ولنا رأي

الوطن فوق الجميع!!

ماذا يضير الحكومة لو وافقت على قيام المؤتمر التحضيري الذي تطالب المعارضة بقيامه بدولة إثيوبيا وماذا تجني المعارضة من انعقاده في إثيوبيا.. هل هذا المؤتمر إذا انعقد بالخارج سيحل مشاكل السودان أم سيعقدها، ولماذا تصر المعارضة على قيامه بالخارج ولماذا ترفض الحكومة أن تشارك فيه. لقد وقفت الحكومة في وقت مضى ألف أحمر الجلوس مع الحركة الشعبية، ولكن في النهاية وبعد أن أبلى الدكتور “غازي صلاح الدين” رئيس حركة (الإصلاح الآن) بلاءً حسناً في الملف وعقد عشرات الجلسات مع الحركة الشعبية، تحول بقدرة قادر إلى الأستاذ “علي عثمان محمد طه” النائب الأول السابق وواصل شيخ علي في الملف.. وظل في حركة مكوكية ذهاباً وإياباً إلى “نيروبي” حتى توجت اللقاءات التي استمرت مع الراحل الدكتور “جون قرنق” إلى مائة يوم ويوم ووقع بعدها اتفاقية “نيفاشا” للسلام وعاد “جون قرنق” إلى الخرطوم ممطياً صهوة جواده ودخل القصر بعد أن كان ألد أعداء الوطن، وهو القائل إنه يريد أن يحكم السودان حتى نمولي ويريد أن يشرب القهوة في الشمالية.
الوضع الآن لا يختلف عن الوضع السابق إبان “جون قرنق” فتعنت “ياسر عرمان” و”الحلو” و”مالك عقار” يمكن أن يكون حالهم أشبه بحال الراحل “قرنق”، ويمكن أن يكون المؤتمر التحضيري الذي يطالبون بانعقاده بأديس فيه هدايا للجميع ويتم الاتفاق بين كل الأطراف، طالما هم أبناء السودان الحادبين على مصالحه.
فالحوار الوطني الذي انطلق من الخرطوم يجب أن يكون مرناً في تعامله مع الآخرين، ولابد من تجديد الثقة لكل من تخوف أن تنكص الحكومة العهد وأن تبدد الأحلام إلى ظلمات.
الحكومة لابد أن تمنح الثقة لأولئك المتشككين ليأتوا للحوار بقلب مفتوح ونية صادقة وإلا ستضيع أكبر الفرص لبناء سودان مستقر، وإذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية الآن بدأت في مغازلة الخرطوم وبإمكانها رفع اسمها من الدول الراعية للإرهاب فمن باب أولى أن يجلس الفرقاء لإزالة تلك الشكوك والعمل على بناء الثقة بين الطرفين، لمواصلة مسيرة الحوار من داخل أرض الوطن أو من خارجه طالما الهدف هو المصلحة الوطنية، فلن يضار أحد من المعارضين إذا جاء للمشاركة من داخل السودان، أو ذهبت الحكومة للجلوس مع المعارضة خارج أرض الوطن في “أديس أبابا” أو أي بلد آخر يحقق المصلحة العامة.
فالحكومة جلست مع الفرقاء في “أبوجا” وفي “أديس” وفي كل بلد ترى أنه بالإمكان التوصل فيه إلى حل، فالتعنت ليس في مصلحة أي طرف من الأطراف فلينظر الجميع كم نحن تراجعنا خلال تلك الفترة وكم دولة تقدمت علينا.. ورغم أننا نعد من الشعوب التي علمت معظم دول الجوار كل شيء السياسة والرياضة والفن والأدب والشعر، فالخلاف جعلنا في حالة تراجع للخلف والأمم في حالة تقدم للأمام.. فلابد أن يحكم الجميع صوت العقل من أجل المصلحة الوطنية وليس من أجل المصالح الشخصية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية