ولنا رأي

هل قنعت الحكومة من المعارضة؟!

مازالت ردود أفعال ندوة الكلاكلة وحديث دكتور “نافع علي نافع” وعودته للمربع الأول مع المعارضة واستخدام اللغة والعبارات المستفزة والجارحة تترى، فالبعض تساءل عن أسباب عودة المؤتمر الوطني لهذه اللغة، ولماذا ظهر دكتور”نافع” من جديد على الساحة السياسية، وهل الحكومة قنعت من المعارضة ومن مؤتمر الحوار الوطني الذي مضى عليه شهر تقريباً. وهل هذا الشهر أثبت فشل المعارضة في دخوله، ولذلك لجأت الحكومة أو المؤتمر الوطني إلى هذه اللغة، أم أن المؤتمر الوطني كان يحاول كسب الوقت مع المعارضة فإذا شاركت أهلاً بها وإذا لم تشارك يستخدم معها هذه اللغة التي تقربها أو تبعدها تماماً. لقد حاول المؤتمر الوطني أن يجعل من الحوار الوطني منصة لحل جميع مشاكل البلاد، ولكن عودة اللغة القديمة والجارحة لا أظنها سترضي المعارضة ولا الحركات المسلحة التي عادت منها جماعات، وفي انتظار المجموعة الأخرى، ولكن لا أظن أن مستقبل الحوار وبهذه الصورة التي ظهر بها المؤتمر الوطني أو الدكتور “نافع علي نافع” سوف تقرب البعيدين، خاصة وأن الإمام “الصادق المهدي” أعلن عن عودته للبلاد منتصف نوفمبر الجاري، وها هو المنتصف يصل.. وهل بعد حديث الدكتور “نافع” سيصل “المهدي” إلى البلاد، وكيف سيقابل المؤتمر الوطني المعارضة في “أديس أبابا” في الثامن عشر من هذا الشهر، هل يتوقع أن تنتهي الأزمة بين الطرفين وهل يتوقع أن تنضم المعارضة إلى الحوار. لا أظن أن المعارضة سوف تأتي ولن تنضم إلى المؤتمر طالما انعدام الثقة مازال قائماً بين الطرفين الحكومة والمعارضة، وحتى الحركات المسلحة التي أصلاً غير راغبة في الدخول في الحوار.
الحكومة والمؤتمر الوطني تجاوزا ستة وعشرين عاماً من الحكومة وتلك تجعل السياسي أكثر حنكة وخبرة ومعرفة بالآخر، ولذلك حتى لا نعود إلى المربع الأول كان على المؤتمر الوطني أن يقبل بالحكومة القومية أو الحكومة الانتقالية، طالما أنه واثق من نفسه ومن قياداته ومن رعاياه. فماذا ستفعل المعارضة وكم عدد المعارضين مقارنة مع منسوبي الحكومة والمؤتمر الوطني، فهل الحكومة تخشى على نفسها من المعارضة.
إن موقف الحوار الوطني بعد الهجوم الذي قام به الدكتور “نافع” سيتراجع إلى النصف، إذا كان الحوار في الفترة الماضية قد قطع سبعين أو ثمانين في المائة، لا ندري هل قيادات المؤتمر الوطني الرئيس ونوابه يباركون تلك اللغة التي عاد لاستخدامها الدكتور “نافع” مع خصومه، فإن كانوا يعلمون ويباركونها فلا أظن أن الحوار الوطن سيفضي لما يصبوا إليه الناس، بل سوف يتعطل في منتصف الطريق، ولن تكون هنالك عملية إنقاذ واستخدام لغة مقاربة كالتي استخدمت.
الوطني مثخن بالجراحات وينبغي أن يستفيد من الثقب الذي انفتح لدخول الضوء بدلاً من إغلاقه.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية