رأي

مسألة مستعجلة

من هنا يبدأ إصلاح حكومات الولايات


نجل الدين ادم


والي الخرطوم الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” اختار أن تكون ضربة البداية في معالجة مشكلة الخدمات الأساسية للمواطن هي التركيز على المحليات باعتبارها الأساس، وذلك من خلال عقده أول أمس ورشة عمل ممتازة عن دور المعتمد في القيام بالواجبات ومقابلة التحديات، حيث تداعى لها أصحاب الخبرة والدراية. وهذا بالتأكيد مؤشر جيد وهؤلاء العلماء يزودون الوالي بتوصيات أساسية في معالجة أمر تنزيل الخدمات والتوسع فيها.
 وهذه البادرة تحسب للسيد والي الخرطوم، لكن دعنا نقول لك ملاحظات أساسية، سيما وأننا لم نتمكن من المشاركة في هذا النقاش المثمر. السيد الوالي الآن بحمد الله شكلت حكومتك بنحو جيد وتوزيع راعى التمثيل الحزبي للقوى السياسية التي شاركت في الانتخابات، وذلك بتزويد الجهاز التنفيذي بكوادر ذات خبرة وتطعيم التشكيلة بدماء حارة، الملاحظة الأساسية التي يفترض أن يستصحبها الوالي ويشرف عليها بنفسه هي تكوين اللجان الشعبية، وكما أشرت قبل يومين إلى أنها الحكومة المصغرة التي يبدأ منها تقوية الجهاز التنفيذي والتشريعي للولاية، من خلال ما تقوم به من مهام تنفيذية ورقابية على السواء. السيد الوالي اللجان الشعبية الآن تعمل بلا شرعية وقد حاد عدد كبير منها عن دوره الأساسي واتجه نحو الأهداف الخاصة والذاتية، اللجان باتت نفسها وبشكلها الحالي مشكلة سيما وأن عدداً منها مكث لسنوات طويلة دون أن يكون هناك تقييم لأدائها. هؤلاء يعملون بمعزل عن أي رقابة وفي بعض الأحيان يضلل بعضها سلطات المحليات بتقديم المعلومات المغلوطة، الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات انتهجت نهج التغيير للوجوه وتقديم شخصيات جديدة من أجل تحسين الأداء، ولكن في خضم ذلك نسينا الأساس الذي تنطلق منه السلطات وهي اللجان الشعبية، وفي تقويتها السيد الوالي تقوية للمحليات وبالتالي لحكومة الولاية.
 عليه وبذات نهج التغيير الذي سار يأمل معظم المواطنين في استبدال لجانهم الشعبية التي تعمل بلا شرعية الآن بعد قرار حلها منذ فترة طويلة، بلجان أخرى فاعلة تضع هم المواطن في المقدمة وليس مصالحها. وهنا نقول لكم لابد من تقوية هذه اللجان بالتشريعات اللازمة وكذلك لابد من مراقبة أدائها وعدم تركها تسرح وتمرح كما يحلو لها، يجب أن تبتعد اللجان عن المضاربة في الأراضي وبيع الخدمات الأساسية بمزاجها دون علم المحليات. يجب محاصرتها بلقاءات ميدانية للمعتمدين مع الجمهور في الأحياء والحارات، فهؤلاء سيحدثونكم عن واقع الحال لا تدعوا أيها السادة المعتمدين التقارير تحدثكم.
 مرة أخرى على حكومة ولاية الخرطوم والولايات الأخرى أن تكون اللجان الشعبية هي الأساس في نظام حكمها، ولكن وفق ضوابط يتم فيها اختيار القوي الأمين. دعوا لجاناً فنية تشرف على انتخابات اللجان الشعبية حتى لا تطغى المحاباة وتكتلات المصالح التي تهزم الهدف النهائي، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية