يجب إعادة النظر في المكرمين ببرنامج (تواصل)!!
درج برنامج (تواصل) الذي يقوم برعايته رئيس الجمهورية ويتم تنفيذه تحت إشراف النائب الأول لرئيس الجمهورية الفريق أول ركن “بكري حسن صالح” على تكريم رموز المجتمع ممن أسهموا في الحياة العامة، ورغم أن الفكرة جيدة وأعادت البسمة لشفاه كثير ممن قدموا عطاء لهذا الوطن، فأعاد البرنامج لهم الحياة وضخ في شرايينهم أملاً وسعادة لهم ولذويهم.. والبرنامج قام بطواف على عدد من الذين اختارهم للتكريم بولاية الخرطوم، ولكن هناك شخصيات أهم من الشخصيات التي جرى تكريمها، فكل الذين تم تكريمهم خلال السنوات السابقة ومنذ بداية البرنامج نعتقد أن هناك مبدعين أسهموا في نهضة هذا الوطن وقدموا عطاءً ثراً في مجالات مختلفة منهم من خدم في القوات المسلحة ولم يطلهم التكريم وهم في حاجة إلى ذلك، وهناك شخصيات في الأجهزة النظامية المختلفة، وفي مجال الفن هناك شخصيات تحتاج إلى تكريم أكثر من المكرمين مثل (ثنائي النغم) لا أحد يعرف أين هما ولكنهما أثريا الساحة الفنية والغنائية بروائع الغناء السوداني، ولقد شاهدتهما في حالة يرثى لها، وكذلك الفنان “عبد الوهاب الصادق” و”عبد الله محمد” و”أبو عبيدة حسن” الذي مات من الهم والغم والنسيان بعد أن كان يملأ الساحة الفنية بأجمل الأغاني، وفي مجال الإذاعة أسرة “أبو عاقلة يوسف” و”سكينة عربي” و”نجاة كبيدة” وأسرة الراحلة “ليلى المغربي” وشقيقاتها. هناك مبدعون قدموا لهذا الوطن وهم في أمس الحاجة لهذا التكريم لرفع الروح المعنوية إن كانوا على قيد الحياة أو إعادة البسمة لذويهم.. وفي المجال الشرطي العميد “سيف الدين عبد الرحمن” الذي كان ملء السمع والبصر كان مسؤول العاصمة خلال سقوط النظام ساهم إبان توليه ذلك المنصب من ضبط العديد من محاولات التهريب عبر مطار الخرطوم للحبوب المنشطة أو المخدرة، الآن طريح الفراش ومثقل بالديون وفواتير العلاج للأمراض المختلفة التي أصابته بسبب التفاني في خدمة الوطن. وهناك أدباء وشعراء مثل “هاشم صديق” ألا يستحق هذا الشاعر أن تكرمه الدولة نظير ما قدمه من عمل إبداعي، ولا أحد يصدق أن هذا الشاعر الفحل مازال يمشي برجليه ولا يمتلك أية وسيلة مواصلات ليس العربات الفارهة لكن حتى الركشة لا يملكها، هذا الشاعر بغض النظر عن مواقفه، لكنه سوداني يفترض أن يجري تكريمه. وأسرة الراحل “أبو زيد أبو البلك” الذي أسهم بالمصانع والمساجد والمدارس أعيدوا البسمة لأهله على الأقل الدولة (تفتكر) ما قدمه لهذا الوطن، وفي مجال الرياضة أيضاً هناك فطاحلة ليسوا البارزين على الساحة أمثال “قاقارين” أو “أمين زكي” أو الدحيش، وهناك لاعبون يفترض أن تبحث عنهم اللجنة المكلفة بعملية التكريم، لأن معايير اختيار المكرمين غير معروفة ولا معلومة ومن المستحق هذا التكربم، هل من يمتلكون البنايات الشاهقة هم الذين يجري تكريمهم؟ إن التكريم يكون للمعدمين ولأنهم أغنياء بما قدموه لهذا الوطن من الشرائح المختلفة في الطب أو الأدب أو الشعر أو القوات النظامية أو التعليم أو الصحة، يفترض أن تزود اللجنة بالشخصيات المستحقة فعلاً التكريم.