مسالة مستعجلة
“هلال” واستقبال الفاتحين
نجل الدين ادم
عاد زعيم (المحاميد) “موسى هلال” أمس (السبت) إلى “الخرطوم”، بعد مغادرته لها غاضباً من بعض السياسات في المركز وولايته شمال دارفور حسبما ظل يردد، ومكث بين قواته هناك في منطقة كبكابية وضواحيها وانقطع تماماً عن المركز. وترك منصبه كمستشار بديوان الحكم الاتحادي ومقعده في المجلس الوطني المنتهية ولايته، وكتب خطاب اعتذار بعدم حضوره للجلسات إلى رئيس البرلمان دكتور “الفاتح عز الدين”. وقد حال ذلك دون صدور قرار بإسقاط عضويته بسبب الغياب الطويل بعد أن احتج البعض على عدم تطبيق اللائحة عليه، لكن كان رد دكتور “الفاتح” ذلك الخطاب الذي يحمله في شنطته، فخطاب “هلال” كان بمثابة إذن على أمل عودته مرة أخرى. بالفعل عاد أمس واستقبتله المئات من أهله وعشيرته وأحبابه من دارفور وغيرها بالترحاب، وهو يحط في مطار الخرطوم بعد هذه الجفوة مع الحكومة. وقد أعلن الرجل أن أسباب العودة المفاجئة هو حرصه على المشاركة في تنصيب الرئيس “عمر البشير” يوم (الثلاثاء) المقبل لدورة رئاسية جديدة بعد فوزه في الانتخابات، فهلال زعيم لا يشق له غبار لكن تباين وجهات النظر بينه ووالي شمال دارفور “عثمان محمد يوسف كبر” باعدت بينه والولاية والمركز.
عاد “هلال” وقد فقد مقعده في البرلمان بسبب وفاء المدة، وكذلك فقد منصبه كمستشار بسبب انقضاء أجل الحكومة الحالية، وبقي في انتظار التشكيل الجديد، فعودته ربما تكون مصالحة غير معلنة، خصوصاً وأن لقاءً جرى بين الرجل ونائب رئيس المؤتمر الوطني من قبل بروفسيور”إبراهيم غندور” قبل أشهر مضت في شمال دارفور، دون أن يعرف أحد حتى الآن بتفاصيل اللقاء، فما بين المغادرة الغاضبة وعودة الرجل التلقائية أسئلة.. وأسئلة عن سر الموقفين !!.
إرهاصات تتحدث عن أن عودة الرجل ربما هي بداية للملمة الخلافات وتسويتها وإنهاء فترة القطيعة، وهذه ربما تقود لعودة الرجل مشاركاً في صفوف الحكومة بمنصب، سيما وأنه قدم (السبت) قبل انطلاقة الانتخابات. والناس كانوا يخشون من أن يقوم باعتراض سبيلها لكن جاء حديث الرجل مغايراً، وهو يقول بأن قواته ستحمي الانتخابات من أي محاولات للنيل منها، فرغم انخفاض نسبة الاقتراع في ولاية شمال دارفور إلا أن ذلك قياساً بالمستوى العام للاقتراع في الولايات الأخرى لا يشكل تراجعاً كبيراً، الأمر الذي يدع المجال واسعاً لكل الخيارات وغداً لنظاره قريب.