أولاد أم درمان(5)!!
نواصل الحديث عن أولاد أم درمان الذي حاولنا أن نسلط الضوء فيه على بعض الأسماء والقيادات التي لها أثر في أم درمان، المدينة الممتدة بأحيائها المختلفة حسب ما ذكرنا في أعمدة سابقة.
فأولاد أم درمان هم من سكنوا العباسية والموردة والهاشماب وأبو كدوك وحي القلعة وودنوباوي وأبو روف وود البنا، وكل الأحياء التي شكلت لنا تلك المدينة العريقة الوديعة بأهلها والكبيرة بمقامات أولادها الذين أصبحوا علامات مميزة في شتى المجالات، سواء أكانوا أطباء أو مهندسين أو قادة أو سياسيين أمثال الوزير “أبو حسبو” ومن أولاده الأستاذ “عصام” الاتحادي المعروف وشقيقه “محمد” و”حسن عوض الله” ومن أبنائه “الفاضل” ذلك القانوني الضليع والاجتماعي المميز والأديب الذي شرب منه والده السياسة والاجتماع. ومن أولاد أم درمان أبناء الشيخ “الفاتح قريب الله” الدكتور “محمود الأزهري” الذي بنى لنفسه مجداً وسط أهله وشقيقه “محمد” والعالم العلامة الراحل “حسن الفاتح”، وجاء من بعده ابنه “محمد” الذي كفى وأوفى مسيد جده بودنوباوي وأصبح قبلة للمريدين من أبناء الطريقة السمانية، ولا ننسى أبناء الدقير الوزير “جلال” والوزير “محمد يوسف الدقير” وزير الثقافة والإعلام والسياحة، ومن حبهم لأم درمان فقد أجزلوا العطاء وخلدوا اسمهم بمدرسة ثانوية أصبحت من المدارس المميزة بأم درمان. ومن أولاد أم درمان الذين فتنوا بالسياحة على قلة عملهم بها الأستاذ “صديق حنفي” فهو أنصاري قح لم يتزحزح عن حزب الأمة القومي ولم يتراجع عن محبته للإمام “الصادق المهدي” فكان معلماً بارزاً وله مواقف حميدة مع حزب الأمة القومي، لم يجر وراء الشهرة أو المنفعة أو المصلحة، ولكن محبته لكيان الأنصار دفعته يوماً من الأيام أـن يحمل عربة السيد الإمام “الصادق” مع أقرانه بشارع الدومة بودنوباوي وهو من الزهاد في نعم الدنيا، وكذلك شقيقه “عبد الله”. ورحل عن دنيانا السيد “محمد جلة” وهو أيضاً من الشخصيات المفتونة بحزب الأمة، وكان من المجيدين في قراءة الراتب وربما أحد الحفظة المجودين لكتاب الله. ومن أولاد أم درمان الذين ذاع صيتهم (أب ليمونة) وهو لقب أضاع اسمه الحقيقي وهو من المشاهير في نادي المريخ، وعمنا الراحل “مهدي حمد” وهو من أوائل الذين افتتحوا الدكاكين بحي ودنوباوي، ومن أبنائه “ميسرة” و”شاكر” ولا ننسى عمنا الراحل “شاخور” قبلة المريخاب بالمدينة، فقد ذاع صيته وما أن يذكر المريخ حتى يذكر “شاخور” وإذا ذكر “شاخور” ذكر المريخاب، وكان صاحب نكتة وظرف ومداعبة مع أنداده من فريق المريخ، ويقال حينما بنى المريخ مسجده رفض أن يعلق الهلال على رأس مئذنة المسجد، لا أدري إن كان الهلال رفع الآن أم أن المئذنة بدون هلال.
ومن أولاد أم درمان الظرفاء وهو أحد إداريي نادي الهلال صاحب قفشات ومداعبات وهو “الصيرفي” المعروف وتحول الآن إلى البزنس في مجال التعليم فهو صاحب مؤسسة المنهل التعليمية بأم درمان، الهلالي المطبوع “أحمد دولة” و”نقد حبيب” لاعب ودنوباوي وهلال بورتسودان وأولاد “المشرف محمود” المخضرم في مجال الصناعات.
سنحاول في الحلقات القادمة أن نذكر أولاد أم درمان بمناطقهم المختلفة أولاد “أبو كدوك” وأولاد سوق الشجرة كل ناس بمناطقهم، الرياضيين والفنانين والأطباء والمهندسين وظرفاء الأحياء حتى تكتمل الصورة تماماً لأولاد أم درمان.