من وحي الأخبار

في شنو؟!

انقضت أيام رمضان وعطلة العيد التي كانت ثمانية وأربعين ساعة وعاد الناس لسيرتهم الأولى لكسب العيش، وتمضي وتيرة الأيام رتيبة مع حالة من الركود السياسي والاجتماعي والجو العام الملبد بحالة من التوهان لا تستثني منها حزباً أو جماعة أو شخصاً، وفي الأفق نذر مواجهة مع زيادة مرتقبة في الكهرباء ووضعية محلك سر لأي اختراق سياسي، وهو ما جعل حتى الصحافة تتشابه في العناوين والمانشتات، والحال بالإجمال يحتاج إلى مبشرات فاعلة وظاهرة تجعل للمرحلة المقبلة طعماً وأثراً معنوياً مفيداً على أحوال المواطنين الذين بشرتهم الحكومة الجديدة بأن أمر معاشهم له الأولوية.
لا جديد على صعيد قضايا السلام وحتى الحركات المسلحة أصابها الرهق فما عادت تصدر سوى المعايدات المنافقة التي تتمنى كذباً السلامة للشعب في مناطق النزاع وتدعو لحقن الدماء، وهي التي قتلت المصلين في صلاة الصبح بالقرب من “تلودي”! وانصرف “الصادق المهدي” للحوارات التلفزيونية بقناة الجزيرة فيما لزم “فاروق أبو عيسى” الصمت ولم يعد ناشطاً بنداء السودان أو غيره، بينما يرص “الترابي” أفكاره للنظام الخالف ولا أحد يعرف على وجه الدقة ميقات تدشينه، ولم يعد للسودانيين من فرحة مرجوة،  إلا على صعيد مباريات هلال مريخ في البطولة الأفريقية اليوم وغداً بالشمال الأفريقي.
هذه الأوضاع الخاملة تشبه كثيراً مواقيت انبثاقات الدورات الجديدة في حياة الحكومات والشعوب، ولكن السؤال هل يملك أحد ما تصوراً لما هو واقع الغد، والإجابة بما أراه هي لا والجميع راكن لمفهوم الصدفة وهذا أقبح أنواع الانتظار والتوقع، والكرة في تقديري بيد الحكومة وهي الأقدر على كسر الرتابة بالتقدم بجرأة نحو مقترحات للحلول على أكثر من جهة وصعيد. وخير لها أن تفعل لكي تكون هي المبادرة وصانعة الفعل وهذا أفضل لها من أن تكون هي محل الفعل المصوب لها، لأن تقديرات الناس مع بؤس حال المعارضة المدنية بالداخل وبشاعة صورة المعارضة المسلحة بالخارج، فإن الجميع يفضلون حلاً من الحكومة نفسها، لأنه في الحد الأدنى يجنب الوطن مخاطر عديدة وأمثلة اختبرت في الجوار القريب والبعيد.
يخطئ أي مسؤول بأي حجم ومكانة إن أيقن بأن الأوضاع (أوكي)، فثمة شيء (غلط) في كل الذي نعايش، والمطلوب وبشكل عاجل وحاسم إحداث إنعاش شامل وكامل، لأن الإرهاق قد بلغ بالجميع حد التشويش وغيمة الرؤية وضباب كثيف عالق، ويحدث رغم أن السودانيين لا يزالون أكثر وعياً من أي وقت مضى بدقة المرحلة وتحديات الراهن والمستقبل.
هذا الوطن كبير الإمكانيات وشعبه من طينة النادرين والفرص لا تزال سانحة للعبور به إلى آفاق أرحب، فلا تعلقوا سادتي الحاكمون في ذواتكم وارفعوا العين ومدوا البصر وتحسسوا معنا للإجابة على استفهام الجميع .. في شنو!؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية