"المهدي" زعيم وسليل الزعماء!!
قال رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” إن الإمام “الصادق المهدي” زعيم وليس هناك سبب يبقيه خارج البلاد، ومن قبل دعا عنه البروفيسور “إبراهيم أحمد” رئيس البرلمان “الصادق المهدي” للعودة إلى أرض الوطن وعدد من منسوبي المؤتمر الوطني يقرون بالدور الكبير الذي قام ويقوم به الإمام “الصادق المهدي” تجاه الوطن، لكن لا ندري أين تكمن مشكلة الإمام طالما رئيس الجمهورية ورئيس البرلمان وغيرهما من القيادات السياسية بالمؤتمر الوطني تعترف بزعامته!! وهل “المهدي” طوعاً واختياراً اختار أن يعيش في المنفى بقية حياته؟ أم أن هناك مشكلة حقيقية بينه والنظام لا يريد الإفصاح عنها ولا يريد النظام أن يتحدث عنها، وكل ما في الأمر عملية تطييب خواطر من رئيس الجمهورية وبقية القيادات؟!
الإمام “الصادق المهدي” لا أحد ينكر دوره في هذا الوطن، وعيبه الوحيد أنه ديمقراطي أكثر من اللازم، وليس في أية دولة من دول العالم الثالث رئيس وزراء أو رئيس حكومة مثله في تعامله مع شعبه أو مع خصومه، فلو كان الإمام دكتاتوراً لوضح ذلك في فترة حكمه في الستينيات والثمانينيات، وإذا هو رئيس فعلاً قابض لتعامل مع خصومه بالقسوة والقوة التي يمنحها له القانون، لكن الرجل عشق الديمقراطية وظل يعمل بها حتى لا يقال إذا ما تحول عن موقفه الديمقراطي إلى دكتاتور إن أقواله لا تشبه أفعاله.. والإمام “الصادق المهدي” حتى مع منسوبي حزبه ظل يتعامل معهم بالطريقة الديمقراطية، وعندما تمردوا عليه وكونوا أحزاباً مختلفة لم يصدر قرارات بإقالتهم أو طلب من مسجل الأحزاب السياسية عدم اعتمادهم كأحزاب سياسية، ولم يطلب منه أن تكون أسماء الأحزاب المنشقة ليست لها صلة بحزب الأمة أو ليسموها أي اسم آخر.. أما النظام وما لاقاه من عنت ومشقة وسجن منه، فقد ظل يتعامل معه معاملة راقية، فكلما دعي إلى لقاء كان أول الملبين ابتداءً من دعوة رئيس الجمهورية لبداية الحوار الوطني، فكان أول المشاركين.. وعندما تجنت الجنائية على رئيس الجمهورية كان أول المدافعين عنه.. وظلت مواقف الإمام “الصادق المهدي” مواقف وطنية لم يحد عنها، فحديث رئيس الجمهورية عنه وعن زعامته تؤكد أنه فعلاً زعيم وسليل الزعامات الوطنية ابتداء من جده الإمام “المهدي” الذي انتصر على الأعداء وهو خالٍ من السلاح الذي حورب به، ثم جده السيد “عبد الرحمن”، ووالده “الصديق” وعمه الإمام “الهادي” والإمام “أحمد المهدي”.. كل أولئك الزعماء لم يختلف عنهم في وطنيته وسار على دربهم وعلى الديمقراطية التي ارتضوها.. لذلك فهو الإمام الذي سيظل ينتهج الديمقراطية في كل شيء ولن يحيد عنها مهما اختُلف معه، وإذا أراد رئيس الجمهورية أن يعود الإمام إلى وطنه عزيزاً مكرماً فعليه أن يصدر قراراً يطمئنه بالعودة ليقضي بقية حياته عزيزاً في وطنه وسط أهله وأولاده وأحبابه.