ولنا رأي

من أين يبدأ الوالي عمله؟!

لأكثر من عام وشارع السيد “عبد الرحمن” يصعب السير عليه، إن كانت حافلات أو هايس أو أمجاد أو أي وسيلة من الوسائل العامة أو الخاصة، حتى السير بالرجل صعب على المواطنين. لقد انهار هذا الشارع فجأة وتحطمت المجاري والولاية عاجزة عن صيانة أهم طريق، وهو يربط شرق ووسط الخرطوم بغربها، بمعنى أن الشارع من بداية المريديان سابقاً وحتى الإستاد ظل في حالة تهتك وتحطم مستمر، ولا ندري ما هي العلة في معالجة الطريق، وهل هناك أي موانع تحول دون صيانته، على الرغم من أن هناك عدداً كبيراً من الطرق جرت صيانتها وهي أقل أهمية منه. لذا نطالب السيد الوالي الجديد الفريق “عبد الرحيم” أن يزور الشارع إن كان في وقت الذروة أو في الصباح الباكر أو في المساء، ليعرف حجم الخراب الذي أصاب هذا الشارع الذي يحمل  اسم أبو الوطنية السيد “عبد الرحمن المهدي”، الذي كان له الفضل في نيل السودان استقلاله.
فشارع السيد “عبد الرحمن” ليس هو الشارع الوحيد الذي هو في حاجة إلى صيانة عاجلة، فالأهم منه موقف مواصلات كركر أو موقف جاكسون. وبخصوص هذا الميدان، نوجه رسالة للسيد الوالي بأن يطوف عليه في أي وقت من الأوقات. فالميدان هو نفس الميدان، فإذا حضرت منتصف النهار تجد الأعمى شايل المكسر، درداقات وفريشة على الأرصفة وصياح  وكواريك تصن الأذن.. أما في المساء فتجد اكتظاظاً للحافلات وعربات الهايس، ولكن كل يعمل بالتعريفة التي ترضيه ولا ترضي جمهور المواطنين. وأحياناً بعد الحادية عشر ليلاً تختفي السيارات، وحينما تأتي ويكون المواطن مجبراً أو مضطراً على الركوب فيطلب الكمسنجي أو الكمساري تعريفة على هواه. وهؤلاء المجبورون على الدفع يدفعون، ليس باختيارهم وإنما لحاجتهم الملحة للوصول إلى منازلهم، فالمواصلات أصبحت فوضى والتعريفة حسب هوى الكماسرة أو السواقين أو الكمسنجية، ولذلك لابد من قرار سريع يجبر أصحاب المركبات الخاصة، أن  يفيقوا من صدمة تلك الزيادة الوهمية وإلا ستصبح تعريفة فوق التعريفة، التي وضعتها الولاية قبل عام تقريباً.
من الأشياء التي تحتاج إلى علاج فوري من سعادة الفريق “عبد الرحيم” النفايات خاصة من الأسواق، فمن يدخل الأسواق، وليس سوقاً واحداً في جاكسون أو في بحري أو في أم درمان، فكل الأسواق تعيش حالة من ركام النفايات، فإذا دخلت تلك الأسواق في المساء، فلن تصدق أنك في سوق يرتاده المواطنون والأجانب. فالأسواق عبارة عن كوشة، رغم عربات النفايات التي تجوب الطرقات، لقد صرفت ولاية الخرطوم مليارات من الجنيهات للنفايات، واستجلبت العديد من العربات ولكن الحال نفس الحال، فأصحاب المحال التجارية لا أحد يلزمهم بكيفية محددة للتخلص من نفاياتهم، أو أين يضعها، حتى تأتي العربات لنقلها.. فكلما  فرغ صاحب محل من كرتونة أو أكياس ألقى بها في الشارع العام، فكراتين تاجر وأكياس آخر تصبح نفايات، ما يصعب على المواطن السير في هذا الطريق  الذي يكاد يكون مغلقاً بالنفايات.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية