حوارات

والي غرب دارفور د. "خليل عبد الله" في أول حوار مع (المجهر)

الأوضاع الأمنية مستقرة.. والتعليم وارتفاع نسبة الأمية من أبرز تحدياتنا
لدينا خطة لضبط التهريب عبر الحدود لذلك أقمنا منطقة حرة
التزمنا بوقف التحصيل التقليدي.. لكن على (المالية) تعويضنا عن فاقد الإيرادات
لدينا خطة لإعادة هيكلة المؤسسات في المرحلة المقبلة من خلال تجديد دماء
حاوره – عبد الرحمن محمد أحمد
 الدكتور “خليل عبد الله محمد” والي غرب دارفور الجديد التقته (المجهر) في حوار استثنائي بمقر إقامته بالعاصمة الجنينة، تناول تحديات المرحلة المقبلة وخطته المستقبلية في إدارة الولاية، ووقفنا على رؤيته حول تقديم الخدمات الأساسية، وتحدثنا إليه عن الأوضاع الأمنية الماثلة الآن وسبل التنسيق بين الأجهزة المختلفة، إلى جانب محاور أخرى ضمن الحوار التالي.
{ كيف تسير الأوضاع الأمنية بالولاية؟                                                                                       
_ معلوم أن ولاية غرب دارفور من أكثر الولايات في دارفور استقراراً وأمناً بالرغم من أن هناك بعض الهنات هنا وهناك، ولكن لا ترقى إلى تهديد أمن الولاية.
{ هناك بعض التفلتات الأمنية من قبل فلول ما يسمى بـ”فصيل عباس” في الأسابيع الماضية بمنطقة “صليعة” التابعة لمحلية سربا.
_ ما يسمى بفصيل “عباس” أصلاً هو من أبناء منطقة “صليعة”، وهو متمرد قديم ظل في السنوات الماضية يقوم بزعزعة المنطقة كل عام بغرض النهب، ونهب عدد من السيارات وبعض المؤن العينية، وهذا العمل لا يرقى إلى أن يسمى متمردا سياسيا فهو متفلت ينهب ويختفي، لذلك لا بد من التشاور مع قيادات القوات النظامية بالولاية بالتنسيق مع حكومة شمال دارفور لحسمه نهائياً وتأمين تلك المنطقة تماماً.
{ ما هي خطة الولاية في إطار حماية الموسم الزراعي القادم وما هو موقف المخزون الإستراتيجي في الولاية؟
_ بالنسبة للموسم الزراعي نحن في ولاية غرب دارفور قمنا بتشكيل لجان لحماية الموسم الزراعي بمشاركة أجهزة تنفيذية وأمنية، حيث كان أداء اللجان في العام الماضي أداءً جيداً، كذلك وصلتنا في هذا الموسم كميات من التقاوى المحسنة بدعم مشترك من وزارة الزراعة الاتحادية والسلطة الإقليمية لدارفور، وهذه المحاصيل بدأ توزيعها للمحليات، ويتم توزيعها مجاناً للمزارعين.
{ ما تقييمك للعلاقات الحدودية بين مدينة الجنينة والجارة تشاد من النواحي التجارية والاجتماعية والثقافية وفكرة القوات المشتركة السودانية التشادية؟
_ هذه القوات تعمل عملاً كبيراً جداً في تأمين الحدود بين البلدين، كما تعمل بانسجام تام بين قيادتي القوات في البلدين.. العقيد الركن “عبد الرحمن أحمد فقيري” والجنرال “عبده إدريس سقنو”، وتتبادل  القيادة بين الدولتين كل ستة أشهر، ونستطيع القول إن العلاقات الحدودية بين البلدين هي علاقات تاريخية وأزلية وتربطنا معهم مصالح مشتركة وحركة تبادل السلع والخدمات، حيث تبلغ مساحة الحدود بين البلدين (750) كيلومتراً طولياً، لذلك  فان العلاقات من حيث النواحي التجارية والاجتماعية والثقافية ممتدة.
{ هل لديكم خطة لزيادة عدد المحطات الجمركية في بعض المحليات المتاخمة لدولة تشاد لضبط التهريب؟
_ نعم لدينا خطة لضبط التهريب من خلال إقامة منطقة حرة في الحدود بمنطقة “أسونقا” التي قطعت شوطاً كبيراً من حيث اختيار الموقع ووضع حجر الأساس، كما نسعى بالتعاون مع المركز والسلطات بدولة تشاد لإقامة المنطقة الحرة مما قد يساعد في عمليات محاربة التهريب بين الدولتين.
{ ما أهمية مطار “الشهيد صبيرة” الدولي بالنسبة للبلاد ودول غرب أفريقيا؟                   
_ يعد مطار “الشهيد صبيرة” صرحاً ذا أهمية إقليمية وإضافة تنموية للولاية من خلال هبوط الطائرات القادمة من الخرطوم إلى الجنينة عبوراً إلى مدينة أنجمينا بدولة تشاد، وذلك عبر شركة (تاركو) للطيران، كما أن هذا المطار ستزداد أهميته الإقليمية في القريب العاجل، والآن الولاية ليست لديها أية مشكلة في السفر إلى الخرطوم عبر الطيران، والمطار يحظى بتأهيل جيد.
{ ما مدى جاهزية حكومة الولاية لتطبيق إجراءات التحصيل الإلكتروني؟
_ التحصيل الإلكتروني هو برنامج اتحادي يأتي ضمن موجهات وزارة المالية والاقتصاد الوطني، وأرسلت الوزارة الاتحادية للولاية في الأيام الفائتة فريقاً للعمل وتم خلال هذه الزيارة إجراء دورات تدريبية للمحصلين الماليين.. نحن الآن من ناحية تدريب المحصلين جاهزون، لكن هناك تأخير من ناحية وصول الأجهزة المطلوبة لتنفيذ هذا الأمر، كما أننا التزمنا بإيقاف التحصيل التقليدي في مواعيده المحددة شريطة أن تلتزم وزارة المالية الاتحادية بتعويضنا فاقد الإيرادات في الفترة التي تسبق جلبهم الأجهزة الإلكترونية اللازمة للعمل إلى الولاية.
{ هنالك زيارات استكشافية من قبل وزارة المعادن إلى بعض المواقع التابعة للولاية حيث تأكد وجود المعادن خاصة بموقعي محلية “بيضة” و”كلبس”؟
_ الولاية زاخرة بالثروات المعدنية، وهناك زيارات استكشافية تمت من قبل وزارة المعادن راج خلالها الحديث عن  وجود الثروات المعدنية ذات القيمة الاقتصادية في بعض مواقع الولاية، ونحن على استعداد تام للتنسيق مع وزارة المعادن الاتحادية حتى نتمكن من الاستفادة من تلك الثروات المعدنية لزيادة ناتج الدخل القومي والمحلي.
{ ما هي خطة الولاية في تطوير القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني؟
_ هناك جهود مقدرة في تطوير القطاع الزراعي بدءاً بتحسين التقاوى الإنتاجية وتحسين نوعية المنتج بإدخال التقانات والآلات الزراعية وتطوير الإرشاد الزراعي حتى ننهض بزيادة الإنتاج والإنتاجية.. وكما تعلمون فإن ما يقارب الـ(5) ملايين فدان من المساحات الزراعية صالحة للزراعة والاعتماد هنا على الزراعة المروية بالأمطار، والبعض يعتمد على زراعة البساتين، لذلك سنعمل على تطوير البساتين من حيث نوعية الفاكهة وزيادة الرقعة الزراعية وذلك لوفرة المياه الجوفية بالولاية.
{ تلاحظ  ان مركبات خاصة بلا  لوحات قانونية تأتي عبر الحدود مع دول الجوار، كيف تتعاملون مع هذه الظاهرة؟
_ نحن الآن ندرس أمر اللوحات بالتنسيق مع إدارة الجمارك بالولاية ووزارة المالية الاتحادية والأجهزة النظامية بالولاية ممثلة في الشرطة والجيش والأمن للوصول إلى وضع تصور معقول لمعالجة ظاهرة السيارات التي تم جلبها إلى الولاية سابقاً، والعمل على ضبطها في المستقبل.
{ من خلال زياراتك التفقدية لبعض المؤسسات الحكومية.. هل هناك موجهات تمت في شأن الانضباط وإتقان العمل والمواظبة؟
_ قمنا خلال الأسبوع الماضي بجولات ميدانية لعدد من الوزارات، وقصدنا أن تكون الزيارات غير معلنة حتى نجد الأمور على طبيعتها، وبالفعل وجدنا درجة عالية جداً من الالتزام بتلك الإدارات، لكن هناك بعض الملاحظات تحتاج إلى مراجعة وأصدرنا بعض الموجهات بإيقاف التواصل الاجتماعي خارج المؤسسة أثناء ساعات العمل الرسمية ، حتى لا تتعطل مصالح المواطنين، إلى جانب الالتزام بتطبيق برنامج البصمة الإلكترونية أثناء الدخول والخروج بجميع المؤسسات الحكومية.
{ ماذا عن مشروعات التمويل الأصغر وتشغيل الخريجين ومدى استعداد الولاية لتوظيف الخريجين الموجودين بالولاية؟
_ في لقائي مع مدير مشروع التمويل الأصغر ومدير بنك السودان وجدنا خلال تقريرهما أن المؤسسة تقوم بدور كبير بالولاية وان الإقبال كبير من المواطنين، فأول دفعة من المستفيدين من التمويل تمكنوا من استرداد ما عليهم بنسبة (100%)، لذلك نتوقع أن تتصدر ولاية غرب دارفور ولايات السودان كافة من ناحية الإجراءات التمويلية، لذلك نشيد بمواطني الولاية وتجاوبهم مع مشروع التمويل الأصغر، وهذا سيساهم في إيجاد فرص لكسب العيش لشريحة من الخريجين وعدد كبير من المواطنين مما قد يقلل من حدة الفقر من المجتمع، وتفهم هذا الأمر من المواطنين سيكون دافعاً لي للقيام بالتوسع في المشروع ليشمل محليات الولاية الثماني.
{ هل من خطوات تجاه اعادة هيكلة المؤسسات الحكومية من أجل وضع الكفاءات في المواقع  المناسبة ؟
_ لدينا خطة لإعادة هيكلة المؤسسات برئاسة الولاية والمحليات الأخرى بإدخال تقنية المعلومات. ونسعى الآن في تدريب الكوادر العاملة بالولاية حتى نتمكن من حوسبة المؤسسات الحكومية ببرنامج الحكومة الإلكترونية.
{ ما هي معايير تشكيل حكومتك المرتقبة ومتى يتم ذلك وما حجم التنسيق والتعاون مع الأحزاب والقوى السياسية بالولاية؟
_ نحن رفعنا شعار (نقود الإصلاح.. نستكمل النهضة) في حكومتنا المرتقبة للولاية، وسنجري إصلاحاً شاملاً في المرحلة المقبلة من خلال تجديد دماء جديدة والالتزام بمعيار الكفاءة والمقدرة على الإنجاز.. عموماً المشاورات تجري على قدم وساق، وستكون مشاركة الأحزاب والقوى السياسية حسب موجهات الدولة وذلك بمشاركتها بعدد من الوزارات، ومعتمدي الرئاسة، ونائب رئيس المجلس التشريعي ولجان أخرى، وتعاوننا مع الأحزاب والقوى السياسية بالولاية المشاركة في الحكومة وغير المشاركة وتواصلنا مهم جيد، وتعد هذه الولاية من أميز الولايات التي تحظى بتعاون كبير بين ألوان الطيف السياسي كافة.
{ ما هي رؤيتك لمستقبل حزب المؤتمر الوطني بالولاية؟
_ المؤتمر الوطني بالولاية حزب راسخ ويؤيده عدد ضخم جداً من المواطنين وهياكله قائمة على النظام الأساسي، إذا كانت هناك بعض الهنات سنسعى لترميمها إن شاء الله، وبدأت مؤسسات الحزب في تعاون معنا في شأن الحكومة الجديدة، والمؤتمر الوطني حزب راسخ لمستقبل واعد.
{ مستوى الخدمات الضرورية لإنسان الولاية؟                               
_ الولاية كافة تعاني في الخدمات الأساسية رغم أن من سبقوني بذلوا جهوداً مقدرة من خلال مشروعات السلطة الإقليمية والحكومة الاتحادية إلا أن الفرق بين الواقع والمرجو كبير جداً، حيث اكتمل طريق “الإنقاذ الغربي” قطاع “زالنجي- الجنينة”، والعمل جارٍ في عمليات الكباري بقطاع “الجنينة- أدري”، وما تبقى من المشروع الكلي قطاع “زالنجي- نيالا”، حيث وصل قطاع “نيالا- الفاشر” حوالي (300) كيلومتر.. كهرباء الجنينة فيها عدد من المحطات وتعمل طوال الـ(24) ساعة، وهناك وفرة في الوقود لاستمرار العمل، حيث زارنا في هذه الأيام وفد من وزارة الكهرباء الاتحادية، وقمنا بتذليل بعض الإجراءات الفنية المتعلقة بتخصيص قطعة للمحطة التحويلية ومكاتب للموظفين، توطئةً لإدخال شبكة الولاية ضمن الشبكة القومية، حتى نتوقع إحداث نهضة تنموية في التعليم والصحة والمياه بالمنطقة.
وفي مجال خدمات الصحة، التعاون مع الوزارة الاتحادية كبير، لكن نريد أن نشجع القطاع الخاص من داخل وخارج البلاد، وننوي جعل الجنينة مركزاً طبياً مرموقاً في الإقليم الأفريقي.
{ ما هي أبرز التحديات التي تواجه الولاية؟                                                      
_ من أبرز التحديات بالولاية مشكلة التعليم، ونسبة الأمية ما تزال مرتفعة جداً، لكن نتوقع أن تساهم جامعة الجنينة الوليدة في تخريج عدد من طلابها ليساهموا في دعم وتنمية المنطقة. وأيضاً من التحديات المحافظة على الأمن والاستقرار ومحاربة ظاهرة تهريب السلع خارج الولاية، إلى جانب جلب المواد الضارة للمنطقة.. والنزوح واللجوء خارج البلاد واحد من التحديات، لذلك نعمل بالتعاون مع السلطة الإقليمية لدارفور والمنظمات العالمية ومعتمدية شؤون اللاجئين والحكومة الاتحادية لتهيئة قرى العودة الطوعية، وتوجد تعقيدات وإشكالات لكن بالصبر والمثابرة تحل التعقيدات كافة.. هناك تعاون لصيق مع قيادات الإدارة الأهلية وقيادات المجتمع المدني والقوات النظامية، نعتقد أنه من خلال الانسجام يمكن إحداث اختراق في رتق النسيج الاجتماعي بين مكونات المجتمع وعودة الولاية إلى سيرتها الأولى.. ونناشد الإدارة الأهلية بالتعاون معنا لتأمين القرى وإعادة اللاجئين والنازحين إلى قراهم الأصلية.
{ ظلت هيئة الإذاعة والتلفزيون بالولاية تعاني كثيراً من ضعف في تغطية الإرسال الإذاعي والتلفزيوني إلى جانب عدم ملاءمة بيئة العمل.. ما هي خطواتكم في هذا الشأن؟
_ نسعى من أجل حل مشكلة الإذاعة والتلفزيون، وتطوير قناة التلفزيون لمواكبة متطلبات العصر.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية