رأي

عز الكلام

وللسف أوجه أخرى!!
أم وضاح
ربما أكثرنا أخد الموضوع من جانب ساخر هو ليس أكثر من كونه نكتة تستدعي الضحك، واحدة من الصحف أمس جاء على أخيرتها أن (سيدة) خضعت لفحص عبر الموجات الصوتية هاجت وماجت وعملت (شمطة) مع أولادها ، عندما وجدت الشخص الذي يفترض أن يجري لها التشخيص (سافي).. لا، لا بالكم ما يمشي لبعيد، إذ إنه ليس (السف) حق التماسيح الكبار.. والرجل كان سافي، بمعنى أن فمه ملئ بالتمباك، وبصراحة الخبر لم يوضح إن كانت السيدة أكملت التشخيص،  أو أنها رفضت القيام به، أو أن صاحبنا (بصقه) ثم مضمض فاه، وأكمل عمله!! الخبر في ظاهره مضحك، لكن تفاصيله تحمل واقعاً مراً ،أصبح للأسف سلوكاً سائداً عند الكثيرين ، الذين ضاعت من قاموسهم مفردة (البرستيج)، وعلى فكرة (البرستيج) ليس معناه أن تلبس بدلة (فل سوت) أو تأكل بالشوكة والسكين، لكنه يتضمن تفاصيل صغيرة ودقيقة، تشكل حياتنا اليومية، وأذكر أنني قبل مدة ذهبت مع زوجي إلى طبيب معروف في عيادته ووجدناه في رحلة علمية وعملية خارج البلد، لكنه (أودع) عيادته وزبائنه لطبيب آخر،  افترضنا طبعاً أنه بذات كفاءة ورقي صاحب العيادة، لذلك استخلفه علينا، وما أن دخلنا للعيادة وبدأ زوجي في سرد شكواه،  إلا وأخرج السيد الدكتور (حقته) و(ودردم) السفة ووضعها بفمه، ويبدو أنه كان (مستمخاً) ومستغرقاً في هذه التفاصيل ،وحتى هنا أكلتها في (حناني) وسكت، لكنني لم أطق الرذاذ الذي كان يتطاير منه ، وهو يتحدث لدرجة أنني شعرت برغبة في إفراغ ما في جوفي، ولكم أن تتخيلوا أنه بعد دقائق قام من مكانه وبصقها في (البلكونة) الخلفية، وعاد ليواصل حديثه حتى دون أن يتناول جرعة ماء!! وعلى فكرة موضوع (السفة) ده أقترح تكَّون لجنة عليا من رئاسة الجمهورية وجهاز الأمن والشرطة ووزارة العدل ، لأنه أصبح مظهراً غير حضاري يستحق من يتعامل معه بشكل مقزز وينتهك خصوصية الغير ،العقوبة اللازمة، وكفاية ما يحدث في (مطار الخرطوم) ،وفي أواني الزهور في الحدائق والأماكن العامة!!
حاجة ثانية.  أظن أنها يناسبها حديث الشيخ “فرح ودتكتوك” في حكمته البالغة والناطقة (كُلْ يا كِمِّي قُبَّال فَمِّي) وبعض المسؤولين الكبار لا يضعون كثير اهتمام لمظهرهم العام.  وهم على فكرة بهذا المظهر لا يمثلون أنفسهم، لكن يمثلون الجهات التي يتبعون لها ، ويمثلون بلادهم في حالة ذهابهم إلى مؤتمرات وملتقيات خارجية. قبل مدة قابلت وبالصدفة مسؤولاً كبيراً ، منظر ملابسه والحالة التي هو عليها ، لا تخرج عن حاجتين، إما أن الكهرباء عنده قاطعة،  ولم يستعمل المكواة منذ زمن طويل، أو أن (الكرمشة) موضة ،ونحن ما جايبين خبر!!
لكن دعوني استغرب أكثر لمظاهر اللامبالاة التي يبديها بعضهم عند استضافتهم في برامج تلفزيونية، وهم لا يقدرون المكان والمناسبة، وبعضهم يأتي متواضعاً ، للحد الذي يجعله ينتعل حذاء أشبه بـ(السفنجة) مع بدلة،  وأخرى (مأفورة) الموضوع أكثر من اللازم،  وكأنها عروس في جرتق، والبرنامج مساء باكر.
الدايرة أقوله إن لفظ (لكل مقام مقال) هو اللفظ اللائق والمثالي،  الذي يجب أن يقال لكثيرين يتعاملون بكثير من (السبهللية) مع الآخر، لدرجة قد تتعدى حدود الممكن،  وتدخل في باب الإزعاج والضرر النفسي!!
كلمة عزيزة
أذكر تماماً وعند قيام مسابقات غنائية على فضائية الـ(.بي. سي) (اعتذر) إن نسيت اسمها ، وهو البرنامج الذي توجت من خلاله الفنانة “ديانا كرزون” في منافسة قوية وشرسة، أذكر يومها أن ملك الأردن، وجه شركات الاتصال بفتح الخطوط مجانية للتصويت لـ”كرزون” في مواجهة منافسة قوية هي السورية “رويدا عطية”، وفعلاً اكتسح التصويت كل التوقعات وحسم المنافسة لصالح “ديانا كرزون”، تذكرت هذا الفهم ،وهذه الوطنية والسادة الأعزاء في إحدى شركات الاتصالات أعلنوا أن سعر الرسالة النصية للتصويت لمشتركينا في (ذا فويس) بستة جنيهات كاملة، وهو لعمري أمر عجيب وغريب واستثمار، ليس زمانه ولا مكانه، ومعظم من كانوا سيصوتون هم من الشباب الذين كان يفترض أن تخفض لهم سعر الرسالة، إلى أقل قرش ممكن!! وبالتالي فيا أهل الخير، إعلاناتكم للتصويت للمشتركين،  لم تكن دعماً لهم، لكنها كانت استثماراً،  لا علاقة له بأي شيء آخر!!
كلمة عزيزة
غداً أعود لحديث “هاني رسلان” في (الجزيرة)، هذا (الهاني) الذي كانت تفتح له “الخرطوم” ذراعيها وتستقبله استقبال الزعماء والعظماء!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية