ولنا رأي

"منار صديق" نجمة نجوم "أغاني وأغاني"

منذ أن بدأ برنامج “أغاني وأغاني” في نسخته الرمضانية لهذا العام لم تظهر المبدعة الفنانة “منار صديق” إلا يوم الخميس الماضي تقريباً بأغنية لـ”الفلاتية” وأمس الجمعة لـ”منى الخير”، إن لم تخنّي الذاكرة، فالفنانة “منار” صوت لن يتكرر في ساحة الغناء السوداني قريباً، فربما تكون خليفة للفنانة الراحلة “عائشة الفلاتية” فحينما قدمت “منار” أغنية الفلاتية:
يا حبيب غبت عني حرام
لي قول بالله شيء
ابتسم خلي التمني
أبدعت بصورة ألهبت مشاعر كل المتابعين للبرنامج من خارج الأستديو أو حتى المشاركين معها في البرنامج “عاصم البنا” و”عصام محمد نور” و”السني”. وأفراح لفتت انتباه الجميع بهذا الصوت الملائكي فتستحق فعلاً الإشادة من مقدم البرنامج العملاق “السر قدور” وتستحق كل تلك الصفقة من الزملاء..
“منار” اختفت من الساحة الفنية بعد زواجها واغترابها مع زوجها بدولة الإمارات ولكن ينبغي على القائمين على أمر الثقافة والفن أن يهتموا بها كظاهرة فنية يجب ألا تندثر أو تختفي كما اختفت زميلتها “أسرار بابكر” و”حنان النيل” و”آمال النور”، لقد ظهرت منار في نجوم الغد ولفتت النظر إليها بما تقدمه من عمل فني رائع خاصة في أغاني الفلاتية، واستحقت أن يكرمها الإمام “الصادق المهدي” في أحد أعياد ميلاده ويخلع خاتمه ويلبسه إياها. ولولا هذه الملكة الفنية الممتازة لما أجبرت الإمام على تكريمها ولكن في السودان المعايير دائماً مختلة، فالنظرة إلى المرأة في الغناء هو الجمال. ولكن الجمال ليس كل شيء، فـ”الفلاتية” لم تكن جميلة، ولكن جمال الأداء جعلها في مقدمة المغنيين والمغنيات، أما الآن فالمعيار هو الجمال، ففي برنامج “أغاني وأغاني” تم التركيز على الجمال، ولكن الجمال وحده لا يكفي وإذا اختير الجمال الآن فلن يصمد في المستقبل فالمواطن السوداني يفرق بين جمال الشكل  وجمال الصوت والإبداع وهذا متوفر لدى المبدعة “منار”، حيث تمتلك صوتاً ملائكياً، ولو كانت في أي دولة من الدول لتم الاهتمام بها كما اهتم الراحل “جمال عبد الناصر” بسيدة الغناء العربي وجعلها ملكاً لمصر وليست ملكاً لنفسها، فظلت “أم كلثوم” تقدم الروائع الفنية لأم الدنيا حتى أصبحت فعلاً ملكاً لمصر كلها، فالآن “منار صديق” تمتلك قدرات فنية عالية ويمكن أن توظف لمصلحة الوطن، فدور وزارة الثقافة الاهتمام بأن تتبنى النجوم أمثال “منار” وغيرها من الروائع التي تحتاج الوقوف إلى جانبها بدلاً أن تفقدها.
لقد استطاع برنامج نجوم الغد أن يفرّخ لنا جيلاً من الفنانين والفنانات منهم من مازالوا في ريعان الشباب وخامات فنية ليست عاطلة عن الموهبة، بل الكثير منهم أو منهن يمتلك قدرات فنية عالية إضافة إلى امتلاكهم شهادات جامعية في شتى المجالات اقتصاد علوم سياسية آداب علوم مختلفة وليس كفناني الجيل القديم الذي ثقف نفسه بنفسه ولم يُكمل دراسته حتى الابتدائية لم ينالها الكثيرون منهم، لكن من ناحية الإبداع والفن كانوا قمة في الأداء وفي اختيار الكلمات الرصينة. لذا نأمل أن تجد “منار صديق” وهي نجمة النجوم الآن في الساحة الفنية الرعاية والاهتمام من الجهات الفنية لتصبح إرثاً للسودان وليست ملكاً لنفسها أو لأسرتها.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية