تقارير

"نافع" يدعو إلى قصر الحوار على الراغبين.. و"كمال عمر" يتمسك بمشاركة الكل

قبيل انطلاقة الحوار الوطني بعد رمضان
الخرطوم – وليد النور
في يناير 2014م أعلن المؤتمر الوطني عن خطاب مهم يوجهه السيد رئيس الجمهورية رئيس المؤتمر الوطني للأمة السودانية، من قاعة الصداقة بالخرطوم، التي امتلأت بقادة  الأحزاب السياسية وفي مقدمتهم الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. “حسن عبد الله الترابي”، ورئيس حزب الأمة القومي السيد “الصادق المهدي”، ورئيس حزب حركة الإصلاح الآن د. “غازي صلاح الدين العتباني”، ورئيس منبر السلام العادل المهندس “الطيب مصطفى”. وفي ذات الليلة أعلن الرئيس “البشير” عن حوار جامع لكل الناس للاتفاق حول أجندة لحلحلة قضايا البلاد، لكن سرعان ما تنصل حزب الأمة القومي بعد اعتقال رئيسه بسبب تصريحاته عن قوات الدعم السريع، ثم أعلن حزباً حركة الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل انسحابهما من آلية الحوار، وبقي المؤتمر الشعبي وحزب العدالة القومي وعدد لا يتجاوز الأربعة أحزاب متمسكة بالحوار الذي توقف بسبب الانتخابات التي منحت المؤتمر الوطني شرعية لخمس سنوات قادمة.  
وفي جلسة الهيئة التشريعية القومية التي خصصت لمناقشة خطاب رئيس الجمهورية الذي أودع منضدة البرلمان مطلع الشهر الجاري، انبرى مساعد رئيس الجمهورية السابق والقيادي بالمؤتمر الوطني د. “نافع علي نافع” لانتقاد انتظار حزبه لقوى المعارضة للمشاركة في الحوار. وقال: (المعارضة لن تنال هدفها بإسقاط النظام وقد فشلت في نيله سابقاً). وزاد: (هذه القوى يجب أن لا ننتظرها، لأنها تحاول إسقاط أجندتها الذاتية والحزبية). وبرر “نافع” بأن المعارضة ما زالت تحاول إسقاط النظام عبر الحوار بأجندتها الذاتية، مشدداً على أنه يجب أن لا نقيد أنفسنا بانتظارها لأنها تمثل جزءاً ضئيلاً من أهل السودان، ويجب أن ينطلق الحوار بالراغبين فيه. وطالب الهيئة التشريعية بمحاصرة القوى المعارضة وإسقاط أجندتها التي قال إنها لن تنالها إن شاء الله. وأضاف إن المحادثات حول المنطقتين لن تبلغ الاتفاق إذا ظلت قيادة الحركات المسلحة تربط المحادثات بتحالفاتها مع الحركات المسلحة الأخرى. وقال: (لن يتحقق ذلك إلا إذا عادت إلى رشدها، أو جرى لها تغييب). في وقت طالب فيه عضو البرلمان “عباس الفادني” بالجدية في الحوار وعدم التأرجح فيه بقيام لجان تخمد وتموت، وأكد عضو مجلس الولايات “سوكارنو أبو عاقلة” أن رافضي الحوار هم أصحاب الأجندة الخارجية والفواتير الآجلة الدفع وشواذ الآفاق.
وفي تعليق له على حديث د. “نافع علي نافع”، قال القيادي بآلية (7+7) الأمين السياسي لحزب المؤتمر الشعبي “كمال عمر عبد السلام” في حديثه لـ(المجهر) إن الحديث الذي أطلقه القيادي بالمؤتمر الوطني د. “نافع علي نافع” للحكومة بالانطلاق بالحوار وعدم انتظار المعارضة جاء من منطق يأسٍ من الأحزاب التي رفضت مجرد مقابلة آلية (7+7)، ويضيف “عمر”: (لكننا لم ولن نعجز عن ملاحقة الأحزاب حزباً حزباً)، وقال إن الواقع أصبح (بطال)، مشيراً إلى أن بعض الأحزاب يريد نقل الحوار إلى الخارج أو تفكيك مؤسسات الدولة، وهذا السلوك غير مقبول، وقال إن اللجنة التنسيقية العليا رغم حالة اليأس المسيطرة، إلا أنها ستواصل الاتصال بالأحزاب.
وفي الأسبوع الماضي حذّر زعيم حركة الإصلاح الآن “غازي صلاح الدين” من حدوث “اختلال أمني كبير” حال رفض الحكومة الدخول في حوار جاد، واختيارها قمع المعارضة، وطلب إيجاد آلية محايدة للحوار من شخصيات سودانية موثوقة ومقبولة من كل الأطراف. وقال “غازي” في تصريحات صحافية، (الاثنين) الماضي، إن ما يفعله ويقوله الجانب الحكومي لا يَصب في تعريف الحوار المتفق عليه، مشيراً إلى أنه ليس من حق الحكومة احتكار الحوار وتعريفه وفق منظورها. وتابع: (هناك خطأ جوهري في الحوار السابق وهو أن الحكومة كانت تحتل مجلس الخصم والحكم في ذات الوقت، ومن الضروري تصحيح الخطأ.. إذا لم تتنازل عن موقع الخصم والحكم، فهذا يعني عدم جدوى الحوار). ونبه “غازي” إلى أن عدم جدوى الحوار يعني استمرار أزمات الاقتصاد والعلاقات الخارجية، والحرب في بعض مناطق السودان، وزاد: (مقابل ذلك إذا قام حوار ناجح يؤدي إلى جبهة داخلية موحدة وفي ظل سلام، لا ظل حرب، يمكن معالجة تلك الأزمات بإرادة وطنية واحدة). وتساءل عن الأزمة مع الأمم المتحدة حول قوات “يوناميد” في دارفور قائلا: (كيف نخرج من مثل هذه المآزق في المستقبل إذا لم نعالج أزمة العلاقات الخارجية، التي تمثل أخطر أزماتنا؟).
ونفى رئيس حركة الإصلاح الآن، أن تكون دعوتهم إلى إدارة الحوار بآلية محايدة، تعني الدعوة لتدخل جهة خارجية، وقال إن المقصود هو جهة سودانية وطنية متفق عليها “في الغالب من شخصيات موثوقة ومقبولة من كل الأطراف”، وأوضح أنه في حال توفر الآلية الوطنية المحايدة، يمكن أن تبقى الآلية الأفريقية رفيعة المستوى برئاسة “ثابو أمبيكي”، تعمل في إطار تفويضها كجهة مسهلة للحوار، من أهم وظائفها أنها الرابط الرسمي بين الحكومة وأطراف الصراع من ناحية، والمؤسسات الإقليمية والدولية من ناحية أخرى. وأضاف إن الدور الرئيسي لآلية “أمبيكي” سيتضح في معالجة أزمات السودان مع بعض القوى الدولية، “مثلاً إذا توصل الحوار إلى حزمة معالجات سياسية متفق عليها، سيكون دور الآلية التقرير عن ذلك والتوصية بتطبيع العلاقات السياسية والاقتصادية، ومعالجة الأزمات الأخرى، كذلك مثل موضوع محكمة الجنايات الدولية”. وذكر غازي: “لكن إذا اقتحمت الحكومة المياه وحدها فهي تتحمل مسؤولية الغرق”، ونصحها بإتاحة كل أدوات العمل السياسي الدستورية للمعارضة، حال رفضها (الحوار المجدي)، أو بعبارة أخرى “إذا فشلت الحكومة في أداء وظائفها ومواجهة أزماتها، واختارت في نفس الوقت قمع المعارضة، فهي بلا شك تعد البلاد لاختلال أمني كبير”.
وانشقت حركة “الإصلاح الآن” من المؤتمر الوطني الحاكم في أكتوبر 2013 عقب مذكرة رفعتها قيادات بارزة احتجت على مقتل العشرات في احتجاجات سبتمبر ضد رفع الدعم الحكومي عن المحروقات.
إلى ذلك، توقعت أمين شؤون المرأة بالمؤتمر الشعبي “سهير أحمد صلاح” أن يطلق الرئيس “البشير” تصريحات إيجابية خلال شهر رمضان لتهيئة الأجواء للحوار، خاصة فيما يلي إطلاق سراح المعتقلين السياسيين، ووصفت التصريحات الحكومية التي تؤكد انطلاق الحوار عقب شهر رمضان المعظم بالخطوة الإيجابية، وأعربت عن أملها في أن تتاح لقاءات ثنائية بين الأحزاب والحركات المسلحة لمزيد من الترتيبات في هذا الإطار. وحول قبول الحكومة بالوساطة الألمانية للحوار، أكدت “سهير” دور ألمانيا الإيجابي في الحوار، وأشارت إلى المناشط العديدة التي تعقدها الحركات المسلحة بألمانيا من ورش ومؤتمرات بحكم وجودها هناك، ما يتيح حراكاً إيجابياً، وناشدت جميع القوى السياسية ضرورة الحرص على تهيئة الأجواء للحوار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية