"باقان" جايي يفتش الماضي بالخرطوم!!
سفارة الجنوب بالخرطوم بشرت بزيارة سيقوم بها “باقان أموم” الأمين العام للحركة الشعبية خلال الفترة القادمة.
لا ندري ما هي الفائدة التي سيجنيها الشمال من زيارة “باقان” هذه، ألم يكن “باقان” واحداً من الذين دعوا لانفصال الجنوب؟ ألم يكن “باقان” واحداً من ألد أعداء الشمال؟ ألم يكن “باقان” يرقص طرباً حينما انفصل الجنوب؟ وهو الذي أساء استقبال رئيس الجمهورية في أول احتفال أقامته جوبا للاحتفال بالعيد الأول لدولة الجنوب؟ إن “باقان” لم يستفد من الحرب التي استمرت لثمانية عشر عاماً بين أبناء الوطن الواحد قبل الانفصال، إن “باقان” لم يحسن التصرف والتعامل مع الحكومة خلال فترة الست سنوات التي قررتها (نيفاشا) لإبداء حسن النوايا وزرع الثقة بين أبناء الشمال والجنوب. . لقد استمتع الأخوة الجنوبيين وبمن فيهم “باقان” بكل خيرات الشمال ولكن “باقان” لم يكن صادق النية في التعامل مع الشمال.
لو أحسن “باقان” التصرف مع الشمال ولم يزرع الفتن لكان الجنوب الآن أفضل حالاً من الحروب التي اندلعت بسبب المطامع الشخصية وكراسي السلطة. لقد جنى الجنوب الخراب والدمار، ولم يعيش أحلامه الوردية التي كان يمنيه بها “باقان” وغيره من الأخوة الجنوبيين الذين ملأ الحقد قلوبهم وأعمى أبصارهم .. الجنوب الآن يعيش أسوأ حالاته، وقد فتكت الأمراض بأبنائه والسبب أولئك الطامعون في كراسي السلطة من أمثال “باقان” و”عرمان” وغيرهم.
إن انفصال الجنوب جريمة في حق الدولتين الشمال والجنوب ولذلك اعتقد أن “باقان” كان واحداً من الذين كانوا يدقون طبول الحرب للانفصال، لقد كان لهم لسانين عندما يجلسون مع الحكومة يتحدثون حديثاً معسولاً وعندما يجلسون في مجالسهم الخاصة ومع أولياء نعمتهم يتحدثون بلسان آخر، لقد كان “باقان” يظهر غير ما يبطن، تحس بأنه حمل وديع ولكن عندما تشاهده من الجانب الآخر تحس بالحقد يملأ كل جنباته. لقد سهر الشمال على ابتعاث الإخوة الجنوبيين إلى التعليم سواءً كان داخل السودان شمالاً أو خارج السودان فنالوا الدرجات العلمية الرفيعة وكانوا ضباطاً بالقوات المسلحة، لقد عاشوا مع الشمال ولم يحس أهل الشمال أنهم عبء ثقيل بل بادلوهم الحب والوفاء والمعاملة الحسنة، ولكن كانوا يضمرون الحقد على كل شمالي، كانوا يظنون أن الشمال قد سلبهم حريتهم وجعلهم مواطنين من الدرجة الثانية ولكن مشكلة المتعلمين منهم أنهم لم يحسنوا الظن بالشمال فكانوا ينتظرون هذا اليوم وهو انفصال الجنوب. كانوا يعملون بكل ما أوتوا من قوة للانفصال، والمصيبة أن من قاد تلك الحملة ليس البسطاء ولا الأميين ولكن قادها أولئك المتعلمون من أمثال “باقان” وغيره، وعندما انفصل الجنوب لم يجدوا ما كانوا يمنوهم به، بل وجدوا الحرب فيما بينهم ووجدوا الأمراض الفتاكة ووجدوا الخراب والدمار وانقلبت الجنة التي كانوا يتمنونها إلى نار وإذا لم يغير “باقان” وغيره الحسابات ستأكل النار كل الجنوب.