ولنا رأي

هل يوافق المؤتمر الوطني على الحكومة القومية؟!

أهم الأخبار الصادرة أمس اتفاق المشاركين في الحوار الوطني بنسبة (74%) على قيام حكومة قومية يرأسها المشير “عمر البشير”، ولكن هل القيادات أو صقور المؤتمر الوطني ستوافق على هذه الحكومة أياً كان نوعها قومية أو قومية انتقالية أو حكومة انتقالية.
ما حدث من اتفاق يبشر بمعالجة معظم مشاكل “السودان” خلال الفترة القادمة وانصياع الحركات المسلحة والمعارضين إلى صوت العقل والعمل من أجل وطن اسمه “السودان”، دائماً الأفكار جميلة ورائعة، ولكن تبقى عملية التطبيق والتزام الجميع بما يتم الاتفاق عليه.
إذا نظرنا إلى حال الوطن من حيث الاقتصاد ومن حيث الأمن في بقاع مختلفة من الوطن والصحة والتعليم، نجدها تراجعت معظم تلك الملفات للوراء بشدة ولا مخرج إلا باتفاق الكافة، فالحكومة الانتقالية أو القومية بالتأكيد هي المخرج وعودة الروح إلى الجسد الواحد، فالمعارضة التي كانت تنادي بقيام حكومة انتقالية أو قومية، فهذا الاتفاق من داخل لجنة الحوار الوطني يلبي لها رغبتها.
أما قيادات المؤتمر الوطني الرافضة لقيام حكومة قومية أو انتقالية لا يجب أن تنظر لهذه الحكومة التي تراضى الناس عليها وتم الاتفاق على أن يكون المشير “عمر البشير” رئيسها لستة أشهر أو سنة أو ست سنوات، المهم رأس الدولة موجود.. ومن ثم يتم البناء على ذلك ليخرج الوطن من كبوته، لأن الاتفاق على شخص واحد صعب عندنا، ولكن الجميع الآن متفقون على أن يكون البشير” رئيس تلك الحكومة، ولكن قد يسأل شخص ما، ما هو موقف رئيس الجمهورية الذي فاز في انتخابات 2015م، وتنتهي فترة حكمه في 2020م، هل الحكومة الانتقالية تنهي حكم “البشير” نهائياً أم أنه بالإمكان الترشح لرئاسة الجمهورية بعد عام 2020م؟
أسئلة كثيرة تدور في خلد المواطنين إذا ما تم الاتفاق نهائياً على الحكومة القومية أو الانتقالية.
أعضاء لجان الحوار الوطني ألقوا حجراً في البركة الساكنة فنرى كيف تتحرك تلك البركة وأين اتجاهها؟
فالوطن لا يحتمل أكثر مما هو عليه، لذلك يجب على المؤتمر الوطني إذا كان ما طرح فيه مصلحة البلاد والعباد، أن يباركوا الخطوة لتمضي إلى الأمام بدلاً عن التراجع ملايين الخطوات للوراء، وكذا الحال بالنسبة للمعارضة وللحركات المسلحة التي لم تدخل حلبة الحوار، فالآن أمام الجميع موقف تاريخي لإنقاذ البلاد مما هي عليه، وإلا ستظل في نفس المربع الأول.. المعارضة غير راضية بالحكومة، والحكومة غير معترفة بالمعارضة، ونظل ندور في فلك واحد ويتواصل ارتفاع الدولار وارتفاع السلع الضرورية، ويزيد تربص “الغرب” و”أمريكا” بـ”السودان” وتظل هجرة العقول يومياً إلى الخارج، لذا ننصح أن يتوافق الجميع من أجل “محمد أحمد” الغلبان ومن أجل وطن اسمه “السودان” قبل أن يمسح من الخارطة التي بدأت تفقد كل فترة جزءاً منه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية