ولنا رأي

جنسية سودانية (هل من مشتري)!!

في وقت مضى كان الحصول على الجنسية السودانية من المستحيلات حتى على أبناء الوطن ما لم تكن هناك جنسية للوالد أو الخال أو العم أو الأخ الأكبر، فلن تتمكن من الحصول عليها. ونذكر أن طلاب الشهادة السودانية كان لزاماً عليهم استخدام الجنسية بشرط أن ترفق جنسية الوالد أو أحد الأقربين، أو أن يكون بصحبتك شخص من معارفك.. والحصول على الجنسية يتطلب الإجابة على استفسارات الضابط المتحري الذي له علاقة بالأنساب والقبائل، وفي الغالب المتحري أو الضابط الذي توكل له مهمة الموافقة على طلبك لن يخطئ إلى أي القبائل تنتمي بحكم خبرته ومعرفته وطوافه على مناطق السودان، بجانب المترددين عليه من سكان المنطقة الفلانية والتي تقطنها القبيلة الفلانية. ولكن في فترة من الفترات تعرضت الجنسية السودانية إلى حالة التزوير وأصبحت تباع لمن يرغب مقابل مال كثيف، وشوهت الجنسيات التي حملت الجنسية السودانية الصورة الناصعة للمواطن السوداني، كما شوه الثوب السوداني صورة المرأة السودانية ذات العفاف والطهر والنقاء، وأصبح الثوب السوداني والجنسية لدى جنسيات متعددة، فلا وزارة الداخلية أصدرت في يوم من الأيام قراراً بسحب الجنسية أو الجواز من تلك الفئات.
قبل أيام تداول في مواقع التواصل الاجتماعي أن مواطناً آسيوياً  يحمل الجنسية السودانية فلا اللغة ولا اللون حالا في عدم منحه الجنسية، ولا ندري من الذي قام بتزوير المستندات لهذا الشخص حتى يتمكن من أن يحمل تلك الجنسية، ولا تستغربوا فجلس أمامي شخصان من دولة مجاورة اشتدتـ فيها الحرب، وأجبرت سكانها على مغادرة وطنهم، فانتشروا في بقاع الله الواسعة، بدأت الدردشة مع الشابين ومتى وصلا السودان وأين يسكنان؟ وماذا يعملان؟ وكثير من الأسئلة التي تطرح على الأجانب ولكن فوجئت أنهما يحملان الجنسية السودانية، فقالا لي هكذا نحن نحمل الجنسية السودانية منذ العام كذا رغم اللكنة غير السودانية ولا الأفريقية ولكنهما يحملان تلك الجنسية الهاملة.
ولا أظن أن أحد مواطني دارفور الذين تعرضوا للحرب وأجبرتهم على الرحيل إذا ذهب إلى تلك الدولة بشكله الذي لا يشبه سكان تلك الدولة منح جنسيتها، لا أعتقد أن الاضطهاد أو الحرب في أي دولة من الدول تجعل من تلك الدولة تتنازل عن قوانينها أو تكسيرها عشان خاطرهم.
إن الجنسية السودانية أصبحت من أرخص الجنسيات كما مواطنها المضطهد داخلياً وخارجياً، فلا ندري أين وزارة الداخلية؟ وكيف تباع الجنسية السودانية لكل من هب ودب ولماذا لا نحافظ على هويتنا وجنسيتنا بين الأمم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية