هل تعود الرياضة الجماهيرية من جديد؟!
انسحاب الخمسة فرق على رأسها فريق الهلال من الدوري بسبب القرارات التي اتخذها الاتحاد العام وكانت تصب في مصلحة نادي المريخ، هل يتوقع أن تكون هناك رياضة جماهيرية مرة أخرى، على ضوء ما حدث إبان العهد المايوي، عندما بدأ الصراع بين الهلال والمريخ آنذاك وهتفت الجماهير للهلال باعتباره الرئيس.
الأزمة الرياضية التي تفجرت بسبب تلك القرارات أزمة خطيرة وإذا لم تتدخل الدولة لإنهائها قد تقود إلى كارثة رياضية بين جماهير النادي المستفيد من تلك القرارات، وبين الأندية الأخرى المتضررة. فالجمهور الرياضي السوداني متعصب، وقد يقود هذا التعصب إلى صراع بينهم في الأسواق وفي المنتديات وحتى على مستوى المركبات العامة التي يحدث فيها النقاش، ولذلك قبل أن يستفحل الأمر وتتحول الأمور إلى مالا يحمد عقباه، ينبغي أن تكون للدولة كلمة تعيد الأمور إلى نصابها أو اتخاذ قرار شجاع، إما بعودة القرارات السابقة لما كانت عليه وإما أن تعود الأندية المنسحبة لممارسة نشاطها، وإما أن يكون القرار أشبه بالقرار الذي اتخذه الرئيس السابق “جعفر نميري” بأن تكون الرياضة جماهيرية لا هلال ولا مريخ ولا موردة ولا أهلي شندي، طالما الأمور وصلت إلى هذا الطريق المسدود. وحتى الرياضة التي نتحدث عنها وتتعصب لها الجماهير نجدها ساقطة في المحافل العربية والأفريقية، فبدلاً من معاقبة القائمين على أمرها وعلى معاقبة اللاعبين للإخفاق المحلي والإقليمي، فبدلاً من معاقبتهم يطالبون بإحداث توتر سياسي ورياضي، ألم يعِ أولئك اللاعبون الدرس الذي قدمه الرئيس الليبي السابق “القذافي” حينما أخفق اللاعبون في المباريات التي يؤدونها بالخارج، ماذا فعل الرئيس “القذافي” تجاه أولئك اللاعبين، لقد أودعهم السجون حينما أخفقوا في تحقيق الانتصارات الرياضية للدولة.
أما نحن فبدل أن نعاقبهم نكرمهم، فلا يوجد الآن إداريون على مستوى عال من الكفاءة ولا لاعبون يمكن أن نقول عليهم هؤلاء من أميزهم. السماسرة يطبلون لأحد اللاعبين بالخرطوم أو من الولايات بأنه أفضل اللاعبين وأبرعهم، وعندما يكون في المحك يفشل في تحقيق هدف لناديه الذي دفع له مليارات الجنيهات.
الرياضة أصبحت تعتمد على السماسرة الذين يزينون الباطل لمن لم يعرفوا الرياضة وحقيقتها، فرؤساء الأندية لا علاقة لهم بالرياضة ولم يمارسونها، ولذلك كل من امتلك المال يمكن أن يباع له السودان وليس النادي الرياضي.. الدولة لابد أن تقول كلمتها خلال (24) ساعة إما رياضة أو لا رياضة.