تحالف "الرياض"
أعلنت المملكة العربية السعودية تشكيل تحالف عسكري إسلامي من (34) دولة يهدف إلى محاربة الإرهاب، وأن يتم في “الرياض” تشكيل مركز عمليات مشتركة لتنسيق ودعم العمليات العسكرية لمحاربة الإرهاب، ولتطوير البرامج والآليات اللازمة لدعم تلك الجهود، بحسب بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية هناك والذي قال إنه سيتم وضع الترتيبات المناسبة للتنسيق مع الدول الصديقة والمحبة للسلام والجهات الدولية، في سبيل خدمة المجهود الدولي لمكافحة الإرهاب وحفظ السلم والأمن الدوليين. ووفقاً للصادر من ملاحق وتعريفات بشأن دول التحالف، فإن السودان أحدها ضمن عدد من دول جواره ويشمل ذلك تشاد وليبيا ومصر.
التحالف الكبير هذا من المهم أن يكون مدخلاً لتعريفات واضحة تجعل من (كل) الفصائل المسلحة والحركات التي تسلك طريق العنف على قائمة واحدة موحدة، فمثلما أن الحوثيين خطر في الجزيرة العربية والخليج وأحدثوا ما أحدثوا في اليمن، تهديداً لاستقراره وتقويضاً لنظامه السياسي، فكذا فعائل جهات كثيرة وأطراف تدعي النضال في السودان، حركات مسلحة جعلت لكل رأس مئة من البشر حركة وتنظيماً يقتل الزراع ويهدم الخدمات ويجعل على كل طريق فجيعة ومصاباً باسم النضالات البئيسة التي لم تجعل أياً منهم حاكماً، وإنما فرقتهم لجذاذات الذين إن اضطر أحدهم للسلام خرج رفيقه.
هؤلاء الإرهابيون و(حوثيو السودان) يجب أن يضموا لتلك القوائم الإرهابية، إن الأمن القومي لأي بلد يجب أن تتساوى بشأنه المهددات، والأخطار، ولو أن الحوثيين هم جزء من مخطط تمدد يهدد الدول الإسلامية والعربية، فإن الحركات المسلحة بالسودان هي مهدد وخطر عنصري سيبث سمومه في نطاقات أوسع. ويكفي الآن أن واحدة من أسباب تعثر فرص الحل لمشكلة جنوب السودان، أن حركة “جبريل إبراهيم” و”عبد الواحد نور” و”مني أركوي مناوي”، قد صارت جزءاً من الصراع، وبنادق مستأجرة تورطت في الصراع وفاقمت الإحن والثأرات في البلد الوليد والذي لا يقوم من معركة إلا ليقع في أخرى، والحركات المتمردة السودانية تقاتل لمن يدفع أكثر.
هذه الحركات تورطت في القتال بجنوب السودان، وامتد أثرها الآن للتورط في الجارة ليبيا، والشهود والشواهد موثقة، وبالتالي فإن خطرهم ومهددهم الأمني صار متجاوزاً حتى للنطاق الجغرافي المحلي. وانتقل الآن ليكون مهدداً بالحق يطال السلم الإقليمي ودولاً أخرى، وهم بهذا النهج سيتطورون ليتحولون إلى مقاتلين جوالة وبنادق للإيجار لمن يدفع، ولو أنهم وجدوا سبيلاً للوصول لليمن للقتال إلى جانب الحوثيين لما ترددوا، ولذا فإني أرجو أن يكون تحالف “الرياض” صريحاً ومباشراً في توصيف وضعية الحركات المتمردة بالسودان والخارج عن شرعية البلاد وأهلها (حوثيي السودان)، كما وصفتهم من قبل في ذات هذه الزاوية.