رأي

مسألة مستعجلة

قرارات على ورق !!
نجل الدين ادم
أخطر ما في القرارات الحكومية التي تكون على الورق فقط، تلك التي تتعلق بحياة الإنسان، كثيرة هي تلك القرارات التي تصدر من السلطات المحلية أو الولائية أو من الوزارات الاتحادية وتجد طريقها إلى سلة المهملات!، لا أحد يسأل لأن المسئول عنها حكومة .. والسائل مواطن بسيط، لكن تجد الناس يقفون كثيراً عند تلك القرارات المهمة التي تكون مرتبطة بالحياة أو الموت.
قبل سنوات خلت أصدرت عدد من الولايات قرارات بمنع استخدام القوارب النيلية المحلية في النيل بعد تزايد حالات الغرق، واشترطت الالتزام بالمواصفات المهمة لعملية السلامة. وقد شهدت الخرطوم خلال العام 2010 وقبله عدد من الحوادث المأساوية على التوالي راح ضحيتها عدد من المواطنين، وفي ولاية نهر النيل القريبة أيضاً حدثت حوادث مماثلة وفي كل ذلك دائماً ما يكون السبب الأساسي هو ارتفاع التيار وتحديداً في فصل الخريف. هذه الأيام يشهد النيل في الخرطوم ارتفاعاً ملحوظاً وقد وقع حادث الأسبوع الماضي ويخشى الناس من تزايد الحوادث في ظل عدم التزام أصحاب القوارب وعدم متابعة السلطات لقراراتها، فأبسط ما تقوم به الولايات عند تزايد حالات الغرق وموت الناس!، هو إصدار قرار بمنع استخدام القوارب المحلية وهو ذات القرار الذي صدر من قبل.
ولاية نهر النيل أظنها للمرة الثالثة أصدرت أول أمس هذا القرار، ربما بعلم أو بغير علم وهي تحظر استخدام القوارب .
يتضح من خلال ما أشرت إليه أن هناك فجوة ما بين إصدار القرار ومتابعة التنفيذ والتنزيل، وقس على هذه القرارات حيث عدد منها لا يجد طريقه للتنزيل، فالحكومة أو السلطات تهتم فقط بإصدار القرار وكفى ما عليها تم تنفيذه أو لم يتم تنفيذه ليس مهم كإصدار القرار نفسه!، تخيلوا .
قوة صدور التوجيه يفترض أن يتبعها قوة متابعة في التنفيذ مصحوب بتنزيل عقوبات على غير الملتزمين، خصوصاً وأن الجهة التي تصدر القرار هي صاحبة سلطة مسئولة، لأن في تكرار سيناريو إعادة القرارات من جديد وإصدارها على أنها جديدة فيه إضعاف لدور السلطات المسئولة، وفيه عدم احترام من قبل الجهة المعنية أو التي يفترض أن تنفذ التعليمات سواء كانت قرارات أو قانوناً أو غيره.
اقترح على الولايات وكل الجهات ذات الصلة أن تشكل مكاتب متابعة للقرارات التي تصدر عنها بما في ذلك الحكومة الاتحادية، حتى تضمن المتابعة اللصيقة لما يصدر عنها حتى لا تقع القرارات أو التوجيهات أسيرة التنفيذ من جراء عدم الاهتمام بها أو الاعتراف بها، والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية