الفرق بين الصين وأمريكا!!
عندما أغلقت الولايات المتحدة الأمريكية أبوابها تجاه السودان وفرضت عليه عقوبات قاسية وأغلقت آبار البترول، ظنت أنها بتلك الأفعال قد قطعت عليه الموية والنور كما يقال ليموت موتاً بطيئاً.. ولكن إذا كانت الآجال بيد الله تعالى، فإن مصير الشعوب كذلك فقد أنار المولى عز وجل بصيرة أهل السودان وفكروا في من يكون الصليح بعد أن أصبحت الولايات المتحدة عدواً وخصماً له.. اتجه السودان شرقاً ولم يدرك أن مصلحته في الشرق أكثر من الغرب وتوكل على الحي القيوم وبدأ شراكة مع دولة الصين بشركاتها ومستثمريها في مجال البترول وبدأت بصورة جادة في حفر آبار البترول في مناطق فأكد لها توفره بكميات كبيرة واستمرت الاستكشافات وأجريت التجارب على أول بئر فكانت مبشرة بإنتاج وفير، واستمر العمل بتلك المناطق وشيد الخط الناقل من مناطق الإنتاج إلى “مصفاة الجيلي” بالخرطوم بطول 1600 كيلو متر، ومن ثم بدأ تدفق الذهب الأسود بأرض السودان التي ظن الأمريكان أن السودان سيموت أو يرضخ لقراراتهم، ولكن بكبرياء أهل السودان رفض كل الوصايا واتجه بكلياته إلى الصين، وبدأت سفن البترول تنقل بترول السودان في عام 1999م إلى “سنغافورة” وبقية الموانئ المختلفة وذاق السودان طعم الحرية التي أرادت الولايات المتحدة أن تكبله بها.. إن السودان عرف أين مصالحه وما هي الدول التي تقف إلى جانبه بعيداً عن أية وصاية..
أصبحت الصين التي تهواها الحكومة ويهواها شعب السودان في تجارتهم وأعمالهم المختلفة، وبدأت رحلات منظمة وخاصة إلى دولة الصين وبدأت المنتجات الصينية تغزو أسواق السودان بمختلف أنواعها.
إن الصين هي الدولة التي تعرف أين مصالحها، ولذلك وافقت أن تكون حليفاً للسودان في كل شيء حتى في الجانب السياسي، ولذلك فإن زيارة رئيس الجمهورية لها اليوم ضمن وفد كبير هي بمثابة زيارة الانفتاح عليها، فالسودان الآن في أمس الحاجة للصين، فهناك الكثير من المشاريع التنموية والاقتصادية لن تكتمل إلا بانفتاح أكثر على الصين، فزيارة رئيس الجمهورية لن تكون زيارة عادية بل ستكون زيارة يتم خلالها الكثير من الاتفاقات والمشاريع التي يحتاج لها السودان خاصة في مجال النقل، فالسودان في حاجة إلى تحريك قطاع السكك الحديد باعتبار أن السكة الحديد هي الوسيلة الأرخص لنقل المنتجات من مواقع الإنتاج إلى الاستهلاك، فالباشمهندس الوزير” مكاوي محمد عوض” سيكون ضمن وفد السيد الرئيس وسيوقع على استيراد عربات سكة حديد وربما سفن وهناك اتجاه لشراء طائرات، لذا فإن علاقتنا مع الصين هي الأفيد والأصلح بعد أن ناصبنا الغرب العداء.
وكما قيل أطلبوا العلم ولو في الصين، نقول أطلبوا كل احتياجاتكم من الصين ولا تنظروا للوراء.