ولنا رأي

لا رادع للمفسدين إلا التعليق في المشانق!!

الصدفة أوقعتني في أحد التجار أو السماسرة وهو يتحدث معي دون أن يدري مع من يتحدث هذا الشخص، بدأ في سؤالي إن كانت العجوة بها سوس أو بدونه وبدأ يسترسل عن الكوتة التي يهم ببيعها أو شرائها، ورغم أنني صارحته بأنني صحفي وما يتحدث عنه إن كان صحيحاً فهو غش. فالفساد استشرى هذه الأيام ولا سلطات توقف هذا العبث وهي تحاول القبض على الفاسدين والمفسدين ،ولا المفسدون خافوا من السلطة أو خافوا من الله عز وجل، أو خافوا من عذاب الضمير وهم يبيعون السلع الفاسدة والسلع المضروبة.. هم يعلمون تماماً فساد سلعهم التي قبعت بالمخازن سنين عدداً، حتى يرتفع سعرها.. ومن ثم أخذها للعامة.
إن هؤلاء المفسدين لا يهمهم طالما لا أحد يستطيع القبض عليهم، وطالما ان هناك أساليب وحيل أخرى يستطيعون الخروج بها من أي مأزق يتعرضون له.
تنشر الصحف يومياً  اخباراً عن ضبط السلع الفاسدة مثل الفراخ واللحوم وحتى الفساد استشرى داخل سلعة السكر التي لم يتوقع أحد أن كميات مهولة من السكر تفسد بسبب طمع وجشع التجار.. لقد تصدرت صحف الأمس ضبط (60) ألف جوال سكر فاسد، وقد حاول التجار تخزين السكر لمقابلة شهر رمضان لمضاعفة سعره.. ونحن وعبر كل السنين نعرف أن سلعة السكر تختفي تماماً خلال شهر رمضان. وإذا ظهرت يكون سعرها قد تضاعف عشرات المرات.. بل تكون هناك وساطات للحصول على كمية من السكر لمقابلة الشهر العظيم.. إن التجار الذين يخبئون السكر يحاولون مضاعفة ربحهم أو تعويض ما فاتهم او فقدوه ،من كوتات السكر المخزنة..أو الفراخ النافق . فقد مات الضمير الإنساني وماتت معه كل القيم الإنسانية النبيلة التي كان يتمتع بها إنسان السودان.. في يوم من الأيام كنا نضحك على التجار المصريين الذين يغشون في المواد التموينية، وقد ظهرت حالات الغش خاصة في الفراخ الفاسد إبان عهد الرئيس الأسبق “أنور السادات”، حينما امتلأت الأسواق بالفراخ الفاسد، وكان هناك وزراء وتجار مشهورون تم ضبطهم في تلك الحالات.. فلا ندري لماذا استشرت تلك العدوى، ولماذا يبيع أولئك التجار طعاماً فاسداً للمواطنين، فالأجهزة الشرطية والأمنية يحمد لها تلك الحملات التي تقوم بها وضبطها للسلع الفاسدة، وتمليك الرأي العام المعلومات التي تجنبهم الوقوع في مثل تلك السلع أو التنبيه من طرحها.. فالضبط ليس كافياً فالقرار الذي يفترض أن ينال الجزاء عليه أولئك التجار المفسدون، التعليق في المشانق العامة ليكونوا عظة وعبرة لغيرهم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية