ولنا رأي

(6 أكتوبر).. تاريخ في ذاكرة الأمة!!

تحتفل السفارة المصرية بالخرطوم سنوياً بذكرى العبور أو ذكرى أكتوبر 1973، ورغم أهمية الدعوة وأهمية الحدث إلا أن ظرفاً طارئاً لم يجعلني ضمن المشاركين في الاحتفال الأنيق الذي شارك فيه عدد كبير من الوزراء والمسؤولين والإعلاميين.
إن حرب أكتوبر تعدّ واحدة من الحروب التي سجلها التاريخ لجمهورية مصر العربية التي حققت من خلالها معجزة كبرى على إسرائيل، بعد أن (نامت في العسل) وظنت ألا قوة في الأرض ستهزمها.. كان لرجل العبور الرئيس الراحل “السادات” دور كبير في خدعة الإسرائيليين، ومن ثم تسجيل الانتصار عليهم الذي خلف عدداً من الشهداء والأبطال المصريين الذين حققوا انتصاراً كبيراً، ولولا لجوء إسرائيل إلى الحيل واستخدام أساليب الفشل لكان الانتصار أكبر مما تحقق.
القيادة المصرية وعلى رأسها الرئيس “السادات” أعدوا خطة محكمة لم “تخر مية” كما يقولون، وضرب عليها سياجاً من السرية إلى أن تم العبور وتحقق النصر.. الرئيس “السادات” كان قائداً بمعنى الكلمة، ورجل دولة بمعنى الكلمة قدم لمصر الكثير وفقد حياته أخيراً.. لكنه رجل محبوب رغم الاختلاف مع الجماعات الإسلامية الذي لم يتوقع أن يموت على أيديهم، كان يقول هؤلاء أبنائي.. كان من الرؤساء النهمين للقراءة والاطلاع، بنى نفسه حتى نال ما يريد.. وإبان حكمه كانت لمصر هيبتها وعظمتها، عشنا أحلى أيام العمر خلال فترة حكمه، مصر كانت من الدول التي تعيش فيها بأرخص الأسعار إن كان على مستوى الشقق التي لم يتعد الإيجار الشهري فيها الخمسين جنيهاً تقريباً، أما الأكل فتوضع لك كميات من الخبز وأصناف من الطعام الذي لا يتعدى ثمنه بضعة جنيهات.
إن النصر الذي تحقق لمصر جعلها في أمن واستقرار بعد أن كانت إسرائيل تتربص بها وبقادتها.. لكن الدرس الذي لقنه لها “السادات” في ملحمة العبور جعلها تعود إلى رشدها صاغرة مطأطئة الرأس.. ونصر أكتوبر شارك فيه أبناء مصر الأوفياء كل قام بدوره تماماً، لذلك سيظل التاريخ يسجله للكافة جنوداً وقيادات ورئيساً ونائب رئيس وقائد سلاح طيران أو مدفعية أو غير ذلك من الأسلحة التي شاركت حتى رفعت مصر علمها خفاقاً فوق ساريته مستعيدة عزتها وكرامتها بعد الهزائم التي تلقتها في 1956 و1967، لكن عزيمة الرجال لم تلن ولم تنكسر ليشرق يوم جديد وفجر جديد لمصر، وسيتجدد الاحتفال سنوياً لتعلم إسرائيل أن تلك الهزيمة ستتجرعها عاماً بعد عام وتشاهد سنوياً صور المعركة وكيف تحقق الانتصار!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية