ولنا رأي

مازالت "الخرطوم" تقرأ و"بيروت" تطبع!!

لم تكذب مقولة “القاهرة” تؤلف و”بيروت” تطبع و”الخرطوم” تقرأ، فهذه المقولة مطبقة بنسبة (100%) على شعب السودان جميعاً وليس على مجتمع “الخرطوم”، باعتباره طبقة الموظفين والمستنيرين والمتعلمين وهم المعنيون بتلك المقولة. ولكن حقيقة الشعب السوداني من أرقى شعوب العالم وأكثرهم ثقافة واطلاعاً.. فما أن يحل الصباح فأول شيء يذهب إليه المواطن أكشاك الجرائد وهذا الوضع ليس قاصراً على الداخل بل معظم السودانيين بدول المهجر تجدهم سباقين في القراءة والاطلاع، فهم يطلعون على الأخبار أولاً بأول عكس الشعوب الأخرى.
فالذي دعاني لكتابة هذه الزاوية عن هؤلاء القراء ما يرد إلينا يومياً من قراء (المجهر)، فقبل أن تطلع على الصحيفة أو قبل أن تصل المكتب يرن هاتفك على قارئ مداوم يومياً على قراءة الصحيفة من الألف إلى الياء، قراءة بتأنٍ مع تعليقات عن ما ورد في زاوية أي كاتب بالصحيفة أو تعليق على الموضوعات الواردة في اليوم، إن كان ذلك خبراً أو تحقيقاً أو حواراً. فالأستاذة “ليلى الوسيلة” إحدى المداومات على (المجهر) يومياً فإما أن تأتي تعليقاتها عبر الواتساب أو الرسائل القصيرة أو عبر التلفون، فهذه السيدة تستقطع يومياً من مالها لشراء (المجهر) مع تغذية رصيدها للتواصل.. وحتى الأسواق نجد اتصالات يومياً مثل الأخ الصديق “محمد صالح” زول المنقة بالسوق المركزي أو بعض القراء بسوق أم درمان الذين نصادفهم،  ما أن دخلنا السوق لشراء بعض الأغراض إلا ويسلمون عليك سلام معرفة، فتبدأ في التخمين أين التقيت بهذا أو ذاك، إلى أن يكشف لك الشخص عن سيرته وعلاقته بـ(المجهر) ومداومته اليومية على قراءتها.. وكثير من التلفونات ترد إلينا فنتقدم إليهم بالشكر الجزيل ورفع الروح المعنوية لنا ولتيم (المجهر) الذي يعد القراء بما يلامس قضاياهم وهمومهم، وحتى أئمة المساجد ما أن تكون في الصفوف الأولى بالمسجد فيوجه السؤال لك وللصحافة قائلاً: ومعنا صحفيون هنا نشكرهم على الدور الذي يقومون به تجاه المجتمع.
إن القارئ السوداني قارئ حصيف ومتابع جيد ولا تنطلي عليه أي حيلة من الحيل ولا يدفع إلا في صحيفة تحمل همومه ومشاكله. والقارئ السوداني عكس المسؤول الذي لا يريد إلا المدح والثناء على كل عمل أنجزه، وإذا ما تعرض الصحفي لأي مسؤول عن إخفاقاته فيعتبر هذا الصحفي ظالماً وحاسداً وقاصده ويريد أن يفشله. ومنذ أن يقرأ هذا المسؤول الخبر أو التقرير أو العمود وفيه نقد له أو لوزارته تأتيك التلفونات من الصباح، وتظل التلفونات كل دقيقة الوزير عايزك والمسؤول يعتقد أنك ظلمته وما كتبته ليس صحيحاً.. عكس الثناء فلا يكلف الوزير أو المسؤول نفسه بالاتصال ليشكر الصحفي عما سطره يراعه عنه إن كان مدحاً حقيقياً أو غير ذلك، ولكن هذا القارئ الفطن له منا كل الشكر والثناء لمداومته على التواصل معنا عبر الورق ونعده أن نقدم له كل ما يفيده وما يشفي غليله.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية