رأي

عز الكلام

كلام الإمام كله تمام!!
أم وضاح
أكثر ما أعجبني ولفت نظري في حديث الدكتور “عصام البشير” إمام وخطيب مسجد النور الذي خصص خطبته ليوم (الجمعة) أمس الأول عن الفساد والمفسدين حيث طالب بإنزال العقوبة الرادعة على كل من أساء استخدام المال العام وأساء التصرف فيما أسند إليه، قائلاً إن من لم يحركه (داعي الرقابة الذاتية يحركه سوط السلطان) ولعل الجزئية الأخيرة تلخص تماماً واقع الوضع المأزوم الذي نعيشه والضمائر للأسف أصابها موت سريري ودمار في خلاياها جعلها موجودة وكأنها غير موجودة وانتهت إلى غير رجعة فضيلة (الرقابة الذاتية) للكثيرين ممن استباحوا المال العام وجعلوه بيوتاً متعددة وأرصدة ومشاريع دون أن تنتابهم صحوة ضمير أو ذرة خجل، يمشون في الأسواق وينفقون من مال العامة دون خجل أو خشية لذلك فإن أمثال هؤلاء لا ينفع معهم إلا سوط السلطان بل وسيفه البتار ليقطع يد كل من تسول له نفسه استباحة مال الشعب الذي كان يفترض أن يوجه إلى التنمية والاستثمار والرخاء، لكن تعددت به الدروب نحو الجيوب وما أكثرها وما أكبرها!! ودعوني أقول أن التحول في مجرى الحديث عن الفساد من صفحات الصحف ومن الشارع العام إلى المساجد لتكون فحوى خطب الأئمة هو تحول جوهري بل هو في غاية الأهمية يوضح حجم الأزمة التي بالفعل يعاني منها الإنسان السوداني الذي من حقه أن يعرف أين ذهبت ثرواته وفيم وظفت وكيف استثمرت، ولم نحن لا نزال ندور في دائرة التوهان وكل ما عندنا فوق الأرض وباطنها كفيل بأن يجعلنا في المقدمة وعلى رؤوس مواكب التطور والنهضة. ولعل الدكتور “عصام البشير” لامس كبد الحقيقة المرة حيث قال إنه يجب اختيار البطانة الصالحة وهو لعمري بيت القصيد وأصل الحكاية والرواية إذ أن الشخص الذي يتولى أمر العباد والياً أو وزيراً أو معتمداً أو حتى مديراً يفترض أن تتم معايير اختياره على أسس النزاهة والأخلاق ثم الكفاءة والمهنية حتى لا تصبح المناصب أبواباً للمجاملات والترضيات وبوابات (للبزنس) والمصالح الخاصة وبعضهم تظل إستراتيجيته ومشروعه الأول والأخير كيف يبني منزله قبل أن تتم دورته وفترته وكيف يؤسس لنفسه عملاً خاصاً به يجعله من أصحاب المليارات بعد خروجه من العمل العام، أما مهنته الأساسية فمحصلتها تواضع في المنتوج وضعف في الأداء ويذهب ليأتي غيره والنتيجة صفراً يتلوه صفر.
في كل الأحوال جاء حديث الإمام الدكتور في وقته ومكانه، جاء في وقته لأننا الآن نعيش أزمة ثقة حقيقية ما بين المواطن والحكومة وأجهزتها بمختلف درجاتها وجاء في مكانه تماماً حيث أن مسجد النور هو (قبلة) أهل الحكم والمحركين للخيوط والراسمين للمشهد، هو قبلتهم أداءً للصلوات وممارسة للشعائر والمناسبات وما قاله “عصام البشير” وصل مقصده تماماً واستقر حيث يجب أن يكون، وبالتالي فإن مؤسسة الرئاسة والسيد الرئيس تحديداً مطالب بأن يفعّل كل الآليات التي من شأنها أن تطفئ نار المفسدين النهمة التي لا تشبع وهي دائماً في حالة هل من مزيد مهما كان موقعهم ومهما كان موقفهم ومهما كانوا هم منو بعرفوا منو أو قرايب منو.
كلمة عزيزة
في بلادنا تتحول الأشياء إلى غير طبيعتها دائماً في اتجاه العكس يعني مثلاً عربات النفايات التي يفترض أنها تجمع النفايات عن الشوارع هي دائماً المتسبب رقم واحد في اتساخ الشوارع أكثر مما هي عليه، إذ أنها تمتلئ حتى تفيض ويظل ما يفيض يتدفق على طول مسيرها موزعة القمامة بشكل محير، حاجة ثانية مجاري الأمطار التي هي في كل العالم الوسيلة الناجعة لتصريف المياه تتحول عندنا إلى برك مياه طويلة تظل راكدة ومتجمعة لتساهم في كارثة بيئية بتجمع الأوساخ والبعوض والذباب، أما الاقتراع الأهم فإن المحليات عندنا تحول شوارع الإسفلت إلى شوارع ترابية بقدرة قادر والشارع ما أن تبدأ فيه الحفر وبدلاً من أن تصان بشكل هندسي محترم يردم الشارع بدفارين (رملة) ويتحول إلى شارع ترابي يمحو أثر الإسفلت عنه تماماً، لذا لابد لنا أن نوجه للأخوة في محلية بحري تحية خاصة ونطالب بمنحهم شهادة الأيزو في التميز وهم يحولون شوارع حي الصافية العريق إلى شوارع ترابية بل وتفتقت ذهنيتهم الهندسية أن تتوسط كل شارع (بحيرة جميلة) حتى لا تصبح أقل شأناً من مدينة البندقية الإيطالية واللهم لا اعتراض في حكمك!!
كلمة عزيزة
الحمد لله قدر ولطف على يدي (التي أكتب بها) بعد أن أصابني هجوم (غاشم) من فأر ماركة الجقور يبدو أني قد أزعجته في خلوته.. أو ربما من سلالة فئران كبري المنشية الذين لم ينجُ من سخريتي، حيث عضني أحدهم في يدي اليمنى مما استلزم إعطائي مضادات العضة من حقن وأقراص والشكر لمن اتصل علىَّ وسأل عني خاصة ممن أمطروني بسيل من الرعاية وقالوا لي يبدو أن الجقر مرسل من أحد الذين ألهب ظهرهم سياط قلمي لكنه (دقس) لأن أم وضاح ما برسلوا ليها فار المفروض يرسلوا ليها أسد.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية