عز الكلام
“ككيف الكلام ده”!!
ام وضاح
صديقة لي عزيزة زاملتني من أيام الابتدائي إلى أن تفرقت بنا السبل، وهي الآن تعمل طبيبة “شاطرة” في إحدى دول الخليج، كانت ما أن تغضب من تصرف تقوم به إحدى زميلاتنا تجاهها إلا وتصيبها حالة من (التأتأة) والتمتمة فتصدر منها بعض العبارات التي تستجلب ضحكنا، لكن أشهرها كانت لمن تزعل شديد فتقول وهي تغمض كلتا عينيها (ككيف الكلام ده).. تذكرت هذه الصديقة أمس وأنا أقرأ خبرين متفرقين في صحف الخرطوم، الأول مفاده أن شحنة نفايات إلكترونية تقبع الآن في ميناء بورتسودان تحمل بالتأكيد ما تحمل من خطر الإشعاع والموت القاتل لأهل السودان دون أن يعرف أحد الجهة التي استوردتها، وبالتالي على الحكومة أن تتحمل تكاليف التخلص منها، وهي تكلفة عالية جداً، ومؤكد أن هذه الشحنة ما رماها الطير ولا لفظها بحر المالح، لكنها لجهة ما لها اسم وجسم، وهي من قامت بهذا العمل الذي تعلم أنه مخالف للأخلاق ومخالف للقانون لذلك حرصت أن (تتكتك) للموضوع دون أن تظهر في الواجهة، فإن عدت الحاوية كما عدت غيرها (وهذا غالباً)، ودخلت الأسواق، فهذا خير وبركة عليهم لتنتفخ جيوبهم وتمتلئ خزائنهم مالاً حراماً على حساب أبناء جلدتهم، وإن انكشفت وعرف ما فيها كما حدث (تشرب) الجهات المسئولة المقلب وتتحمل النفقات الباهظة للتخلص منها ويا دار ما دخلكم شر ليلعبها (أولاد اللعيبة) فلا يطالهم قانون ولا تطالهم خسارة.. فهل من المنطق أو المعقول أن تكون البلد بهذا القدر من الفوضى وأياً كان يستطيع أن يستورد ما يشاء ويدخله الموانئ دون أن تعرف هويته؟! والخبر الثاني جاء على لسان رئيس اللجنة الفنية للأسمدة والمحسنات “الأمين عبد الماجد الأمين”،حيث كشف عن ضبط أكثر من (100) طن من الفسفور الثلاثي غير مطابق للمواصفات، قادم من مصر وقد تم تقديم توصية من اللجنة الفنية بحرق هذه الكمية في مصانع الأسمنت، لكن هذا الأمر لم يحدث.. والمصيبة أنه لم يتم حرقها، بل اختفت ولا يعرف إلى أين ذهبت، لافتاً إلى خطورة هذه الأسمدة على الأطفال والاستعمال الآدمي بشكل عام.. وطبعاً، وبالتأكيد، وبدون شك أن هذه الأسمدة ما قامت ليها أجنحة لتطير خارج الحدود ولا ذابت وانحرقت من تلقاء نفسها، ولابد أن جهة ما قامت بحمايتها من مصير الحريق، ده كان ما وزعتها واتباعت في سوق الله أكبر.. بعدين السؤال المهم: ماذا تم تجاه الجهة التي قامت باستيراد هذه الفسفور لأنها يقيناً تدرك أنه غير مطابق للمواصفات، لكن لأنه الأرخص ثمناً قامت باستيراده لتهري مصارين الغبش الصابرين مقابل حفنة دولارات تقطع لهم يوم القيامة تذكرة جهنم مباشرة!! أليس في هذين الخبرين ما يدعو للدهشة ويدعو للتساؤل، كيف تحدث مثل هذه الفوضى في سلع حساسة وخطيرة بدرجة قاتلة، تدخل فاعلها تحت طائلة القانون الجنائي ومادة القتل العمد؟! أليس من حقي أن يصيبني الغضب للحد الذي يجعلني مصابة بـ(التمتمة) كما صديقتي وأسأل (ككيف الكلام ده)؟!!
{ كلمة عزيزة
السيد وزير الداخلية، أمس، كشف النقاب عن عدد الطلاب الذين انضموا إلى “داعش” بأنه (70) طالباً. وقال بالحرف الواحد (كل الهيلمانة دي طلعوا من السودان 70 طالباً شاباً وشابة)، وقال إنها إحصائية لا تذكر مقارنة مع الدول الأوروبية.. وأنا أقول للسيد الوزير أن (الهيلمانة) مقبولة ومنطقية حتى لو كان من غادروا سبعة وليس سبعين.. وأي شاب سوداني ينتهج فكراً متطرفاً هو خسارة لوطنه ولأسرته.. ولأن النار من مستصغر الشرر، فإن لم تحدث (هيلمانة) فسيتواصل النزيف حداً يوصله (الرُكب)، لذلك فإن مجرد الاستهانة بإعداد الشباب المغادرين إلى “داعش” لم يوفق فيه الأخ الوزير و(الفاتن خلهن أقرع الواقفات).
{ كلمة أعز
الأخ معتمد الخرطوم سعادتو “أب شنب” موجود هذه الأيام في مؤتمر يخص المدن العربية بدولة الكويت، ما علينا.. المحيرني أنه ماذا فعل الرجل للمدينة التي ولّي أمرها وقد بدأ بحماس تفاءلنا به؟؟ لكن الرجل لزم مكتبه، وخاف على بقية أحذيته.. أخشى أن تكونوا (عوقتوا) الخرطوم برحيل “نمر”!!