ولنا رأي

متى تنتهي المؤامرات؟!

المؤامرات لا تحاك على الدولة أو النظام أو البلد فحسب، وإنما المؤامرات تستهدف الأشخاص والمؤسسات وكذلك الناجحين من نجوم المجتمع، ولكن ترتد دائماً المؤامرات على أصحابها. فأحياناً يولى شخص أمراً وحتى يحاول أن يقنع الجهة التي ولته الأمر أنه يقوم بالواجب خير قيام، فيقوم باستهداف الناجحين وفقاً للمؤامرة التي تحاك ليلاً أو نهاراً أو بناءً على تخطيط نسج خيوطه في الظلام الحالك.
ونحن في السودان أو خارجه نعمل دائماً على إحاكة المؤامرات وكم من ناجح كان ضحية أحد الفاشلين أو الطامعين في نيل المركز الذي يجلس عليه أحد الناجحين، وكم من مؤسسة ناجحة تدمرت نتيجة خسة أو مؤامرة دنيئة قام بها بعض الأفراد أو الجماعات ولكن دائماً ترتد المؤامرات على أصحابها، وهؤلاء يعلمون تماماً أنهم يقومون بأدوار لاعب السيرك الذي يقفز من هنا وهناك.
والمؤامرة تمتد على الدول والسودان مثالاً فليس من العقل أو المنطق أن تظل المؤامرة عليه لعشرات السنين، وليس من العقل ولا المنطق أن يقحم في جرائم لم يرتكبها مهما كانت عيون أمريكا في السودان، فليس هناك دليل على أنه يرعى الإرهاب أو يقوم برعايته وما هي الجهات أو الأفراد الذين مورس الإرهاب ضدهم حتى يظل اسم السودان ولعشرات السنين بأنه الدولة التي ترعى الإرهاب. وكما ذكرنا فإن المؤامرة مستمرة وتستهدف الوطن ومهما فعل السودان لتلك الجهات ومهما حاول أن يتنازل عن أي فعل يشفع له طالما وضع في تلك القائمة.
فالمؤامرات والدسائس لن تنتهي ولكن بإمكان السودان أن يبطلها بالعمل الدءوب  والتماسك داخلياً وتوحيد كلمته، إذا نجح في لم شمل الأمة بإمكانه أن يبطل أي عمل يقوم به أولئك المتربصون، ونحن أحوج لهذا اللم.. وجمع الأمة وتناسي الخلافات فيما بيننا حتى نفسد أي تآمر خارجي، فالسودان بلد يتمتع بالعديد من الخيرات الزراعية والمعدنية والبترولية بجانب المياه وتعدد مصادرها من الأنهار المختلفة، فإذا نجحنا في توظيف كل ذلك بإمكاننا أن نبطل مؤامرة أمريكا وإسرائيل وكل الدول التي تقف إلى جانبها أو تقوم بالوكالة نيابة عنها لتركيع السودان. ومنذ قديم الزمان عرف السودان أنه بلد من الصعب تركيعه وقد مارست بريطانيا كل أساليب التركيع والذل ولم تنجح وأخيراً خرجت حاسرة الرأس.
لذا فإن الأفراد الذين تحاول بعض الجهات أن تمارس ضدهم المؤامرة والدسائس فلن تنجح.. لأن الدسائس والمؤامرات أحياناً تقوي الإنسان ولا تضعفه.. فإذا نظرنا إلى كل الناجحين الآن واسترجعنا تاريخ حياتهم نجدهم قد تعرضوا خلال مسيرتهم إلى الضرب تحت الحزام، ولكن مضوا بإرادة المولى وبعزيمتهم وإصرارهم لبلوغ الغايات. وفعلاً وصلوا إلى المراتب العليا وأصبحوا من الأعيان والنجوم التي لا تخطئها العين  وعلى المرء ألا يلتفت إلى كيد الكائدين ولا الخاسرين، ولا المتآمرين، عليه أن يتسلح بسلاح التقوى والإيمان والنصر دائماً سيكون حليف الأتقياء الأنقياء الأوفياء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية