ولنا رأي

"إيلا" نجم الولاة بلا منازع!!

لم أزر ولاية الجزيرة منذ فترة طويلة، ولكن سمعت أخباراً طيبة بعد تولي الدكتور “محمد طاهر أيلا” مقاليد الحكم فيها، ويقال إن الرجل يتمتع بقوة صبر وعزيمة وملاصقة لأعماله بصورة مبالغ فيها، مما جعل لمسات جمالية تدخل على هذه الولاية التي بدأ يهجرها أهلها بسبب قلة الاهتمام، مما جعلها تتراجع في كل شيء بعد أن كانت كل شيء بالنسبة لأهل السودان، خاصة وأن بها أكبر مشروع اقتصادي يكفيها ويكفي بقية ولايات السودان المختلفة، الدكتور “محمد طاهر أيلا” لا يملك عصا موسى السحرية ولكنه يحمل إرادة قوية وعزيمة على العمل، وهذا هو السر الذي ميزه عن أقرانه الولاة، فالوالي “إيلا” حينما أعتلى عرش ولاية (البحر الأحمر) حوّل تلك المدينة التي كانت تعج بالفوضى إلى مدينة سياحية سرقت لب العشاق وجاءت في المرتبة الأولى من حيث الترتيب والتنظيم، وأصبحت مرآة تعكس لكل زائر مدى جمال البحر الأحمر، بل ساهم السيد الوالي في إدخال عدد كبير من أبناء القبائل المختلفة التعليم، ودفع الأسر للاهتمام بالتعليم وإرسال أبنائهم إلى المدارس في سابقة لم يفعلها أي والٍ إلا الدكتور “محمد طاهر إيلا”.
إن المشكلة الأساسية في الحفاظ على أي عمل يقوم به الآخرون هو عدم الهمة والمتابعة اللصيقة، ولذلك حينما غادر “إيلا” ولاية البحر الأحمر لم تكن الولاية في عهد واليها الجديد كما كانت إبان الوالي “محمد طاهر إيلا”، والآن بدأ “إيلا” نهضة كبيرة في ولاية الجزيرة مما أجبر رئيس الجمهورية “عمر البشير” أن يبيت ثلاث ليالٍ خارج ولاية الخرطوم قضاها بولاية الجزيرة الواعدة والعائدة بقوة إلى موقعها الريادي من خلال مشروع الجزيرة التي بدأت النفرة له، وكما قال رئيس الجمهورية “البشير” فإن مشروع الجزيرة سيعود أفضل عما كان عليه بعشرة مرات، وهذا تحدٍ كبير من قبل رئيس الجهورية وتحدٍ آخر للسيد الوالي “إيلا”، فإما أن ينجح في إعادة مشروع الجزيرة لعهده السابق، وأن نسمع الدول الكبرى وهي تعيد الطلب على القطن والسمسم والصمغ العربي، وتعود ولاية الجزيرة شامخة في البورصات العالمية، وهذا ليس ببعيد طالما الهمة موجودة في السيد الوالي “إيلا” الذي أصبح نجم الولاة بلا منازع، فولاية الجزيرة تعد المدينة الثانية بعد ولاية الخرطوم من حيث السكان والمكانة السياسية والاجتماعية، ولذلك حينما تعود إلى الصدارة بالتأكيد سوف تجذب سكان المناطق الأخرى، بل ستدعو كل أبنائها الذين أجبرتهم الظروف على مغادرتها للعودة مرة أخرى من أجل البناء والإعمار، فأمل السودان ليس في البترول المتراجعة أسعاره ولكن في الزراعة، وولاية الجزيرة أرض زراعية تكفي الداخل والخارج، فلتحرص القيادة على “إيلا” والياً لها وألا يغادرها مهما كلفت الظروف.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية