من وحي الأخبار

رسم الوصول

زعم نشطاء وتنظيمات معارضة أن سلطات الأمن أوقفت بمطار الخرطوم عائدين من اجتماعات (قوى نداء السودان) بـ”باريس”، إذ قالوا إن رجال الأمن، دققوا حوالي ربع ساعة في وثائق سفر كل من نائبة رئيس حزب (الأمة القومي) “مريم الصادق المهدي” وبروفيسور “بابكر محمد الحسن” عضو مبادرة المجتمع المدني. وقال تحالف قوى الإجماع الوطني المعارض، إن سلطات الأمن السودانية بمطار الخرطوم الدولي احتجزت “كمال إسماعيل” رئيس حزب (التحالف الوطني السوداني) المعارض، وتوقعت أن يطال ذات الإجراء قيادات أخرى في طريقها للعودة من “فرنسا”.
أقول زعمت لأن هذا الإجراء معتاد في كل مطارات الدنيا، نغشى في الذهاب والإياب المطار وينطبق على كل السودانيين هذا الإجراء، وهو مسلك روتيني وقانوني، إلا إذا كان مطلوباً من رجال شرطة الجوازات حمل أمثال هؤلاء السياسيين على أكتافهم حتى مستقبليهم بالخارج، هذه بوابة بلد ومن حق السلطات مراجعة أسماء العائدين، وهو مسلك لا ريبة فيه أو يستدعي كل هذه (الشمطة) وتهويل الأمر، وهو ما يشير لبحث المعارضة عن بطولات وهمية وخزعبلات نضالية ثبت في كثير من الأحيان أنها من نتاج خيال واسع ومتسع!
لست الناطق باسم الحكومة أو أي من أجهزتها، ولكن عرفاً أدرك أن لو كانت هناك نية مبيتة للمضايقة، فكان يمكن استخدام أكثر من طريقة لمنع هؤلاء من السفر ابتداء يوجد مائة ومليون مسوغ أدناها أنهم شركاء لجماعات مسلحة متهمة بالعنف وتهديد الأمن العام، ولهم اعترافات موثقة من شركائهم ممن ارتكبوا أعمالاً مماثلة في “دارفور” و”جنوب كردفان” و”أم درمان” بل أكثر من هذا، فإن الحكومة تسمح لقادة التمرد وحملة السلاح وهم يرفضون السلام والحوار الوطني تسمح لهم بمخاطبة الندوات والاحتفالات السياسية للمعارضة، وهو كرم وحيز حرية أشك في أنه يتوفر لخصوم المعارضة أو المنشقين عنها، بدليل أن حركة (العدل والمساواة) وقائدها “جبريل إبراهيم” قام بتصفية كامل الفصيل الذي وقع مع الحكومة اتفاقية للسلام، ومن نجا من القتل فهو الآن مسجون في معسكرات الحركة بجنوب السودان.
للناس عقل وعيون وقدرة على التمييز، فلا داعٍ لمثل هذه الفريات المضحكة البائسة والتي لن تفعل شيئاً سوى زيادة حجم احتقار الناس لهذه المعارضة السخيفة، إذ صار جل مخرجها في العمل العام والسياسي إصدار البيانات والنواح على الأسافير، ضربونا واعتقلونا ودققوا في جوازاتنا!! هذا سخف واستخفاف بأمانة المعارضة نفسها التي يجب أن تكون ذات عمق فيما تقول و(تزعم)، وحقيقة وبشهادة حاضرين وقد كنت أحدهم فإن ما جرى كان كما قلت إجراء (عاااااااااادي) خضع له كل القادمين لأغراض التعاملات الهجرية مع موانئ الوصول للبلاد، وتراصت الصفوف وختم الضباط لكل الواصلين، وخرج الجميع إلى منازلهم ومصالحهم ومأمنهم.

عموماً ولأجل أعين السادة كرام المناضلين، فإني اقترح أن تخصص لهم سلطات المطار صالة (v.I.P)  وأن تبرهم بالطيبات وتخصص لهم (وزير استقبال)، وأن تأتي بشيخ لكي يتفل على جوازات سفرهم لان الأختام مؤذية وضد حقوق الإنسان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية