مسألة مستعجلة
تناقضات وزير الزراعة!!
نجل الدين ادم
تناقضات عجيبة رسمها لنا وزير الزراعة الاتحادي وهو يتحدث للصحافيين (الأربعاء) الماضي عن نجاح الموسم، في ظل إفادات واسعة النطاق من الولايات تشير إلى ضعف الإنتاج بسبب الأمطار وأن الوضع ينذر بفجوة محتملة في الحبوب. يعني سعادة الوزير بدد هذه المخاوف في مؤتمر صحفي لم يتجاوز الساعة!، وأعلن أن الموسم ناجح تمام التمام وليس هناك أي مخاوف. الوزير أقر بأن هناك تقطعاً في الأمطار ولكن الغريب في الأمر أن سعادته قال: إن هذا التقطع مكن المزارعين من الفلاحة!، تخيلوا كيف يكون الحال !!، الصحافيون حاصروا الوزير وأشاروا إلى أنهم قاموا بزيارات ميدانية إلى بعض الولايات المنتجة، ووقفوا على حقيقة الإنتاج هذا العام، وتأكد لهم قلة الإنتاج وأنه ينذر بفجوة لكنه أصر. وقال أي زول يقول العايزو لكن المعلومات العلمية أن الموسم ناجح! وكفى .. ولكن هل تسد هذه المعلومات العلمية التي تحدث عنها الوزير الفجوة التي يعرفها المواطن المرابط في الحقل وليس الأفندي الجالس على كرسيه في الوزارة؟!.
المؤتمر الصحفي كان مليئاً بالتناقضات والوزير يقول إن المساحات التي زرعت في الموسم الصيفي الحالي بلغت (31) مليون فدان في القطاعين المطري والمروي، من جملة المساحة المستهدفة والتي تقدر بـ(40) مليون فدان مقارنة مع الموسم الماضي الذي زرعت فيه (50) مليون فدان، يعني بمعادلة حسابية بسيطة أن تسعة ملايين فدان طلعت من الموسم الحالي. ولاحظوا أن الموسم الماضي كانت المساحة المزروعة (50) مليون فدان، يعني بطرح هذه المساحة من المساحة التي زرعت هذا العام، ستجد أن فجوة المساحة التي لم تزرع مقارنة بالعام الماضي هي (19) مليون فدان، هذا يعني ببساطة أن المساحة التي زرعت هذا العام هي أكثر من نصف مساحة العام السابق ببسيط، وهي (31) مليون فدان مقابل (50) مليون فدان العام الماضي وناس الحساب يورونا!، ويصر الوزير برضو ويحدثنا عن معادلات حسابية لا أنزل الله بها من سلطان!!، خلوا المعادلات دي، ماذا قالت السلطة الإقليمية لولايات دارفور، قالت إنها تتخوف من الفجوة الغذائية في ولايات الإقليم الخمس بسبب قلة الإنتاج. القضارف أكبر الولايات إنتاجاً هي الأخرى دقت ناقوس الخطر، وأشارت إلى قلة إنتاج الموسم لقرابة النصف، ولجنة برلمانية تعلن أول أمس عن مخاوفها من فجوة محتملة. ينبغي أن يعرف الوزير أن الإقرار بالفجوة شأنه أن يجعل الناس يبحثون عن تدابير لسدها ليس إلا، ولا تعني بأية حال من الأحوال أن وزارة الزراعة فاشلة!.
وهاكم علم تاني من تناقضات الوزير .. عندما سئل عن نذر أزمة غذائية في دارفور حسب ما قالت السلطة الإقليمية، قال: (السلطة عليها أن تتحدث عن مجاعة في دارفور، لكننا نقول إن الإنتاج هذا العام يكفي حاجة الاستهلاك، كما أن عمليات الحصاد لم تنتهِ بعد)، طيب إذا الحصاد لم ينتهِ بعد لماذا تصر أن تقحم الناس بمعلومات متضاربة وتشوش عليها أكثر من اللازم.
السيد الوزير لو كفيت نفسك عواقب الحديث الذي قلته بشأن الموسم الزراعي هذا، وانتظرت كما قلت حتى اكتمال عملية الحصاد وحدثتنا من بعد ذلك لكان أفضل لك ولنا، بدلاً من أن تقحمنا بمغالطات لا تسمن ولا تغني من حقائق غائبة، والله المستعان.