منهجية الاعلان
تمر بالبلاد الكثير من الأحداث والمناسبات والتطورات، والشاهد في الأمر أن منهجية الإعلان والعرض ثم التبيان تكون دوماً وفي حالات عديدة متداخلة، مثل أن يقع حدث عسكري فيقوم له تخريج وتصريح ونقل أو أن يكون الموقف سياسياً حزبياً صرفاً فيتصدى له كثير من التكنوقراط، أو يكون الأمر من مهام هموم أهل الاقتصاد فيتصدى له أقطاب الرياضة. وهكذا ومع شح استقامة اختصاص أعواد القائلين تأتي الظلال معوجة فترسم صورة مشوشة عن الواقع والحال.
الآن نحن بصدد حدث سياسي كبير وهو أداء الرئيس “البشير” لليمين الدستورية رئيساً بالانتخاب في ولاية تمتد إلى خمس سنوات، والمناسبة هذا اسمها ورسمها الصحيح وليس كلمة تنصيب والتي لا أدري أي عقلية المعية دفعت بها؛ ومناسبة بهذا الحجم ليس مطلوباً من المؤتمر الوطني الحديث عن ترتيباتها إلا فيما يلي بعدها الحزبي الخاص، بكون “البشير” مرشح للحزب في الانتخابات التي كسبها ولكن أساس المناسبة من عمل خاص برئاسة الجمهورية وهي التي تعلن الجوانب كافة من حيث المشاركات والحضور والأعمال المراسمية. وهنا برزت الإشكالية وهي في مثل هذه الأمور المرتبطة برئيس الجمهورية والقصر الرئاسي تحتاج إلى إيجازات راتبة ومرتبة تشمل كل أنشطة الرئيس ونائبيه ومساعديه، تكون مختصرة وشاملة دقيقة اللغة والتعابير كتبت أو نطقت بتصريح شفاهي.
حدث أداء اليمين الدستورية قطعاً مناسبة غريضة على جوانبها تقام حدائق الكسب السياسي والإشارات الممتدة للعلاقات الخارجية فيما يلي جانب الضيوف والمدعوين، وهي كذلك مناسبة لإرسال خطاب للشعب يحدد ملامح المرحلة المقبلة وهي كلها مظان الطلب من عارضي الأخبار وناشريها، وهي من بعد طلبة المواطنين الذين من حقهم التنوير بما يجري. وإزاء هذا الاحتياج تأتي الإشكالية الأخرى والأقبح وهي أن البعض ممن غير مخول لهم بالإفصاح، وفي لحظة حماسة وتقدير حسن النية يتطوعون بالشرح والإبانة فتنشر الأخبار من غير جهة الاختصاص وتحدث البلبلة.
أؤمن بأن الأخ السفير “محمد سليمان” السكرتير الصحفي والناطق باسم رئاسة الجمهورية، والتوصيف الثاني أوقع رجل يجيد تخليق الأفكار الكبيرة النيرة وأتوقع منه أن يسد هذه الثغرة والتي تحتاج من رئاسة الجمهورية نفسها منح الرجل صلاحيات في التنسيق وإدارة خطوط التواصل مع الصبر عليه وبسط المسافات أمامه، وسيكسب الجميع عرضاً وافياً وترتيباً للملف الإعلامي هناك
حدث أداء اليمين الدستورية للبشير أزف، ولكن الوقت متاح لإصدار إيجاز مناسب يكون مبتدراً لتقليد أمل أن يكون متصلاً ودائماً.