الخرطوم زمان !!
بدأت ولاية الخرطوم في نظافة وصيانة بعض الطرق منها شارع السيد “عبد الرحمن” وهناك تطهير للمصارف قبل حلول الخريف، إضافة لإزالة الأنقاض ببعض الكباري مثل كبري شمبات، ولكن رغم العمل الكبير خاصة في إزالة أنقاض كبري شمبات واستخدام الآلات الكبيرة، إلا أن بقايا الأنقاض مازالت في مكانها.. فإذا أزيلت في حينها لأصبح العمل مكتملاً.. لا ندري لماذا تظل بقايا الأنقاض في أماكنها ولفترة طويلة من الزمن، مع ملاحظة سرعة العاملين في النظافة خلال الفترة المسائية.
الولاية بدأت أيضاً في رصف جنبات الطرق والمحال التجارية والمساكن ومناطق الأسواق، ولكن سوء الاستعمال شوه معالم الوجه المشرق وحوله إلى وجه مظلم، عكس ما هو موجود الآن بولاية البحر الأحمر، فـ(الانترلوك) الذي أقيم بمناطق متعددة بالولاية يدخل البهجة والمسرة في النفوس، إلا أن ولاية الخرطوم وإنسانها أساءا الاستعمال حتى في مناطق الأسواق، إن كان سوق أم درمان أو سعد قشرة أو السوق العربي.. كل ما تم من رصف للطرقات ومداخل الأسواق عاد كما هو.
أما اللودرات والكراكات فلا تظهر إلا إبان فترة الخريف حينما تقع الكارثة، فلماذا لا تحرك تلك الآلات لتسوية الطرق الترابية وإزالة الأنقاض من المصارف على الأقل في الشهر مرة.. حتى -لا قدر الله -إذا حل الخريف ووقعت كارثة تكون أخف.
إن ولاية الخرطوم تعد بمثابة سودان مصغر وهي الواجهة المشرقة للبلاد، فينبغي أن تكون واجهة حقيقية من حيث النظام والنظافة خاصة مناطق الأسواق، فهي المحل الذي يرتاده الزوار، فلابد أن يعكس وجهاً مشرقاً للبلد بدلاً من الصورة السالبة التي يتحدث عنها كل مواطن حينما يزور عاصمة ما.. فإما أن تدخل المسرة في نفسه ويظل انطباعه عنها لهذا الوجه الجميل، وإما أن تكون سيئة فتظل الصورة سيئة ينقلها لكل من أراد أن يزورها.
العواصم في كل بلاد الدنيا تجد الاهتمام من المسؤولين بالدولة، فمدينة “دبي” التي يقال إن السيد “كمال حمزة” جعل منها وجهاً مشرقاً بين كل إمارات أبو ظبي، والعاصمة الخرطوم لن تكون أقل من تلك العواصم، فكل مقدمات النجاح متوفرة فيها وكل مقومات الإبداع في أن تكون أجمل عاصمة عربية موجودة، ولكن المشكلة أن إيقاع العمل فيها ضعيف وهمة بعض المسؤولين ليست كما ينبغي. ولذلك تجد أن التنفيذ واتخاذ القرار بطئ أو سلحفائي وهذا يقتل الروح المعنوية، لكل من أراد أن يقدم عملاً مميزاً.. فالخرطوم في وقت مضى كانت من أنظف وأطهر المدن، كانت تغسل بالماء والصابون والديتول فلا ندري لماذا تراجعت كل هذا التراجع؟ وهل يتوقع أن تعود كما كانت؟!