الآن المعتمد يسير في الاتجاه الصحيح!!
اعترض البعض على سياسة والي ولاية الخرطوم الفريق “أحمد أبو شنب” وعلى الإجراءات التي اتخذها بحق ستات الشاي وتنظيف الشوارع منهن، فالذين يعترضون على القرار باعتبار أن ستات الشاي يُعلن أسراً ومن حقهن أن يعملن في السوق العربي أو سوق أم درمان أو في شارع النيل، ولا يدرك المعترضون أن هناك ممارسات خاطئة تتطلب من الولاية إزالة أي صورة مشوهة لواجهتها. في وقت مضى كانت الخرطوم أو العاصمة المثلثة كما كانت تسمى من قبل أنها مليئة بالقهاوي، وكانت القهاوي يرتادها الموظفون والسياسيون وأهل الفن والثقافة، والقهاوي كانت تلعب دوراً هاماً في الحياة السياسية والاجتماعية، ولكن انقلب الحال الآن لتكون الطرقات ومواقف السيارات والأسواق مليئة بستات الشاي. صحيح الظروف الاقتصادية والحرب قد لعبت دوراً دفع ستات الشاي للخروج لسوق العمل، ولكن ليس بهذه الكثافة التي نشاهدها بولاية الخرطوم ومدنها الثلاث.
من حق ولاية الخرطوم أن تبحث لهن عن عمل يحفظ لهن كرامتهن بدلاً من تلك الصورة المذلة وهن في الأسواق إلى منتصف الليل أو ما بعده من أجل العيش، فإذا كان أولئك معترضين على (كش) ستات الشاي من المفترض أن يجدوا لهن البديل لأن المعترضين لا يرضون لأخواتهن أو أمهاتهن أو زوجاتهن أن يكونوا بهذا الوضع السيئ للمرأة السودانية، ففي كل العالم هناك بدائل لعمل النساء.
إبان العهود السابقة وفي مدينة أم درمان خصص مكان لعمل النساء يحفظ لهن كرامتهن ويمارسن عملاً يقتاتون منه رزقاً حلالاً دون أي مضايقات من أي جهة، ولكن ما نشاهده الآن مع ستات الشاي، وهن يخرجن للعيش الكريم وما يجدن من مضايقات يتطلب فعلاً من السيد المعتمد بل الوالي أن يتخذ إجراءات تحفظ لهن كرامتهن، فقرار السيد المعتمد يهدف إلى نظافة الولاية وليس قطع أرزاق ستات الشاي، فنحن في حاجة إلى ولاية نظيفة ليس ستات الشاي وحدهن فهناك صور مشينة تتطلب إزالتها مثل الذين يفترشون الأرض ويبيعون الأطعمة على قارعة الطريق والمياه الراكدة والآسنة تجري من تحتهم، وكذلك الذين يحملون المشروبات والمياه على جرادل لا ندري مدى نسبة التلوث فيها، فكل هؤلاء يتطلب إزالتهم من الطرقات حتى تكون ولاية الخرطوم مدينة تشبه مدن العالم بدلاً من تلك الصورة المشينة والسيئة التي نراها صباح مساء وحتى الذين يبيعون المأكولات في الشارع العام لا ندري إلى أي مدى صالحة لإطعام الإنسان أو الحيوان. أيها الناس دعوا المعتمد يشوف شغله وأحكموا على عمله بدلاً من تلك العواطف التي تؤخر أكثر مما تقدم.