"ياسر ميرغني".. خصم الإنقاذ العنيد!!
بقلم – عادل عبده
الواقعة تكسوها الدلالة حين خاطب أحد المغبونين من الإنقاذ صديقه بصوت مبحوح قائلاً.. ألا ترى بأن مدفعية الدكتور “ياسر ميرغني عبد الرحمن” الأمين العام لجمعية حماية المستهلك أكثر إيلاماً على الحكومة من الأحزاب المعارضة؟.. بالمقابل كانت الإجابة على جناح السرعة من صديقه عندما ذكر.. بأن سحرية هجوم “ياسر ميرغني” الكثيفة على السلطة تتمثل في أنها تضرب على مشروع الإنقاذ من فكرته الأساسية، فالواضح أن دكتور “ياسر” ظل يرسل ألسنة من لهيب على البضاعة الإنقاذية التي تروج بأنها جاءت إلى الحكم من أجل المواطن المكدود وحمايته من الجشع والغلاء وفتح مسارات الرخاء والهناء له.. فإذا بالدكتور “ياسر” يكشف القناع ويفضح المستور وهو يظهر على السطح أكذوبة الانحياز الرسمي لصالح المواطن المسكين، وكيف أنه صار يترنح أمام طاحونة النافذين التي لا ترحم، بل كان الدكتور “ياسر ميرغني” يقول بأن لا عزاء للمستهلك الذي تضربه سياط الطفيليين والانتهازيين والسلطة واقفة تتفرج على الملهاة الموجعة!!
في الصورة المقطعية يرمي الدكتور “ياسر” بالقنابل الهيدروجينية التي تضئ عتمة الفساد والإهمال والقصور على العديد من الجبهات، فهو يثير الحديث عن قضايا فول الصويا والأدوية المغشوشة والسكر الفاسد وبذرة القطن المحور وراثياً، ولا ينسى أن يضع الحجج والدلائل الدامغة التي تمنح إشاراته الوطنية القدر الكافي من المسؤولية القانونية والأخلاقية.
ها هو الدكتور “ياسر ميرغني” يعلن بالصوت العالي بأنه لا يستطيع السكوت عن الخطأ ولا يجامل أي إنسان يتسبب في خلق الأضرار بالمواطنين حتى لو كان من أقاربه، وكم نادى بمحاربة النافذين والجشعين ورأى ضرورة إيقاف تجريب الأدوية حتى يتسنى مطابقة الأدوية الرديفة بالأدوية الأـصيلة. وأيضاً قال بأن سياسة التحرير الاقتصادي زادت الفقراء فقراً والأغنياء جشعاً فضلاً عن إطلاقه لحملة (الغالي متروك) التي تعني تضامن الأغنياء مع البسطاء.
ظل الدكتور “ياسر ميرغني؟ يقاتل من أجل أفكاره بلا هوادة فقد أدخل في معركته المشدودة مع السلطة حسابات غير نمطية، حيث أكسب مآلات الحرمان والخداع الذي يمارس على المواطنين بعداً وجدانياً في الذاكرة الإنسانية جسد مسؤولية الضمير الحي في أبلغ صورها.. كان “ياسر ميرغني” خصم الإنقاذ العنيد الذي لا يفتر من غبار المنازلة الصعبة والمصادمة العاتية، وكلما دخلت المجموعة الحاكمة في سبات عميق من هجومه عاد للحراك من جديد وهو يحمل في كنانته هموم المستهلك المسكين وقضايا المواطن الضعيف..، ربما كان “ياسر ميرغني” على شاكلة متعصب لقضايا الكادحين يحمل سيفه في وجه الانتهازيين والطفيليين حتى إذا دخل القضبان خرج أكثر منعة وقوة.
في منحنى آخر يطلق الدكتور “ياسر” إشاراته القوية على بعض الإشكاليات التي تهم المجتمع، حيث يقول بأن الأمتعة الشخصية للقادمين من السفر هي السبب الرئيسي في الغش والخداع والسلع التي لا تتماشى مع المواصفات، بل يطالب بإلغاء لجنة الأغذية المحورة بالمواصفات ويتحسر على معاناة المواطنين التي تظهر في السلع الحكومية، مثل الخبز والغاز والدقيق والأدوية والكهرباء والمياه وأيضاً ينادي بمقاطعة المشروبات الغازية.
منهج الدكتور”ياسر” لا يعرف العمل وراء الكواليس وأسلوب المداراة فهو يهاجم الحكومة في المجال الاقتصادي والحياتي والاجتماعي في وضح النهار من خلال إيقاع مختلف، وبذلك فإن حملة “ياسر ميرغني” ربما تكون قد ألهمت آلاف المغبونين وأعطتهم أملاً أخضر حول إمكانية زوال مشاعر الحزن وكابوس الجشع.
مهما يكن فإن الدكتور “ياسر ميرغني” قد رفع جمعية حماية المستهلك وارتفع معها وشهرها وشهرته.. إنها قصة رجل منافح قطع مسافة طويلة على طريق محفوف بالأشواك والحصرم، ذهب إلى قارة آسيا لكنه حتماً سوف يعود مع مبادئه!!