أشواقي الدفيقة.. القماري والقمري من الطيور التي أفردت لها الأغنية السودانية  مساحه مقدرة.. فغنى شاعر الحقيبة قمرية في السودان بي حبي ليها أبوح.. و”سيد خليفة” في روعة خاطب القماري.. يا قماري ابني عشك قشة قشة.. “محمد حسنين” ناجى القماري أنا شفت اتنين قمري وقمرية.. راكين في جنينة.. طرونا البينا. وبكت عينينا..
“العاقب محمد حسن” ظل يحرض القمري على الغناء فخاطبه: غنى يا قمري.. غني وأسمعني في حبيب عمري لحنك المغري.. “محمود تاور” اقتطف أغنية من التراث: طيري يا قمرية ركي فوق الزنكي.. وفي الحقيبة غنى المغني: ناح القمري على الغصون.. ذكرني الدر المصون.
 
الحمام أيضاً استلهمته الأغنية السودانية فغنى المغنون.. يا حمام شيل السلام ودي الريدة.. وغنت “منى الخير” للحمام الزاجل وعركي غنى للحمامات الحزينة.. في الزهور صاحية وإنت نايم ذكر “التاج مصطفى” الحمام الذي أيقظ محبوبته: أيقظك صوت الحمايم.
“الجابري” غنى للبلوم في فرعو غنى وغنى للطاؤوس ملك الطيور
العصافير أيضاً حلقت في حدائق الغناء، فهذه عصافير الخريف.. وتلك يا عصفوره يا رقاصة.. وغنى “أحمد شاويش” مليون عصفور بكرة ح يطلع من جوة صدورنا وح يطير.. حتى الصقر غنوا له في التراث: دخلوها وصقيرا حام.. وهذا قليل من كثير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية